لليوم الثالث على التوالي تستمر المدارس المسيحية في اسرائيل باغلاق ابوابها احتجاجا على تقليص وزارة المعارف لميزانياتها والغاء عدد من بنود الدعم التي كانت مخصصة لها. يأتي هذا القرار بعد سنوات من التضييق مع خفض تمويلها في العامين الاخيرين بنسبة 45 في المئة بحسب المدارس المسيحية.
ويرى المسيحيون ان الدولة الاسرائيلية تهدف بهذا القرار الى اضعاف الاقليات التي استطاعت ان تثبت انها متفوقة في تعليمها على مستوى الدولة.
اما وزارة المعارف فتطالب بتحويل المدارس المسيحية الى مدارس رسمية (حكومية) تخضع لمكتبها لكي تتمكن من ادارتها وتمويلها كبقية المدارس الاخرى التي تدير مناهج تعليمها. بعد رفض المدارس لهذا الاقتراح من اساساته حاولت الوزارة التوصّل الى تسوية بتقديم زيادة للميزانيات التي اقرت تقليصها لكنها غير كافية بحسب ادارة المدارس ولا تسد الفجوة التي سببتها التقليصات الحكومية على مدى سنوات.
طلاب المدارس الذين يفوق عددهم الـ 33 ألف طالب ما زالوا في بيوتهم ولا مؤشرات حالية الى وجود تغييرات ملموسة نحو الافضل قريبا.
وتحتوي مدينة الناصرة لوحدها على اكثر من 10 مدارس مسيحية أهلية، وبسبب الاضراب المفتوح بقي حوالي نصف طلاب مدينة الناصرة في بيوتهم ونصفها الاخر يتعلم في مدراسها الرسمية.
هل ينتقم علي سلام من مسيحيي الناصرة؟
عبّر رئيس بلدية الناصرة علي سلام عن استيائه من قرار الاضراب المفتوح للمدارس المسيحية واعتبره قرارا خاطئا ليس بتوقيته المناسب. استيائه وعدم تدخله لحل الأزمة أثار استياءا عارما وسط الاواسط المسيحية في المدينة، حتى ان البعض اعتبر تصريحاته انتقامية من المسيحيين لأن الكثير منهم لم يصوتوا له ولم يدعموه في الانتخابات الاخيرة في الناصرة.
فهل سيثبت الزمن ان رئيس بلدية الناصرة هو رئيسا لكل مواطني المدينة بكل طوائفها دون استثناء، ام سيستمر في تجاهل المدارس المسيحية ليؤكد مزاعم الاخرين؟
القائمة المشتركة تنسى قضية المدارس المسيحية في جلستها مع نتانياهو
وكان عدد من اعضاء الكنيست العرب من القائمة المشتركة قد نسوا طرح قضية المدارس المسيحية في جلستهم مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مما أثار استياء أهالي الطلاب في المدراس المسيحية، الذي رأوا ان المدراس تسعى وحيدة لتحقيق العدالة والحصول على حقوقها كباقي المدارس في البلاد.
من جهة أخرى تستمر القائمة المشتركة ورئيسها أيمن عودة وعدد من اعضاء الكنيست العرب في مطالبة الحكومة الاسرائيلية بحل الأزمة وايجاد الحلول المناسبة لعودة طلاب المدارس الاهلية الى مقاعد الدراسة في أسرع وقت.
لا لتسييس القضية
واعلن مكتب المدارس المسيحية في اسرائيل أن أي مظاهرة لا تُنظم من قبله وبالتنسيق معه فهي مظاهرة ليست من مسؤوليته، واكد انه يُفضل عدم تسييس القضية لأحزاب سياسية. وقد اشار المهندس الشماس جريس منصور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الى ان المظاهرة التي اعلن عنها اتباع القائمة المشتركة في قرية الرامة لم تكن بالتنسيق مع مكتب المدارس.
اعباء الاضراب بدأت تظهر على ملامح الاهالي في اليوم الثالث من الاضراب، وخصوصا في عباراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي قد يُلقي المزيد من العبء على المسؤوليين ولجنة المتابعة في قضية المدارس الاهلية، فهل سيستمر الأهالي في الوقوف مع المدارس المسيحية بالرغم من الصعوبات الحالية، هل سيصمدون مع صمود المدارس، ام سيفضلون راحتهم الشخصية على مستقبل أفضل لاولادهم؟