اقتراح انشاء متحف "شهداء الإرهاب الإسلامي"

وتكمن أهمية هذا المقترح في أنه يسجل الجرائم البشعة التي ارتكبتها تلك التنظيمات الإسلامية ويوثقها بالصوت والصورة في مئات الإصدارات المصورة لتكون دليل إدانة لهم من صنع أيديهم تماما كما فعل النازيون الذ
16 أكتوبر 2018 - 16:41 بتوقيت القدس
منصور الحاج ،لينغا

اقترح إيغال كارمون رئيس معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط "ميمري" في تسجيل مصور تم نشره على موقع "فيسبوك" على العرب والمسلمين والمهتمين بالأمن والسلام في العالم إنشاء متحف لتخليد ذكرى شهداء "الإرهاب الإسلامي" الذين سفكت دماؤهم بدم بارد على أيدي تنظيمات إرهابية كـ"القاعدة" وأفرعها المتعددة حول العالم وتنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"داعش" والمليشيات الشيعية كـ"حزب الله" اللبناني وجماعة "أنصار الله" في اليمن.

وتكمن أهمية هذا المقترح في أنه يسجل الجرائم البشعة التي ارتكبتها تلك التنظيمات الإسلامية  ويوثقها بالصوت والصورة في مئات الإصدارات المصورة لتكون دليل إدانة لهم من صنع أيديهم تماما كما فعل النازيون الذين تفننوا في توثيق إجراءاتهم العنصرية بحق اليهود وجرائمهم البشعة بدقة متناهية في المعامل والمستشفيات ومراكز الشرطة والمعسكرات.

الهدف من توثيق جرائم الجماعات الإرهابية في متحف على غرار متحف الهولوكوست الذي يخلد ذكرى شهداء الجرائم النازية في العاصمة الأميركية واشنطن وغيره من مدن العالم في أميركا الجنوبية وأوروبا وأستراليا هو تحصين المجتمعات والأجيال القادمة وتشجيعها على الوقوف سدا منيعا للحيلولة دون تكرار هذه الجرائم من خلال تسليحها بالوعي بأهمية التعايش السلمي بين أفراد المجتمع بغض النظر عن اختلافاتهم الأيدولوجية والمذهبية والإثنية وانتماءاتهم الفكرية وميولهم الجنسية ومعتقداتهم السياسية. ومن المهم أيضا أن يركز المتحف على مراجعة وتفنيد الأحاديث والكتب والفتاوى التي استقى منها أولئك المتشددون عقيدتهم وبرروا بها جرائمهم وإرهابهم وفضح المتواطئين والداعمين من أنظمة وحكومات ومؤسسات ساهمت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في انتشار تلك الجماعات والفكر الذي يستندون إليه ودعمت أئمة الضلالة بالمال والنفوذ لينشروا عقيدتهم حول العالم في مقابل إسباغ الشرعية على هذا النظام الحاكم أو ذاك أو لشراء صمتهم على تجاوزات هذه الأنظمة.

إن صور وأسماء ومقتنيات وأصوات الشهداء الذين أراق الإرهابيون دماءهم في الأسواق وعلى شواطئ البحار ذبحا وحرقا وإغراقا وتفجيرا يجب أن تخلد ولا سيما تضحيات أولئك الذين اختاروا العمل ضد الجماعات الإرهابية في داخل المدن التي يسيطر عليها الإرهابيون غير آبهين بالمصير الذي ينتظرهم حين يتم اكتشاف أمرهم.

ومن الضروري أن يكشف هذا المتحف زيف ادعاءات الجهاديين بأن الغرب يعاديهم ويستهدف عقيدتهم وثرواتهم، فهم الذين يقتلون المسلمين الذين يختلفون مع توجهاتهم وأفكارهم وهم الذين يكفّرون المسلمين ويعادون اليهود والمسيحيين والشيعة والأقباط ويستحلون دمائهم، وهم الذين يفتون بجواز تنفيذ العمليات الانتحارية التي تستهدف الأبرياء في المساجد والأسواق والمطاعم ومحطات القطارات، وهم الذين يسرقون البنوك ويدمرون المباني بما فيها المعالم الأثرية التي لا تقدر بثمن، ويهددون الأمن والاستقرار وينشرون الفوضى؛ في الوقت الذي يفتح فيه الغرب حدوده أمام مئات الآلاف من اللاجئين والمطاردين والمطرودين والمغضوب عليهم في بلدانهم من ملحدين وعلمانيين ومثليين وشيعة ومسيحيين وصوفيين وأيزيديين وغيرهم من الشرائح التي يصر الإرهابيون على استهدافها واستعبادها والمتاجرة بها وإجبارها على اعتناق الإسلام أو دفع الجزية.

 أتمنى أن يبلور المهتمون فكرة متحف شهداء "الإرهاب الإسلامي" لتصبح واقعا في المستقبل القريب يوثق بشاعة "الإرهاب الإسلامي" وتستلهم منه الأجيال القادمة المواعظ والعبر ليشكل مانعا قويا ضد التشدد والتطرف الفكري وحائلا ضد انخراط النشء في براثن عقائد الجماعات الإرهابية.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا