د. متري الراهب يتحدث عن أوضاع المسيحيين في فلسطين

قال الراهب أن المسيحية نشأت في فلسطين، وأن فلسطين بدون مسيحييها لا تبقى فلسطين، وغياب العنصر المسيحي عن هذه البلاد مأساة، فمن العار أن تختفي المسيحية من الأرض التي نبتت فيها وتتحول إلى متحف
16 مارس 2017 - 09:05 بتوقيت القدس
المصدر: جامعة بير زيت
د. متري الراهب يتحدث عن أوضاع المسيحيين في فلسطين
المصدر: جامعة بير زيت

نظمت لجنة المحاضرات العامة في كلية الآداب في جامعة بيرزيت، يوم الثلاثاء 14 آذار 2017، ندوة فكرية بعنوان: "المسيحيون العرب في مئة عام"، تحدث بها رئيس كليـــة دار الكلمــــة القس د. متــري الــراهب.

وقال الراهب أن المسيحية نشأت في فلسطين، وأن فلسطين بدون مسيحييها لا تبقى فلسطين، وغياب العنصر المسيحي عن هذه البلاد مأساة،  فمن العار أن تختفي المسيحية من الأرض التي نبتت فيها وتتحول إلى متحف يحمل ذكريات لكنائس مسيحية يجسدها الحجر لا البشر، كما أن الخسارة لن تكون للمسيحيين الفلسطينيين فحسب بل لكل الشعب الفلسطيني الذي سيجد نفسه قد فقد عنصرا أساسيا وحيويا من مكوناته الأصيلة، إضافة إلى  الاستفادة الإسرائيلية من هذا الغياب إذ إنه سيحول جوهر الصراع من قضية شعب وأرض وحقوق إلى قضية صراع ديني بين اليهود والمسلمين وسيقف الغرب بكامله مع إسرائيل. فالمسيحيون هنا هم حجر عثرة في وجه المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تحويل الصراع من صراع وطني حول شعب وأرض إلى صراع ذي طابع ديني.

وتحدث الراهب عن هجرة المسيحيين من فلسطين مبيناً أنها تمت على  ثلاث موجات في التاريخ الحديث، الموجة الأولى في العقد الأول من القرن العشرين وبعدما إعتلى «حزب تركيا الفتاة» مقاليد الحكم بعد ثورة 1908 وقالوا إن الانخراط في الجيش يجب أن يشمل كل الملل دون إستثناء. قبل تلك اللحظة كان المسيحيون لا ينطبق عليهم قانون التجنيد.  حيث خسرت بيت لحم بين 1908 و 1914 نصف سكانها تقريبا وكان عدد سكانها 120000 وهو عدد مهم في ذلك الوقت، في حين خسرت بيت جالا  ثلث سكانها في الفترة نفسها.

وأضاف: "أما الموجة الثانية من الهجرة تكاد تكون مجهولة ولا أحد يتكلم عنها وهي التي صاحبت النكبة الفلسطينية عام 1948، وشكلت نكبة للكنيسة المسيحية في فلسطين، حيث كانت نسبة المسيحيين في فلسطين التاريخية 8 في المئة  عام 1947، أما في عام 1949 أي بعد النكبة بعام أجري إحصاء ثانٍ،  إنخفضت فيه النسبة  إلى 2.8 في المئة." 

وبيَن الراهب أن الموجة الثالثة لهجرة المسيحيين من فلسطين بدأت في منتصف السبعينيات، وبعد نكسة عام 1967 مباشرة لم يكن الناس يرغبون في الهجرة فقد تعلموا من نكبة عام 1948 أن البقاء في الوطن أمر أساسي ومهم، لكن في منتصف السبعينيات بدأوا يدركون أن مستقبلهم هنا صعب وهنا بدأت موجات هجرة جديدة.

جدير بالذكر  أن متري الراهب  قد ولد في بيت لحم عام 1962، وأكمل تعليمه العالي في ألمانيا، أولًا في معهد إرسالية هيرمنزبيرج اللاهوتي (1980–1984)، ثم بعد ذلك في جامعة فيليبس في ماربورغ، ألمانيا (1984–1988)، حيث أكمل دراساته العليا بما في ذلك حصوله على الدكتوراه في اللاهوت الانجيلي متخصصاً في تاريخ الكنيسة. وبعد ذلك، عاد إلى بيت لحم في عام 1988 ليعمل راعيًا لكنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية (كنيسة الميلاد اللوثرية)، كما عمل مدير تحرير لصحيفة اللقاء (Al-Liqa’ Journal) الخاصة بالدراسات الدينية والتراثية بالأرض المقدسة (1992-1996)، وأسس الراهب وأدار عددًا من المشروعات والمؤسسات التي تعمل في مجال تلبية الاحتياجات الاجتماعية للفلسطينيين المقيمين في منطقة بيت لحم، والتي تركز أعمالها خاصة على المرأة والأطفال والشباب وكبار السن.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. رولاند 18 مارس 2017 - 15:46 بتوقيت القدس
هجرة المسيحيين هجرة المسيحيين
الواقع هو ان جميع المسيحيين يرغبون في الهجرة ولسوف يهاجرون اذا ما اتيحت لهم الفرصة في ذلك. المسيحيون في الخارج يرغبون في ابقاء المسيحيين في العذاب الفلسطيني حتى يكونوا بمثابة موطئ قدم لهم دون الالتفات الى المصلحة الحقيقية المسيحيين الفلسطينيين. و هذا سلوك شيطاني، وليس مسيحي او انساني.
2. مؤمن 18 مارس 2017 - 16:58 بتوقيت القدس
السبب بال التعريف هو دخول الكنائس الغربية ومؤسساتها الى بلادنا والتطرف الاسلامي السبب بال التعريف هو دخول الكنائس الغربية ومؤسساتها الى بلادنا والتطرف الاسلامي
3. صوت الحق 19 مارس 2017 - 13:47 بتوقيت القدس
أسباب وأسباب!! أسباب وأسباب!!
أولا: يجب الفصل بين الأسباب العامة، التي أدت لهجة المسلمين والمسيحيين معًا، مثل حروب 1948 و1967، عن هجرة المسيحيين بالذات دون المسلمين!! وإلا لن يكون أي قيمة للبحث ثانيًا: يجب أن ندرس السبب في هروبنا، وما هي مشاكلنا ومشاكل كنائسنا، إيماننا، التعليم المسيحي..... ولا نلوم العالم الذي حولنا؛ فنحن لا نقدر أن نغير العالم: "في العالم سيكون لكم ضيق، لكن ثقوا فأنا قد غلبت العالم." (يوحنا 16: 33). ففي نهاية الأمر، يجب أن ندرك أننا نحن سبب المشكلة وليس أي شيء آخر. وأعتقد أن السبب هو ضعف الإيمان وإخراج المسيح في كنيسته! "هكَذَا لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي." رؤيا 3. 16 "فَلاَ تَقْذِفُكُمُ الأَرْضُ بِتَنْجِيسِكُمْ إِيَّاهَا كَمَا قَذَفَتِ الشُّعُوبَ الَّتِي قَبْلَكُمْ." لاويين 18. 28 "لأَنَّهُ الْوَقْتُ لابْتِدَاءِ الْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ اللهِ. فَإِنْ كَانَ أَوَّلاً مِنَّا، فَمَا هِيَ نِهَايَةُ الَّذِينَ لاَ يُطِيعُونَ إِنْجِيلَ اللهِ؟" 1 بطرس 4. 17