القصر المُفخَّخ أم المغارة الآمنة؟

قد يدعوك الرّب لأن تقوم الآن وتغادر مكان خدمتك أو مسكنك، لتنضم إلى داود ومَن معه من مُرِّي النفس الذين وجدوا حلاوة الرِّفقة المثيرة مع مسيح الله المشرَّد في برية زيف وبين شقوق صخور عدُلاّم.
13 يناير 2010 - 22:57 بتوقيت القدس

قد يدعوك الرّب لأن تقوم الآن وتغادر مكان خدمتك أو مسكنك، لتنضم إلى داود ومَن معه من مُرِّي النفس الذين وجدوا حلاوة الرِّفقة المثيرة مع مسيح الله المشرَّد في برية زيف وبين شقوق صخور عدُلاّم.

لقد زال المجد من أماكن العبادة التقليديّة، وغدا خارج المحلّة محّلة أيضاً! وقد سئمت النفوس الوعظ البارد الخالي من نبض الحياة والإختبار. كما أن دكتاتوريّة الرّعاة الزّائفين تعرّت لعيون الناظرين رغم هندامهم المتأنِّق. وفي هذه الأيّام ما أكثر الذئاب المُتَحمْلِنَة التي دخلت خلسة بين خدام الرب وقطيعه.. وهي لا تشفق على الرّعية أبداً.
كل لحظة تأخُّر عن مغادرة تلك الأماكن، تزيد من خطر التّعرض لمكابدة القضاء المزمع أن ينفذه هناك ذاك المتمشّي وسط المنائر الذّهبية السّبع، ومن فمه يخرج سيف ماض ذو حدّين.

تعرّض داود وهو في قصر شاول لمحاولات اغتيال عديدة من قبل هذا الأخير، الملك الحاقد، حتى إنه قال ليوناثان الوفي "إنه كخطوة بيني وبين الموت". وقد كان عليه أن يترك بلاط الملك  وحاشيته والأميرة ميكال، بنت الملك، التي كانت زوجة له. ذلك لأن الشر قد أعدّ عليه هناك، وكان عليه أن يذهب، لا إلى أخيش ملك جت ولا إلى صقلغ أو قعيلة، بل إلى المكان المرتّب له، في تلك الفترة من حياته آنذاك، من عند الرّب: مغارة عَدُلاّم.

والواقع أن جدران تلك المغارة الصّخرية قد صارت  لداود مكاناً يشيع فيه الأمن والرِّضا والهناء أفضل من قصر الملك الرُّخاميّ حيث الرّفاهية والزّهو والتّنافس؛ وأصبحت المقاعد الحجرية داخل المغارة أكثر راحة ومتعة من الكرسي الوثير الذي اعتاد داود الجلوس عليه بجانب الملك وعظمائه؛ كذلك أضحت صحبة داود مع الرجال المتضايقين وأدنياء مجتمعه عند عدلاّم البحر الميت أنبل من رفقة الملك والرؤساء والقواد في المملكة؛ وكسرة الخبز هناك كانت أشهى وألذ وأطيب من كل ما كان يُقدّم من أطايب ومسمّنات على مائدة شاول! حقًّا "كسرة خبزٍ معها سلامة خير من بيت(قصر) ملآن ذبائح مع خصام"(أم 17:1). ولمّا   جاء الوقت المعيّن من الله، أنهى الرب تشرّد داود ومَن معه إذ تمّ تجهيزهم للمُلك: فأسكنهم في صروح رائعة ممتعاً إيّاهم بما لم يكن ليخطر على بالهم. هكذا يصنع الله لجميع منتظريه!

من الأهمية بمكان أن نكون في المكان الجغرافي الصحيح وفي الوقت المناسب وبالحالة المرضية أمام إلهنا، وإلاّ كيف يمكننا أن نختبر إرادته الصالحة المرضية الكاملة، وتبقى تجاربنا في نطاق دائرة احتمالنا، أو كيف بغير هذه سنحظى بكل الخير إلى أقصى الحدود، الذي قصده وعيّنه لنا قبل الدهور السّحيقة؟ ما أسعدنا حين ننهض للإنطلاق مع الرب، مستمتعين طوال الطّريق بالحديث معه، ثم نمكث هناك حيثما هو يُقيم.

"قوموا ننطلق من ههنا"(يو14:31).

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. سامو 14 يناير 2010 - 10:21 بتوقيت القدس
عزيت قلبي عزيت قلبي
عزيت قلبي . انا متأكد أن لكل قارئ سيأخذ له متكئ في زاوية معينة من هذا المقال أو التأمل المتواضع الرائع البسيط العميق لينال تعزيته هناك دائما كلام الرب يعزي القلوب ليبارك الرب حياتك وقلمك يا اخ عماد
2. ام ميخائيل 14 يناير 2010 - 10:21 بتوقيت القدس
طبعا مغارة آمنه طبعا مغارة آمنه
ربنا يباركك اخ عماد هذا جدا موضوع قيم من ناحيه الاسلوب والمضمون وانت دائما تتحفنا بكتاباتك الرائعه.شكرا
3. بار 14 يناير 2010 - 18:43 بتوقيت القدس
بعض الكلام صعب بس بعض الكلام صعب بس
بعض الكلام صعب بس حقيقي- ...الذئاب المُتَحمْلِنَة....حلوة