اختبار سارة

28 مايو 2011 - 19:36 بتوقيت القدس

لمجد الله سارة خبّرينا – وأقداحَ المرارة شاطِرينا

حكيتِ لنا اٌختباركِ باٌختصار – وقد حَسُن الحديث فحدِّثينا ١

مزيداً تنهلِ الألباب منه – تجاربَ لم تتح لمجرّبينا

فقد صُمّت مسامِعُهُمْ طويلاً – كما عَمِيَت عيون المُبصرينا

حديثُكِ عن يسوعَ له مذاقٌ – يسوغ لسامعيكِ مُخلَّصينا

ويُثلجُ صدْرَ محتاج إلى ما – يُعَزّي في حصار الناقـمينا

فمِن ثمر اٌختباركِ حُزتِ كنزاً – سماويّاً مثاليّاً ثمينا

بنور يسوعَ لن يبقىٰ ظلام – ونور يسوع قد بَهَرَ العيونا

له في كلّ زاوية شعاعٌ – فجاب الأرض ما عرف السكونا

يُحرّك مهجة ويُذيب قلباً – ويُنطِقُ صخرة حتىٰ تلينا

أنرتِ به عقول البدو حتّىٰ – رأوا في ظلِّهِ عِلماً مُبينا

فضحْتِ الشّرك والأوثان ممّا – حوىٰ زمن عفا ونقدتِ دِينا

يُظَنّ بأنّ صاحبَهُ رسولٌ – وشَوكُ الشكّ يجتاحُ الظنونا

رمىٰ أهلَ الكتاب بهرطقات – لينعَتهُمْ بقوم كافرينا

وينعت تارة بالظالمينا – وينعت تارة بالفاسقينا

لينسخ ربّه الإنسان قرداً – وخنزيراً ويدعوهُ لعينا

ومِن جهة يُـقوّمُهُ بحُسْنٍ – ومِن أخرى بأسفل سافلينا

ويظهر ألف تأويل لقول – غبيٍّ في تراث مُؤوِّلينا

فذا ربّ يَحُوجُ إلى دفاع – وإنّ مُدافِعِيهِ المُفلِسونا

* * *

سمِعْنا عن معارضة ونقد – وقد سمّى التراثُ معارِضِينا

يزين حروفهُمْ شِعرٌ فصيحٌ – بليغ لا يزال لنا مَعِينا

وسَجْعٌ شاع مقبولاً جميلاً – لكُهّانٍ وشاع لآخـَرينا

وقد هضموا خرافات الحَكايا – وهم أدرىٰ بما للأوّلينا

إلى أن ظنها عِلجٌ مريضٌ – مُنزّلة وقد دَرَسَتْ قرونا ٢

فراح يصوغ منها ما تسَنّى – وحوّر بعضها للجاهلينا

بسَجْعٍ لم يَرَ العقلاءُ فيه – جديداً أو مفيداً أو رصينا

رأوا لغوًا وحشوًا واٌضطرابًا – وتمويهًا وبُطلاناً دفينا

وجهلاً بالعلوم وبالقوافي – وتزييفَ الهُدىٰ والمُرسَلينا

وتحريفَ الكتاب وكلِّ نهج – صحيحٍ سار فيه المؤمنونا

فعارض بالسيوف معارضيه – وسمّاهُمْ عُداة مُغرِضينا

وكمْ باٌسم الإله اٌجتاز أمراً – غريباً أو عجيباً أو مُشينا

بكـَمٍّ مِن أضاليلَ اٌستُجدّتْ – لغزو مُسالمين وآمِنينا

تفنن في اٌستباحة ما تمنّىٰ – وسارع في الهوىٰ حِيناً فحِينا

ولا زالت دماءُ الناس حِلّاً – لهُ ولربّهِ والتابعينا

 يؤلِّهُهُ العُماة بدون فحْصٍ – ويبتدعون مِن عُتهٍ فنونا

إذاً عَرف اللبيبُ بلا عناءٍ – بما اٌبتُلِيَ الأنامُ وما اٌبتُلينا

فأصْلُ مصيبة الدنيا اٌبتلاءٌ – بسَجْعٍ تافِهٍ خدع المِئينا ٣

هُما إثنان مَن ظنّا إلهاً – يُجيز السّجْعَ مُحتالاً مَهينا

فإمّا جاهلٌ غِرّ بَليدٌ – وإمّا سافِلٌ ما زال دُونا

* * * * *

١ كتبت القصيدة في 11.06.2008 في مناسبة مرور عامين على تاريخ خلاص حبيبة الرب سارة وتمت مراجعتها اليوم 28.05.2011

٢ دَرَسَ الطّللُ والرَّسْمُ دُرُوسَاً: عَفا. ودَرَسَتْهُ الرِّيحُ؛ يلزم ويتعَدّى

٣ المِئين: المِئات

 

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. هناء 30 مايو 2011 - 11:46 بتوقيت القدس
لم يكن العالم مستحقا لها لم يكن العالم مستحقا لها
وان ماتت تتكلم. رجاؤنا باللقاء القريب معها حول عرش الحبيب