لقد غلبْتهُ...

عرفتُ شابّاً ، جليليًا افترش الأرض والتحف السّماء ، شابّا لوّنَ الوصايا بدمِهِ ، وكتبها بروحِهِ ، وغنّاها محبةً وفداءً...
27 أكتوبر 2008 - 16:41 بتوقيت القدس

لطالما قُلت : أين أذهب منك ، وأين أختفي ؟
لقد حيّرتني ,أدهشتني ومرَّغتَ أنفي أكثر من مرّةٍ في التّراب.
أسير يمينًا فتأبى إلا أن تنحرف بيَ إلى اليسار ، أسرع  الخطو نحو الفضيلة فتشدّني نحو الرذيلة ، فأقف في منتصف الطريق ، لأعود مرة أدراجي ، ومرّةً أتبعكَ ...أتبع الدّيجور والعتمة والليل الحالك .
ما هو السرُّ الذي يلفُّكَ ؟!!
من أيّة طينة أنت ، فقد أتعبتني ، أتعبت أحاسيسي ومشاعري وعينيَّ وضميري ، أتعبت  رجليَّ وأنا أركض خلفك ، خلف السّراب ، خلف " قبض الرّيح " .
أصدقني القول يا ايّها الغريب عنّي ، البعيد والقريب !!.
إلى أين تأخذني ؟ وماذا تريد منّي ، فالصراع معك صعب ، والركون لإرادتك مصيبة .
لا تدعني أرتاح ، فالمعركة بيني وبينك على أشدّها ، حرب سجال،  والخسائر أكبر ، والجروح تنزف ، والضّمير يئنّ.
لمَنْ التجئ ولمن أشكوك ؟!  حاولت أن أشكوك لنفسي فما فلحتُ ، وحاولت أن أقيّدك بإرادتي فكادت تنكسر هذه الإرادة على مذبح الشهوة ....إلى أن عرفتُ شابّاً ، جليليًا افترش الأرض والتحف السّماء ، شابّا لوّنَ الوصايا بدمِهِ ، وكتبها بروحِهِ ، وغنّاها محبةً وفداءً...

شابّا لا تعرف طينتُه ما أعرف  أنا ، يداوي الأوصاب والنفوس بعطرٍ سماويّ وهمسٍ وتحنان وجبروت .
شابّا أقوى من الموت والعاصفة ، وأكثر بهاءً من الشّمس ، وأعظم من الطبيعة .
شابّا يُحبّ الفقراء والمرضى والمعوزين واليتامى..... والإنسان ، هذا الذي يحبّه هو ويعيشه ويموت لأجله.
التقيته صُدفةً ، بل قُل هو التقاني ، فهشَّ وبشَّ وابتسم وبلسم الجراح....وانتزع ..نعم انتزع بلطفٍ ذاك الحجر وزرع هناك ، في الأحشاء وبين الضّلوع ، قلبًا لحميًا ، جديدًا ، ينبض إباءً ، ومحبةً ، وطُهرًا وفضائل.
قلبًا من لحمٍ ، من مشاعر علوية ، لا يستطيع هذا الجسد الترابيّ أن يُغرّر به سريعًا ...قلبًا يركع في كُلِّ ليلة عند أقدام  المصلوب..قلبًا مع كلّ نبضةٍ يصرخ : ي .س .و .ع.
قلبًا إن لوّتِ الخطيّة عنق الجسد ، ولوّنت الشّهوة ثغر الخطيئة ، صرخَ وأنّبَ وتمرَّدَ وتحدّى.
أيّها الجَسَد ...لقد انكَسَرتْ شوكتك ، بعد أن شكّلني – الذي عمل وما زال يعمل- شكّلني حسب إرادته ، وزرعني في جسده زهرة تُعطِّر الوجود وأطراف الدّنيا .
ايّها الجسد التّرابيّ ، لن أخافكَ بعد اليوم !! .

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. د. الياس سوسان 27 أكتوبر 2008 - 21:44 بتوقيت القدس
مساء الخير والامل للجميع... ادخل عزيزي زهير ... مساء الخير والامل للجميع... ادخل عزيزي زهير ...
طوباك يا استاذي زهير وان مسيح الجليل هو ايضا مسيح المانيا ، هو مسيح العالم كله. داوم يا اديبي زهير ولا تحرمنا من اضواءك التي تبرقنا ببعض المواعظ الجميله كما عودتنا تبهرنا بجمال كلماتك. ما اروعك الرب يسوع المسيح، اله اسرائيل يعطيك بمقدار حبك له.
2. ابنه يسوع 28 أكتوبر 2008 - 09:22 بتوقيت القدس
لقد غلبته لقد غلبته
كلمات لها ابت عيني الا ان تدمع وابى جسدي الا ان يرتجف وابى قلبي الا ان يخفق وابت مشاعري الا ان تجيش ادمع على خطيئتي وارتجف من ترددي ويخفق خوفا من الانجراف ثانيه في العالم مختلطه بمشاعر تجيش حبا ليسوع واتوق لان يقول كياني بكل ثقه "ايها الجسد الترابي لن اخافك بعد اليوم" اشكرك اخ زهير على الكلمات التي تصل الى صميم القلب اخت لا تريد ان ترتد
3. ممدوح 28 أكتوبر 2008 - 14:20 بتوقيت القدس
قد غلبته قد غلبته
نعم قد غلبته يوم قلبي اسلمته
4. riham 28 أكتوبر 2008 - 16:37 بتوقيت القدس
bravo bravo
bravo GOD b with u all
5. riham 28 أكتوبر 2008 - 16:37 بتوقيت القدس
bravo bravo
bravo GOD b with u all