لمجد الله سارة خبّرينا – وأقداحَ المرارة شاطِرينا
حكيتِ لنا اٌختباركِ باٌختصار – وقد حَسُن الحديث فحدِّثينا ١
مزيداً تنهلِ الألباب منه – تجاربَ لم تتح لمجرّبينا
فقد صُمّت مسامِعُهُمْ طويلاً – كما عَمِيَت عيون المُبصرينا
حديثُكِ عن يسوعَ له مذاقٌ – يسوغ لسامعيكِ مُخلَّصينا
ويُثلجُ صدْرَ محتاج إلى ما – يُعَزّي في حصار الناقـمينا
فمِن ثمر اٌختباركِ حُزتِ كنزاً – سماويّاً مثاليّاً ثمينا
بنور يسوعَ لن يبقىٰ ظلام – ونور يسوع قد بَهَرَ العيونا
له في كلّ زاوية شعاعٌ – فجاب الأرض ما عرف السكونا
يُحرّك مهجة ويُذيب قلباً – ويُنطِقُ صخرة حتىٰ تلينا
أنرتِ به عقول البدو حتّىٰ – رأوا في ظلِّهِ عِلماً مُبينا
فضحْتِ الشّرك والأوثان ممّا – حوىٰ زمن عفا ونقدتِ دِينا
يُظَنّ بأنّ صاحبَهُ رسولٌ – وشَوكُ الشكّ يجتاحُ الظنونا
رمىٰ أهلَ الكتاب بهرطقات – لينعَتهُمْ بقوم كافرينا
وينعت تارة بالظالمينا – وينعت تارة بالفاسقينا
لينسخ ربّه الإنسان قرداً – وخنزيراً ويدعوهُ لعينا
ومِن جهة يُـقوّمُهُ بحُسْنٍ – ومِن أخرى بأسفل سافلينا
ويظهر ألف تأويل لقول – غبيٍّ في تراث مُؤوِّلينا
فذا ربّ يَحُوجُ إلى دفاع – وإنّ مُدافِعِيهِ المُفلِسونا
* * *
سمِعْنا عن معارضة ونقد – وقد سمّى التراثُ معارِضِينا
يزين حروفهُمْ شِعرٌ فصيحٌ – بليغ لا يزال لنا مَعِينا
وسَجْعٌ شاع مقبولاً جميلاً – لكُهّانٍ وشاع لآخـَرينا
وقد هضموا خرافات الحَكايا – وهم أدرىٰ بما للأوّلينا
إلى أن ظنها عِلجٌ مريضٌ – مُنزّلة وقد دَرَسَتْ قرونا ٢
فراح يصوغ منها ما تسَنّى – وحوّر بعضها للجاهلينا
بسَجْعٍ لم يَرَ العقلاءُ فيه – جديداً أو مفيداً أو رصينا
رأوا لغوًا وحشوًا واٌضطرابًا – وتمويهًا وبُطلاناً دفينا
وجهلاً بالعلوم وبالقوافي – وتزييفَ الهُدىٰ والمُرسَلينا
وتحريفَ الكتاب وكلِّ نهج – صحيحٍ سار فيه المؤمنونا
فعارض بالسيوف معارضيه – وسمّاهُمْ عُداة مُغرِضينا
وكمْ باٌسم الإله اٌجتاز أمراً – غريباً أو عجيباً أو مُشينا
بكـَمٍّ مِن أضاليلَ اٌستُجدّتْ – لغزو مُسالمين وآمِنينا
تفنن في اٌستباحة ما تمنّىٰ – وسارع في الهوىٰ حِيناً فحِينا
ولا زالت دماءُ الناس حِلّاً – لهُ ولربّهِ والتابعينا
يؤلِّهُهُ العُماة بدون فحْصٍ – ويبتدعون مِن عُتهٍ فنونا
إذاً عَرف اللبيبُ بلا عناءٍ – بما اٌبتُلِيَ الأنامُ وما اٌبتُلينا
فأصْلُ مصيبة الدنيا اٌبتلاءٌ – بسَجْعٍ تافِهٍ خدع المِئينا ٣
هُما إثنان مَن ظنّا إلهاً – يُجيز السّجْعَ مُحتالاً مَهينا
فإمّا جاهلٌ غِرّ بَليدٌ – وإمّا سافِلٌ ما زال دُونا
* * * * *
١ كتبت القصيدة في 11.06.2008 في مناسبة مرور عامين على تاريخ خلاص حبيبة الرب سارة وتمت مراجعتها اليوم 28.05.2011
٢ دَرَسَ الطّللُ والرَّسْمُ دُرُوسَاً: عَفا. ودَرَسَتْهُ الرِّيحُ؛ يلزم ويتعَدّى
٣ المِئين: المِئات