أرني وجهك يا رب فأحيا

رآك ابراهيم الخليل، فكافأته بإبن، ولد له في شيخوخته، بعد أن استبد به اليأس وانقطع الأمل. ورآك موسى في جبل سيناء، فتألق وجهه ببهائك، حتى اضطر ان يغطي وجهه بمنديل ليستطيع الشعب أن يقترب منه.
28 مايو 2010 - 14:02 بتوقيت القدس

رآك ابراهيم الخليل، فكافأته بإبن، ولد له في شيخوخته، بعد أن استبد به اليأس وانقطع الأمل.
ورآك موسى في جبل سيناء، فتألق وجهه ببهائك، حتى اضطر ان يغطي وجهه بمنديل ليستطيع الشعب أن يقترب منه.
ورأتك مريم أمك، فأصبحت المباركة بين نساء العالمين.
ورأتك اليصابات، جنينا في أحشاء أمك، فحل عليها روح النبوة، فصاحت: من أين لي أن تأمي أم ربي اليّ.
ورآك سمعان الشيخ على ذراع أمك طفلا، فهتف متهللا: رأت عيناي خلاصك... فالآن اطلق عبدك ايها السيد.
ورآك بطرس، فتجلى له شعاع من لاهوتك، فتذلل خاشعًا: أبعد عني يا رب، فإني رجل خاطئ.
ورأتك الجموع، فتعلقت بشفتيك تسمع أقوالك، حتى نسيت ضرورات الحياة. فأشبعتها من خبزك بأعجوبة.
ورآك الأعمى حين فتحت عينيه، فتلاشى الظلام من حياته.
ورآك بطرس ويعقوب ويوحنا، فتركوا كل شيء وتبعوك.
رآك بطرس ويعقوب ويوحنا على جبل طابور، فصاحوا بلسان بطرس: حسن لنا أن نكون ههنا.
رأى الشعب، مقعدا حمل سريره بعد أن شفيته، فصاحوا: ما رأينا قط مثل هذا.
ورآك الأطفال فارتموا عليك، فحضنتهم وقبلتهم وباركتهم.
ورآك الأعمى الذي شفيته في أريحا، فتعلق بك وتبعك.
ورأتك المجدلية فلم تتمالك، بل ارتمت على قدميك تبللهما بالدموع وتمسحها بشعر رأسها، وأفاضت طيبا كثير الثمن على رأسك. فكافأتها بوعدك: حيث كرز بالانجيل، يخبر بما صنعته هذه المرأة.
ورآك اللص المصلوب إلى جانبك، فجازيته بالسماء: اليوم تكون معي في الفردوس.
ورأتك المجدلية بعد قيامتك وسمعت نداءك العذب: مريم! فتعلقت برجليك وهي تردد في انخطاف: «رابوني» يا معلم.
ورآك توما الشكاك، فصاح: ربي وإلهي.

***

وأنا يا رب، متى تعتلن لي فأجتلي بهاء لاهوتك؟
تعال يا يسوع وارني وجهك.
هاءنذا افتش عن وجهك يا رب فلا تخبأه عني!
أنت ربي وسيدي، علمني في أعماق قلبي، كيف وأين يجب أن افتش عنك، كيف وأين أجدك.
إن لم تكن فيّ، فأين أفتش عنك؟ أما إذا كنت حاضراً في كل مكان، فكيف لا أراك؟
أنا اعرف انك تسكن نورا لا يدنى منه. ولكن أين يتألق هذا النور وكيف السبيل اليه؟!
من يقودني، ويحضرني أمامك لأستطيع أن أراك؟
وما هي العلامات التي استدل بها عليك؟
ما رأيتك قط يا سيدي وإلهي.
ولا أعرف ملامح وجهك...
فتشت عن السعادة، وها أنا مضطرب قلق!
كل ما بي يشدني اليك، ومع ذلك! أهنتك.
فتشت عن راحتي في الوحدة، فما وجدت إلا الألم والوحشة.
أردت أن اضحك في أفراحي، فما استطعت الا أن أنوح ويزأر قلبي في صدري.

***

حتّام يا رب، حتّامَ، تهملنا في عالم النسيان؟
حتّام يا سيدي، حتّامَ تصرف وجهك عنا؟
متى يا رب تستجيب لنا.
وتضيء نظراتنا؟
انظر يا رب الينا، واستجبنا!
أعطنا نورك، وتجلّ لنا!
إرأف بجهود نبذلها لنجدك لأننا لا نستطيع شيئا بدونك!
أنت دعونا، فأسعفنا.

***

حررني يا رب، من ذاتي
والق الأثقال التي تزهق كاهلي!
علمني كيف أفتش عنك،
لأني لا أستطيع أن أفتش عنك،
إن لم تعلمني!
ولا أستطيع أن أجدك، ان لم تتجلّ لعيني!
واجعلني يا رب أن أجدك وأنا أحبك، واجعلني أحبك وأنا أجدك!

صلاة القديس انسلمس (1032 - 1109)

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. بحبك يسوع 29 مايو 2010 - 11:05 بتوقيت القدس
شكرا لكم, أحببتها جدا....الرب يبارك! شكرا لكم, أحببتها جدا....الرب يبارك!