شيوخ سودانيون.. 'العلمانية ليست سيئة' والانفصام الكاذب هو الذي يرفضها

"هيئة علماء السودان" مؤسسة تسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين، وتعتبر أكبر هيئة حكومية، وتضم عددا من الشيوخ الذين يمثلون تيار الإسلام السياسي العريض، وقد ازداد نفوذها بصورة كبيرة
04 مارس 2019 - 12:29 بتوقيت القدس
وكالات، لينغا

معلوم أن الموقف المبدئي لجميع تيارات الإسلام السياسي ينبني على رفض العلمانية بوصفها لا تتواءم مع الدين الإسلامي الذي ـ بحسب وجهة نظرهم ـ يختلف عن المسيحية التي لا تحتوي على نظام متكامل للحياة، بينما طبيعة الإسلام شاملة لا تسمح بالفصل بين الدين والدولة، وبالتالي فإنه يستحيل تبني العلمانية في الدول الإسلامية.

في ندوة نظمها الاتحاد العام للكتاب السودانيين حول قضية التكفير، وصف الأمين العام لهيئة علماء السودان، ابراهيم الكاروري، العلمانية بـأنها "ليست سيئة"، وقال إن الانفصام الكاذب هو الذي يرفضها، وأضاف بأن هناك منتجات علمانية "ننعم بها في حياتنا اليومية".

وقال الكاروري: "نجد أن هناك من يتعالج في ألمانيا، وآخر يطلب الجنسية الأميركية، وبعض الناس يتمنى العيش في أوروبا، فالعلمانية ليست سيئة"، مشيرا إلى أن حديثه ليس تبريرا للعلمانية وإنما "تحرير للعقل.

المجتمعات الإسلامية لم تعرف التنوير، ولم تدخل جوهريا في عصر الحداثة، وكانت المحصلة النهائية أن كثيرا من تلك المجتمعات، رغم امتلاكها للتكنولوجيا المتطورة ظلت تدور في فلك الزراعة والرعي، ولم تتمكن من الانتقال لخانة الصناعة والابتكار والاختراع، ذلك لأنها ـ كما يقول صلاح سالم ـ لم تقترب من البعد الاجتماعي للحداثة وقلبه المتمثل في الحرية الفردية.

ومن ناحية أخرى، فقد ظلت تلك المجتمعات أيضا بعيدة عن الحداثة السياسية وقلبها المتمثل في الديمقراطية، حيث استمر الاستبداد بمختلف أشكاله )العسكري/الديني) في السيطرة على مشهد الحكم والسلطة في العالم العربي والإسلامي، كما أحكمت القبلية والطائفية قبضتها على مجريات العملية السياسية في تلك المجتمعات.

إن العلمانية، بمعنى فصل الدين عن السياسة والدولة، وليس إقصاء الدين عن المجتمع والحياة، تهدف إلى جعل الدولة محايدة تجاه القضايا المتعلقة بالدين، وبهذا المعنى فهي تشكل أساس الدخول للحداثة وأساس تحقيق الديمقراطية ولا يمكن للحرية أن تقوم بدونها.

الإسلام السياسي لا يعترف بحكم الشعب إذ أن مصدر الشرعية لديه هو الله ولذلك يدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية (الحدود)، وهو كذلك لا يسمح لغير المسلم أو المرأة بتولي القضاء أو الولاية الكبرى (الرئاسة)، كما أنه ينادي بعودة الخلافة الإسلامية التي تقوم على رابطة الدين ولا يعترف بالدولة الوطنية.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
قد يهمك ايضا