دعت كلية بيت لحم للكتاب المقدس اليوم السبت في تمام الساعة السادسة إلى محاضرة مع اللاهوتي العالمي الكرواتي المعروف ميروسلاف وولف في مبنى بشارة عوض. البروفيسور ميروسلاف وولف هو من جامعة ييل للاهوت وقد قدّم محاضرة بعنوان "العلاقات المسيحية الإسلامية في ظلّ التطورات الأخيرة."
في البداية، قام د. سليم منير، مدير مؤسسة المصالحة وأستاذ في كلية بيت لحم للكتاب المقدّس، بتقديم البروفسور وولف. ثمّ قام القس منير قاقيش، رئيس مجلس الكنائس المحليّة الإنجيلية بطلب بركة الله على المحاضرة.
تمحورت محاضرة البروفسور وولف حول الحديث عمّا إذا كان المسيحيون والمسلمون يعبدون نفس الإله. وقد أفصح وولف أن الصفات المشتركة في عبادة المسيحيين والمسلمين لله هي الرحمة والعدالة، وأنّ الله واحد وهو الخالق. وقد أكّد أنّ التشابه بين هذه الصفات المشتركة لله يعطي القدرة للمسيحيين والمسلمين أن يتعايشوا معًا.
وقد ذكر البروفسور وولف في سياق حديثه أنّه في سفر أعمال الرسل نتقابل مع أشخاص يتقوّن الله مثل كرنيليوس (أعمال الرسل 10) دون أن يؤمنوا بذات الإله الذي عبده الرسل. ولهذا علينا أن نحترم الأشخاص الذين يتقّون الله وإن كانت لديهم وجهات نظر إيمانية مختلفة تتعلّق بالله.
وقد قام المطران منيب يونان بالتعليق على فحوى المحاضرة قائلاً إنّه يجب أن ينظر إلى الله ليس كمصدر للنزاع وإنّما كمصدر للمحبّة. وقد اقتبس أيضًا المطران يونان من مارتن لوثر: "أحبب واتقّ الله."
بعد الانتهاء من المحاضرة، قام د. سليم منيّر بإتاحة الفرصة للحضور بأن يوّجهوا أسئلة للبروفسور فولف تتعلّق بموضوع المحاضرة.
وفي النهاية قام د. منذر إسحق بتقديم هدية رمزية للبروفسور فولف شاكرًا إيّاه على تقديمه لمحاضرته القيّمة في كلية بيت لحم للكتاب المقدّس.
يجدر الذكر أنّ البروفسور وولف من أهم اللاهوتيين في العالم المسيحي، وهو متخصص في مجال صنع السلام وبناء الجسور بين الأديان. وقد حضر المحاضرة ما يقرب المئة شخص من القساوسة ورجال الدين وأساتذة وطلّاب كلية بيت لحم للكتاب المقدس وأفراد آخرين من المجتمع.