الإندبندنت: دول خليجية تدعم داعش ماليا

قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن تنظيم الدولة الإسلامية يتلقى دعما ماليا من عدد من الدول العربية، وخاصة منطقة الخليج؛ وهو الأمر الذي يسمح للتنظيم المتطرف بتعزيز قوته العسكرية، وزيادة نطاق انتشاره
25 فبراير 2015 - 11:55 بتوقيت القدس
بمساهمة ام.سي.ان

قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن "تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يتلقى دعما ماليا من عدد من الدول العربية، وخاصة منطقة الخليج؛ وهو الأمر الذي يسمح للتنظيم المتطرف بتعزيز قوته العسكرية، وزيادة نطاق انتشاره في كلٍّ من سوريا والعراق".

وأكَّدت الصحيفة، الإثنين، أن "الولايات المتحدة تسعى جاهدة لمنع هؤلاء المانحين، والذين يتواجدون بصورة كبيرة في الدول الغنية بالنفط، من تمويل ميليشيات داعش؛ حيث إن أموالهم غالبا ما تذهب لدفع رواتب مقاتلي التنظيم المتطرف، والذين تبلغ أعدادهم حوالي 100 ألف مقاتل".

ويقول فؤاد حسين، رئيس ديوان الرئيس الكردي، إن "هناك تعاطفا كبيرا مع التنظيم المتطرف داخل العديد من الدول العربية، موضحا أن "هذا التعاطف غالبا ما يتم ترجمته إلى أموال، وهو ما وصفه بـ(الكارثة) وأن المساعدات المالية كانت تمُنح من قِبل إلى المعارضة السورية، إلا أن تلك المعارضة تم استيعابها فيما بعد في تنظيم داعش وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة".

ورفض المسؤول الكردي "الإفصاح عن أسماء تلك الدول المتورطة في تمويل التنظيمات الإرهابية، إلا أنه أكَّد أنها "نفس الدول الخليجية الغنية بالنِّفط، والتي سبق لها أن قدَّمت الدعم للقبائل السُّنية المتمردة في العراق وسوريا في الماضي".

أمَّا البرلماني العراقي الدكتور محمود عثمان، والذي تقاعد مؤخرا، أن "هناك حالة من سوء الفَهم حول الأسباب التي تدفع بعض دول الخليج لتمويل مسلحي التنظيم، موضحا أن "المسألة ربما لا تقع في نطاق دعم المانحين للتنظيم ونهجه، ولكن ربما ترجع إلى مخاوف كبيرة من جانب تلك الدول من احتمالات استهدافها من قِبل الميليشيات المتطرفة".

وأضاف أن "دول الخليج ربما تمنح الأموال للتنظيم المتطرف؛ مقابل وعود بعدم تنفيذ أية عمليات إرهابية داخل أراضيها".

من ناحية أخرى، استبعد عددٌ من القادة العراقيين "ما يُثار حول قدرة التنظيم المتطرف على التمويل الذاتي، خاصة في ظل محدودية موارده إلى حدٍّ بعيد، حيث إن التنظيم الذي يسيطر على منطقة تتساوى مع مساحة بريطانيا، وتحوى حوالي ستة ملايين نسمة، يقاتل في العديد من الجبهات من حلب وحتى إيران، وبالتالي لا يمكنه الاعتماد على نفسه فقط في مسألة التمويل".

وأوضحت الصحيفة البريطانية البارزة أن "ما أعلنه رئيس الوزراء العراقى حيدر بغدادي، عن شن حملة عسكرية خلال هذا العام لتحرير الموصل، سوف تدفع التنظيم المتطرف إلى بذل قصارى جهده؛ من أجل زيادة قدراته العسكرية خلال المرحلة المقبلة، خاصة في ظل معاركهم المختلفة في وسط وشمال العراق".

وأضافت الاندبندنت أن "التنظيم لديه موارد مالية وبشرية تكفية لخوض حرب طويلة الأجل؛ حيث إن التنظيم يفرض التجنيد إجباريا على رجل واحد بين شباب كل عائلة داخل مدينة الموصل، والتي يصل عدد سكانها إلى حوالي 1.5 مليون نسمة، حيث إنهم يفرضون عقوبات مشددة على هؤلاء الذين يرفضون المشاركة في القتال تتراوح بين الجلد، والإعدام".

وأوضحت الصحيفة أن "المقاتلين الجدد يحصلون على حوالى 500 دولار كراتب شهري، إلا أن تلك الرواتب انخفضت فيما بعد، في حين أن الضباط وأصحاب الرتب الأعلى يحصلون على رواتب أكبر، في حين أن المقاتلين الأجانب يحصلون على 800 دولار شهريا".

واستطردت الصحيفة البريطانية أن "النِّفط لا يُعَد المصدر الوحيد للأرباح التي تحققها داعش، حيث إن هناك وسائل أخرى يمكن من خلالها الحصول على الأموال، ولعل أبرزها القيام باختطاف الرهائن، وطلب الفدية من عائلاتهم، بالإضافة كذلك إلى التبرعات. كما أن التنظيم يعتمد بصورة كبيرة على الاتجار في البشر، كأحد أهم وسائل التمويل؛ حيث يقوم ببيع النساء والأطفال الذين تقوم الميليشيات باختطافهم".

ومن جانب آخر، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال، عن "دعوة مجلس الأمن القومى الأمريكى لإدارة الرئيس باراك أوباما، خلال الفترة الرئاسية الأولى له، لسحب القوات الأمريكية من قاعدة (العيديد) الجوية في قطر؛ احتجاجا على دعم الدوحة للجماعات المتشددة في الشرق الأوسط".

ويشكو مسئولون في واشنطن والدول العربية، فضلا عن دبلوماسيين غربيين في المنطقة، من "الدعم المال أو الدبلوماسي الذي تقدمه قطر لجماعات التمرد الإسلامية" وتنقل الصحيفة عن متمردين ومسؤولين من الخليج قولهم "إن طيلة سنوات، استطاع مقاتلون إسلاميون من ليبيا وسوريا السفر إلى القطر، والعودة محملين بحقائب معبأة بالمال".

ويقول مسؤولون أمريكيون إن "الولايات المتحدة كشفت عن صلات قطرية، بعضها تورط فيه أعضاء من نخبة رجال الأعمال القطريين، وأكاديميين، ورجال دين، بتمويل القاعدة وداعش، فضلا عن حماس".

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا