مع انتشار الفكر الإسلامي المتطرف، والفتاوى المتشددة، التي أنجبت للعالم مسخًا مشوهة، كداعش والقاعدة والسلفية الجهادية وبوكو حرام والإخوان وغيرهم من الإرهابيين؛ يبدو أن الصين تندفع قريبًا إلى اتخاذ إجراءات أكثر تشددًا تجاه المسلمين، سواء الأجانب أو الصينيين؛ خوفًا من انتشار الفكر السلفي الجهادي المتبني للعنف، فهل تعلن الصين الحرب على السلفية قريبًا؟
الإسلام قديمًا في الصين كان مقبولاً نوعًا ما، وهو ما بدا واضحًا في الخطاب الذي ألقاه يانج فامينج، رئيس الرابطة «الإسلامية الصينية»، المرتبطة بالحكومة، خلال الدورة الـ13 للهيئة الاستشارية لمجلس نواب الشعب هناك، ورغم تلك الإمتيازات التي تمتع بها المسلمون في الصين فعليًّا، فإن البعض بدأوا يُطلقون تحذيرات من ظاهرة تقديس رجال الدين، وطاعتهم العمياء؛ الأمر الذي يهدد المجتمع بظهور عناصر إرهابية تعتنق الفكر التكفيري، عملًا بما يلقنهم إياه شيوخهم من أفكار.
وأخذ أصحاب هذا الرأي منحى التنبيه والتحذير من خروج ممارسة أصحاب أي ديانة لطقوسهم وشعائرهم، عن ثقافة المجتمع، وطالب أصحاب هذا الاتجاه أن تتماشى كل الديانات مع أعراف وتقاليد المجتمع الصيني ولا تشذ عنها، حتى يمكن الحفاظ على المجتمع ضد مخاوف التطرف.
وتشير الإحصاءات بحسب مصادر لينغا، إلى أن إجمالي مسلمي الصين يبلغ 23 مليون شخص، يتوزعون على عدة مقاطعات، وتكشف تقارير أخرى أن المسلمين في الصين تعرضوا خلال الأعوام القليلة الماضية، لمزيد من الرقابة، خاصة في المناطق ذات الأغلبية المسلمة، فور وقوع تفجيرات إرهابية طالت مختلف دول العالم، ومنها ما ارتكبته مجموعات من عرق الإيجور المسلمة، التي تقيم بمقاطعة شينجيانج، الواقعة أقصى غرب الصين.
وكشفت السلطات الصينية أن 300 من أبناء هذا الطائفة، انضموا لتنظيم داعش الإرهابي، ثم انضموا إلى جبهة النصرة في سوريا، ومن بعدها لواء جند الأقصى والمهاجرين، اللذين يتصلان بعلاقات وثيقة مع إخوان سوريا.
وفي ظل قانون صيني صارم لا يتهاون مع أي ظاهرة قد تهدد السلم والأمن المجتمعين، بدأت الصين فرض قيود على طائفة الإيجور، باعتبارها تميل إلى الإرهاب، خاصة أن عددًا كبيرًا من أبنائها يعتنقون مختلف مذاهب الفكر السلفي، وهو ما دفع السلطات الصينية إلى إطلاق حملات أمنية؛ بداعي مواجهة التطرف والعنف.
ويعتبر «روحان جونارانتا»، رئيس المركز الدولي للعنف السياسي وبحوث الإرهاب، بسنغافورة، أول من ألقى الضوء على السلفية في الصين، موضحًا أن الصينيين تأثروا بثلاثة أجيال من السلفية المقبلة من الشرق الأوسط، وجنوب ووسط آسيا: الأول وهو المذهب الإخواني، والمذهب السلفي الذي حلَّ في أواسط القرن الـ20، والثالث السلفي الجهادي التكفيري، الذي دخل في تسعينيات القرن الفائت.