قبل يوم واحد من انعقاد "احتفال بيت لحم للسلام" في ساحة كنيسة المهد، تم الاعلان عن الغائه بشكل مفاجئ! ونتيجة لذلك الغى الاف المؤمنين زيارتهم الى مدينة المهد!
البعض رجح ان الاسباب قد تعود الى وجود مبشرين بين المدعوين يميلون الى الفكر الصهيوني، فهل هذا كان سببا كافيا لالغاء البرنامج!!!
اذا فكرنا ولو قليلا سنجد ان هذه الادعاءات غير صحيحة بالمرة، فكلية بيت لحم للكتاب المقدس التي دعت الى هذا البرنامج التبشري معروفة للجميع، للفلسطينيين وللاسرائيليين وللعالم الغربي بتوجهها في محاربة الدعم المسيحي لاسرائيل، وقد اختلفت بآرائها مع الكثير بسبب مؤتمر المسيح امام الحاجز الذي يدعو الغرب للكف عن الدعم الاعمى لاسرائيل والعمل بتوزان في موضوع الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، فهل يُعقل ان تدعو صهيونيين للتحدث للشعب الفلسطيني؟!
لهذا ونتيجة لما ذكرناه أعلاه وبما ان الادعاءات لابطاله غير مقنعة فهذا شجعنا على الاتصال مع عدد من المسؤولين لمعرفة الاسباب الحقيقية التي منعت عقد هذا البرنامج الهام لبيت لحم والمنطقة.
وفي اتصال لموقع لينغا مع احد المصادر الموثوقة، أكد ان مدير المؤتمر الدكتور بيلي وليسون، رئيس جامعة أورال روبيرتس، هو رجل روحي يهمه التبشير والنهضة المسيحية ولا اهتمام له في السياسة، والأمر ذاته بالنسبة للواعظ العالمي رينهارد بونكي. وللتأكيد على ذلك، كان الدكتور ويلسون قد رفض قبل ايام عرض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتناياهو الحضور للمؤتمر المسيحي في القدس والقاء كلمة امام الحضور، من هنا نفهم ان الدكتور بيلي وليسون ليس سياسيا وهدفه هو ايصال رسالة الرب يسوع الى الجميع وليس التطرق الى الامور السياسية بين طرفي الصراع الأرضي من إسرائيليين وفلسطينيين.
وللتأكيد على ذلك ايضا، قام المئات من المتدينين اليهود بمظاهرة امام استاد أرينا في اورشليم القدس، احتجاجًا على المؤتمر المسيحي الذي شمل المتكلمين أنفسهم الذين كانوا سيتكلمون ايضا في ساحة المهد في بيت لحم.
وعلم مراسل موقع لينغا ان رئيسة بلدية بيت لحم، الاستاذة فيرا بابون، عرضت على كلية بيت لحم للكتاب المقدس عقد البرنامج في قاعة مغلقة!!! خوفا من تعرض الحضور الى مضايقات من بعض المتطرفين، الذين قد لا يُعجبهم تقديم تعاليم روحية مسيحية في مدينة بيت لحم؛ لأنه ان حصل ذلك ستقع كل المسؤولية على البلدية وعلى السلطة الفلسطينية.
ان الغاء المؤتمر في الاردن لأسباب غير واضحة قبل الغاءه في فلسطين، شجع بلدية بيت لحم على اتخاذ قرارها بالغاء المؤتمر.
ان التضييق على المسيحيين اصبح ظاهرة خطيرة ومزعجة فحتى في بيت لحم بلد ولادة الرب يسوع اصبح الخوف هو المسيطر على من يتخذ القرارات هناك. فهل الغاء برنامج روحي تقدم فيه رسالة الرب يسوع المسيح هو الضمان للهدوء؟! ان رسالة الرب يسوع هي رسالة خير وسلام للانسان اولا وللأوطان ثانيا. فالمسيحيون اينما وجدوا في شرقنا كانوا دائما المرساة للامن والامان في بلدانهم.