أنا مصنوع من صخر يسوع

مشاهد تُدمي القلوب وتقضّ مضاجع الانسانية. مشاهد تعيدك للتاريخ المظلم؛ تاريخ هولاكو وجنكيزخان والتتار. مشاهد يخجل أن يأتي بمثلها الحيوان المفترس الضّاري.والكلّ صامت، ساكت، "منخرس" وكأنّ شيئًا لم يكن، فلا الغرب يُحرّك ساكنًا ولا الشّرق، يُنددون من بعيد، ويشجبون من بعيد،
02 نوفمبر 2010 - 19:21 بتوقيت القدس

مشاهد تُدمي القلوب وتقضّ مضاجع الانسانية.
مشاهد تعيدك للتاريخ المظلم؛ تاريخ هولاكو وجنكيزخان والتتار.
مشاهد يخجل أن يأتي بمثلها الحيوان المفترس الضّاري.

والكلّ صامت، ساكت، "منخرس" وكأنّ شيئًا لم يكن، فلا الغرب يُحرّك ساكنًا ولا الشّرق، يُنددون من بعيد، ويشجبون من بعيد، ويستنكرون من بروجهم العاجيّة.
...يتفرّجون على مجموعة من "البشر" تعبد الموت وتعيشه، تعبد  القتل والسواد وتعشق اليتم.
 ...يتفرّجون على مجموعة من "البشر" او قل اللابشر – إن صحّ التعبير- تدخل الى كنيسة في وسط بغداد فتحتجز المؤمنين والكهنة فتقتل وتذبح وتعيث فسادًا، وهم على قناعة انهم يخدمون الله.

تخيّلوا معي لو أنّ هندوسيًا دخل الى مسجد في الهند وفجّره وقتل من فيه!!!
بل تخيّلوا معي لو ان "مسيحيًا متزمتًا" - ولا اظنه يفعل - دخل الى مسجد في احدى مدن اوروبا وقتل العشرات من المصلّين!!!

لقامت الدّنيا ولمّا تقعد.

لخرج الشرق والغرب برمته بجماهيره مُندِّدًا ومستاءً وصارخًا..ومعهم كلّ الحقّ!!!

ولكن في بغداد؛ في كنيسة سيّدة النجاة الأمر قد اختلف، فلا هبّة جماهيرية لا هنا ولا هناك، ولا تغطية اعلامية مقبولة، فوكالات الانباء نقلت الحدث المأساوي بهرولة وعلى استحياء، وهناك من تجاهل عمدًا...

أنا لا اقول ان اهلنا المسلمين يرضون بمثل هذه الاعمال.

انا لا أقول انّ العالم يُصفّق لمثل هذه الوحشيّة. ولكنني أقول انّ العاقلين والمتنوّرين والمعتدلين صامتون، ساكتون ولا مبالون.

فمصر الحكومة تستنكر من بعيد... (ضريبة كلام).

وحزب الله يفعل مثلها.

واوباما الذي يلهث خلف الاصوات الهاربة يُندّد بلسانه فقط.

الكلّ يقول في ضميره: وراءنا الطوفان، وهم لا يعلمون أن الطّوفان قد يُغرقهم هم ايضًا، فالجَرَب إن لم يجد ما يأكله يأكل بعضه!!!.

قبل ايام قليلة وفي اجتماع لرجالات الدين المسيحي في الشرق؛ اجتماع عُقد في الفاتيكان، صدرت صرخة مُدوّية؛ صرخة تنذر وتقول: مسيحيو الشرق يُهاجرون، يتناقصون، يُبادون ويضطدون.

مسيحيو الشرق الذين هم الأصل والأساس، ملح الشرق وينبوعه وحضارته وتراثه ومستقبله، وهم الذين لوّنوا هذا الشّرق، هم الذين يهاجرون ويضطهَدون، فالشرق قد أفرِغ أو كاد من مسيحييه والعالم يتفرّج.
جاء  على فم السيّد المسيح: "”ولكن أقول لكم يا أحبائي لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر“ (لوقا 4:12).

القاعدة = ارهاب، والارهاب غول يريد ان يفترس الانسان، أي انسان، فهو لا يحبّ أن يرى البسمة على الشفاه، ولا الطمأنينة في النفوس ولا الخير والسلام في الارض.

انهم يعشقون الموت.

انهم يذوبون حُبًّا بالدموع واليُتم والسّواد.
فعلى المجتمع الدولي بكل اطيافه أن يقف وقفة واحدة ضدّه وأن يصرخ: كفى..لن نسكت بعد اليوم. سنصرخ... فالهكم الذي تعبدونه ليس الهنا، وربّكم هذا الذي تقتلون باسمه ولاجله لا نريده ولا نعرفه... اننا نعرف الهًا محبًّا يحب البشر كلّهم، ويغدق خيراته على الجميع، سواء كانوا مسيحيين ام مسلمين ام هندوسيين ام ملحدين... يحبّهم خاطئين كانوا ام مؤمنين ويدعوهم الى مائدته السمائية.

مشاهد تُدمي القلوب...

مشاهد الكنيسة والشرّ يصول ويجول فاتحًا فاه تؤكّد ان الربّ قريب، وأنّه على السّحاب.

مشاهد تجعلنا نشفق على هؤلاء القتلة وامثالهم أكثر ممّا نشفق على الضحايا فنقول لهم كما علّمنا يسوع: "إغفر لهم يا أبتاه لانهم لا يعرفون ما يفعلون".

مشاهد ستبقى محفورة في  ذاكرتنا ووجداننا الى ان يجلس كل انسان بسلام تحت تينته..
  مشاهد تصرخ في اهلنا واخوتنا المسيحيين في العراق: اصمدوا..لا تهاجروا...لا تخافوا فانتم من صخر يسوع الغير قابل للكسر.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. بطرس منصور 02 نوفمبر 2010 - 18:10 بتوقيت القدس
سلم قلمك يا استاذ زهير سلم قلمك يا استاذ زهير
شكراً جزيلاً ايها الأخ الحبيب على الكلمة الجريئة النابعة من قلب محب فياض. من له اذنان للسمع فليسمع (او يقرأ) الرب يباركك. ننتظر كتاباتك بصبر.
2. غادة الياس 02 نوفمبر 2010 - 20:23 بتوقيت القدس
الرب قريب وما يحدث هو من علامات مجي الرب قريب وما يحدث هو من علامات مجي
لماذا نطلب من الغرب او من الشرق ان يتدخل انا اصلي للاسد الخارج من سبط يهوذا ان ياتي ويضع حدا لإبليس واعماله لان هذه الاعمال(القتل وما يشبهه)من اعمال ابليس فقط. اخونا زهير كلمتك التي كتبتها جميلة جدا الرب يباركك
3. رياض الحبيّب 02 نوفمبر 2010 - 20:24 بتوقيت القدس
ما أروعك! ما أروعك!
سلام المسيح والروح المُعَزّي أخي الكاتب المتألق زهير دعيم؛ أحسنت وأجدت وأبدعت. (لقد أسْمَعْتَ لو ناديتَ حيّاً -- ولكنْ لا حياة لمن تنادي) المشكلة أخي الحبيب أن أهالينا في العراق لا يعرفون أعداءهم! - بحسب تعبير احد المطارنة هناك. أضف إلى أن هؤلاء القتلة جبناء يغتالون المسالمين والعُزّل وسفلة لأن ثقافتهم منحطة ويتبعون تعاليم إبليس. أمّا الذي في إمكاننا فهو أن نصلّي إلى الرب يسوع ونطلب إليه أن يتدخل لينقذ ما تبقى من المسيحيين في العراق والشرق الأوسط خصوصاً وسائر أصقاع الأرض عموماً. أشكرك أخي الغالي على ما تفضلت به من روائع الكلام وبراعة التصوير. الرب يسوع يباركك وأهلك ووطنك آمين- مع أطيب التحيات والأمنيات
4. سامي 02 نوفمبر 2010 - 20:50 بتوقيت القدس
سلام ومحبه سلام ومحبه
هذا سلام ومحبة مني لك ولكل مسيحي غيور وكفى للصمت الذي يشبه صمت الاموات
5. بنت ملك الملوك يسوع 02 نوفمبر 2010 - 21:08 بتوقيت القدس
الرب يرى وفي وقته يُسرع الرب يرى وفي وقته يُسرع
مقال رائع جداً يا اخ زهير والرب يباركك، ولكن من سيتدخل ليرفع الظلم عن اخوتنا المتألمين، وابليس يعيث فساداً في الارض لان وقته قد انتهى ورئيس السلام ات عن قريب، وكما تقول كلمة الرب في سفر الرؤيا: رأيت تحت المذبخ نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله ومن اجل الشهادة التي كانت عندهم. وصرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى ايها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الارض. فأعطوا كل واحد ثياباً بيضاً وقيل لهم ان يستريحوا زماناً يسيراً ايضاً حتى يكمل العبيد رفقاؤهم واخوتهم ايضاً العتيدون ان يُقتلوا مثلهم." فالرب لن يصمت ابداً عن الظلم والقتل والاضطهاد ولكن لكل شيء وقت، والرب قريب.
6. elham 03 نوفمبر 2010 - 11:33 بتوقيت القدس
aaameennnnnn aaameennnnnn
slm fmk ya a5 zher 3la klamk alze atmna mn kl klbe kl al3alm ysm3h m3 anhm lhm aazan wla ysm3on wymr al5br kay 5br don ahtmam shkra llrb an hnak mn ytklm. hzh nhayt al3alm kd zad ashtyakna llkak ya rbna alkrem hzh ala7dat tkol kd aktrbt alnhayh akol lkl mse7e fe al3alm tshddo wtshj3o lan wkt alrb kreb la t5f alrb m3k.
7. 7efaweie 04 نوفمبر 2010 - 01:08 بتوقيت القدس
ta3zeya ta3zeya
2usharek qalamak al7azeen walg'adeb a5i zuher b7uzon kabeer 2u3azzi masee7eyee al3eraq wa masee7eyee asharq 3ala 7alena al2aleem.ta3ala ayuha ARRAB YASU3