يبدو ان مطاردة المسيحيين وقتلهم على ايدي المسلمين السنّة تحت راية الخلافة الاسلامية في بلاد العراق والشام لا تؤثر كثيرًا على الشخصيات المسيحية "الوطنية" في اسرائيل، ويبدو للمواطن المسيحي البسيط ان زعماء هذه الاحزاب من المسيحيين لا يتجرأون حتى على مناقشة الشخصيات الاسلامية المتديّنة او حتى إبداء آرائهم الا على صفحات التواصل الاجتماعي. فكيف لي كمواطن مسيحي ان أثق في دور هذه الاحزاب؟ كيف لي أن اثق في إئتلاف يشمل مسلمين يتمنّون خلافة اسلامية في بلادي!
ففي خطوة غير متوقعة وصادمة للمسيحيين العرب، صرّح نائب رئيس الحركة الاسلامية في شمال اسرائيل، الشيخ كمال خطيب خلال اعتصام قادة الأحزاب العربية دعما للقدس والاقصى، أعلن عما يدور في قلبه حول مدينة القدس، وتمنى على العلن ان لا تكون القدس فقط عاصمة الدولة الفلسطينية بل ان تكون أيضا عاصمة الخلافة الاسلامية. قال هذا بوضوح بمكبّر الصوت وهو على بعد خطوة واحدة من أعضاء الأحزاب العربية، من بينهم اعضاء الكنيست العرب من حزب التجمع الوطني حنين الزعبي (مسلمة) والدكتور باسل غطاس المسيحي الذي اخفض رأسه منشغلا بهاتفه الخيلوي!
كان رد الدكتور باسل غطاس من حزب التجمع الوطني بعد ساعات من تصريح الشيخ خطيب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي - فيسبوك، حيث اكد ان قضية الدفاع عن القدس والأقصى تقوم على اساس وطني فلسطيني بكل فئاته وطوائفه، معربًا بهذا رفضه للطابع الديني الذي منحه الشيخ كمال خطيب للمظاهرة اليوم. وانهى الدكتور غطاس تعليقه بوجوب الدفاع عن القدس وكل المقدسات الاسلامية والمسيحية ضد الاحتلال الاسرائيلي، على حد تعبيره، وليس الخروج عن وحدة الصف بتحويل القدس الى عاصمة "الخلافة الاسلامية".
رد الدكتور باسل غطاس لا يطمئن المواطن المسيحي، لان تأثيره على الأحزاب الاسلامية يكاد يكون معدوما، وهي أحزاب تُشرّع أهدافها الدينية قبل الوطنية كما يظهر في اليافطة التي رُفعت خلف الشيخ كمال خطيب في الصورة التالية:
من المهم ذكره، بأن الدكتور غطاس لم يعلق على تصريح الشيخ خطيب اثناء المظاهرة، ولم يعبر حتى لحظة كتابة هذه السطور، على صفحته الخاصة في موقع فيسبوك رفضه الصريح لمخططات الحركة الاسلامية في أسلمة القدس واعتبارها عاصمة الخلافة الاسلامية.
استمعوا الى تصريح الشيخ كمال خطيب في هذا الـفيديو:
ويبقى السؤال المحيّر: "ما هو رد باقي الأحزاب العربية الأخرى التي شاركت ايضا في المظاهرة حول تصريح الشيخ كمال خطيب؟".