حيفا: تظاهرة فنية إبداعية في حفل تخرج طلاب مار يوحنا الانجيلية

احتفلت مدرسة وكنيسة مار يوحنا الإنجيلي الأسقفية في حيفا،’ بتخريج الفوج السادس والسبعين لطلاب صفي الثامن في قاعة كريجر في حيفا
27 يونيو 2013 - 12:21 بتوقيت القدس
لينغا

في حفل تخرج طلاب مار يوحنا الإنجيلي الفوج السادس والسبعين

تظاهرة فنية إبداعية لظاهرة اسمها مار يوحنا الإنجيلي

خبر ليس عابرا

احتفلت مدرسة وكنيسة مار يوحنا الإنجيلي الأسقفية في حيفا،’ بتخريج الفوج السادس والسبعين لطلاب صفي الثامن، وذلك يوم الأربعاء الموافق 19.6.2013، في قاعة كريجر في حيفا، بحضور أهالي الطلاب، الطاقم التربوي التعليمي للمراحل الثلاث البساتين، الابتدائية والإعدادية، وعلى رأسهم مدير المدرسة الأستاذ عزيز دعيم، كما وشارك في الحفل المهيب، شخصيات تربوية، من مديري مدارس وممثلين عن لجان تربوية في وزارة التربية والتعليم، إضافة إلى أعضاء المجلس الرعوي للمدرسة، وعلى رأسهم سيادة المطران سهيل دواني الموقر، رئيس المدرسة ونائب رئيس المدرسة القس الكنن حاتم شحادة، وشخصيات دينية أخرى،  ومفتش المدرسة د. ميشيل سليمان.
كما وانتهزت المدرسة الفرصة، لتكرم أعضاء اللجنة التربوية الخاصة بالمدرسة، وهما السيدان: وجيه عوض ونبيل عويضة. وكان قد اشرف على الحفل مركّزا التربية الاجتماعية، المربيان: فيوليت خوري ويوسف خوري، وساعدهما  جميع أعضاء الهيئة التربوية والعاملين أمام وخلف الكواليس.

توقعات مدعوّة للحفل

كنت من بين مئات الجالسين على المقاعد، يتهيئون لحضور حفل تخرج صفيّ الثامن، ولأن الحفل معد لطلاب المرحلة الإعدادية، ولأن المدرسة صغيرة نسبيا أمام عمالقة المدارس الأخرى في حيفا وغيرها، كانت توقعاتي من الحفل، ملائمة لحجم المدرسة ولموقعها البسيط في حي وادي النسناس العريق. كما وكان تصوري، إن طلابا في مثل أعمارهم، لن يستطيعوا أن يضبطوا أنفسهم طوال فترة الحفل، حتما ستكون "لكشة" هنا وهناك، أو وقفة ليست في مكانها، أو "قحة" ليست عفوية..

توقعت.. وكعادة أي مدعو في حفل تخريج، أن الآمر لن يتعدى مجموعة كلمات ترحيبية هنا وهناك، وأغنية في برنامج فني.. إلا أن الهنا والهناك كانت كثيرة وكثيرة جدا... كمًا وكيفًا، مضمونا منسقا منسجما..
ما رأته عيناي تخطى كل التوقعات.. وما سمعته من إبداعات طلابية لم أعهده في حياتي.. وبصدق!

بداية التظاهرة الفنية

كان بداية دخول الطلاب مع مربيتي الصفين: المربية غريس سلامة والمربية نداء نصير، اللتين اجتهدتا في تحضير وتهيئة الطلاب على أفضل وجه، وكيف لا؟ والأمر منعكس في وضعية كل طالب وطالبة في جلسته، وفي وقفته وفي أدائه.
رحبّ بهم الأستاذ المربي- عزيز دعيم مدير المدرسة، الذي  قدمهم خير تقديم، راجيا في كلمته أن  تكون حالة قلوب الجميع وقلوب الخريجين على وجه الخصوص، كحالة قلب مار فرنسيس الذي صلى بروح ثقافة السلام، وما كان من الطلاب إلا أن تخطوا ذلك وقدموه خير تقديم، ودعوه ليستلم منهم مجموعة جبران خليل جبران، معبرين من خلالها عن محبتهم وتقديرهم له في تعامله الطيب معهم طوال فترة تواجدهم في المدرسة.

كلمات وصلوات:

أُلبسَ الحفلُ صلاة فيها رجاء بأن يكون الحفل راعيه الرب، فوجّه نائب رئيس المدرسة القس الكنن، حاتم شحادة، كلمته الطيبة إلى الخريجين والخريجات، كما واستمع الحضور إلى الكلمة الأساس، لسيادة المطران سهيل دواني الموقر- راعي الكنيسة الإنجيلية الأسقفية ورئيس المدرسة، والذي عبر من خلالها عن شكره للقيمين التنفيذيين على المدرسة بدءًا من أعضاء العمدة الرعوية، ومدير المدرسة الأستاذ عزيز دعيم، وأعضاء الهيئة التربوية التدريسية، شاكرا عطائهم اللامحدود والتفاني من أجل تربية الأجيال ورفع اسم مدرسة مار يوحنا الإنجيلي إلى العلاء.

ودُعِيَ مفتش المدرسة د. ميشيل سيلمان لإلقاء كلمته، وقد أثنى على دور المدرسة الريادي في التربية والتعليم، ووجه تمنياته للخريجين.

وكان لطلاب الثامن حصة الأسد في الكلمات، حيث عبروا من خلالها عن شكرهم وعرفانهم  للمدرسة، وقد اختتموها "لن أنساك وأرجو منك الا تنسيني.. أشكرك وأقدرك كثيرا يا مدرستي- مار يوحنا" الأمر الذي جعل الطلاب يقفون بشكل عفوي  وقد انحنوا وهم على المسرح، معبرين في وقفتهم  وانحنائهم عن محبتهم لمدرستهم المعطاء مار يوحنا الإنجيلي. ولا يسعني إلا أن اذكر الأسماء، وهي على النحو التالي: علي عنيسي، عدن زبيدات، أيوب سلامة، مي روحانا وتالا أبو النيل.
 
التظاهرة الفنية

غلّف البرنامج حوارا، أداره الطالبان: مفلح درويش ومها محاجنة المبدعين، حيث دار الحوار المستميت حول مكانة المرأة والرجل، وكل منهما يشرع في تقدير جنوسيته، بشكل فكاهي جميل، ويقطع الحوارات مقدّمي البرنامج وهم طلاب من الصف الثامن: ميشيل خوري، حسن خضور وشادن شريف، وقد قدموه بشكل مسرحي رائع، محاولين كف الطالبين عن المشاداة الكلامية، دون جدوى، فيتوقف الحوار في كل مرة وتتداخل فيما بينه البرامج الفنية التي ألهبت المشاعر واقتحمت القلوب.. وينتهي الحفل بقناعة المتحاورين أن الحياة شراكة بين الجنسين.

البرامج الفنية المتنوعة وغير النمطية
في كل عرض حلاوة لم أتذوقها يوما!

برامج متنوعة، ابتدأت بترنيمة تقليدية للمدرسة، تحمل عنوان "باركي يا نفس الرب"، بصوت طلاب الثامن وتدريب المربية الين نجار. وكان قد تلاها عرض فني رائع لمسرحية "سر الملك كيسار"، وهو نص للأديب حنا أبو حنا، قدمه طلاب الصف الثالث بتميّز خاص، كتب السيناريو وأعدّه الأستاذ نبيل عويضة، وقام بتدريب طلاب صف الثالث، الفنان المسرحي كمال زايد، إضافة إلى عمل المربية فيوليت خوري، التي واكبت التدريبات، وهي صاحبة فكرة تحويل النص الى مسرحي.

أما "الدلعونا" دبكة شعبية خبط الطلاب بأقدامهم فاهتز المسرح الضخم، وعلا التصفيق الحار. وهو عمل فني رائع، قامت بتدريب الطلاب المربية جمانة ضاهر، وتلا الدبكة هجاء بين طالبتين، وهما يارا جابر وعدن زبيدات، اللتان هجت إحداهما الأخرى، فتصافتا إكراما وتكريما لشاعرنا وأديبنا حنا أبو حنا. هذا إضافة الى أنشودة العودة، وهي من تأليف الشاعر أبو حنا غنّاها طلاب الصف الثامن.

وكان لتداخل الطالبة المبدعة كرمل خمرة، رونقا رائعا، والتي ألفت "راب عربي" عن مدرسة مار يوحنا، ومطلعها: "بوادي النسناس مشينا لاقينا كنيسة للعبادي ومدرسي للدراسي "، كلمات جعلت جميع الحضور يصفقون دون توقف.

وللزجل الشعبي طعم ورونق خاص، زجل قدم بشكل عام وخاص لكل فرد من أفراد الهيئة التربوية التعليمية، كلام عن المدرسة ومن المدرسة، صاحبته الطالبة المبدعة هيا تلحمي، وقد ساعدها على الإلقاء الطالب مضر بيادسة، وكان مطلعه " ع  َماريوحنا اطلعي- شدي رحالك ولا ترحلي".

وتوالت بعدها دبكة ورقصة "خبطة قدامكم" مقدمة من طالبات الصف الثامن، اللاتي تدربن على يد الفنانة فريال خشيبون. وانتهى العرض الفني القزحي بأغنية فيروزية "أنا صار لازم ودعكم" غناها جميع الطلاب الخريجين، بمرافقة معلمة الموسيقا المربية الين نجار.

قاعة كريغر تتحول ألى حديقة زهور وبركة دموع

الشكر والتقدير والعرفان بالجميل، هذه شيمة من شيم طلاب المدرسة، الذين تربوا في بيوتهم خير تربية، وترعرعوا في حضن مدرستهم التي ترعى كل طالب من طلابها، فتعطيه من مائها وسمائها وبحرها وهوائها.. تعطيه كل ما تملك، فكان للعرفان منظر رائع، تحولت القاعة بقدرة قادر الى حديقة أزهار وورود ملونة، تقدمة الطلاب تقديرا وعرفانا وردا للجميل. وتمازجت الفرحة بالبكاء المنهمر على الخدود، وهي سهام أدمت قلبي حين شاهدت هذه المشاهد، وسمعت تلك الكلمات التي تحمل في طيها تساؤلات استنكارية: " كيف لا أبكي وقد قضيت 11 سنة في هذه المدرسة؟؟" "كيف بدي افيق بكرا ومش راح أشوفكوا؟"

خرجت وفي قلبي غصة ودمعة وعيني ترقب الخريجات والخريجين الذاهبين إلى عالمهم الجديد، ويبتعدون وتظل ظلالهم منعكسة على جدران وزوايا مار يوحنا، شئنا ذلك أم أبينا.

حفل تخرج طلاب مار يوحنا الإنجيلي الفوج السادس والسبعين

حفل تخرج طلاب مار يوحنا الإنجيلي الفوج السادس والسبعين

حفل تخرج طلاب مار يوحنا الإنجيلي الفوج السادس والسبعين

حفل تخرج طلاب مار يوحنا الإنجيلي الفوج السادس والسبعين

حفل تخرج طلاب مار يوحنا الإنجيلي الفوج السادس والسبعين

حفل تخرج طلاب مار يوحنا الإنجيلي الفوج السادس والسبعين

حفل تخرج طلاب مار يوحنا الإنجيلي الفوج السادس والسبعين

حفل تخرج طلاب مار يوحنا الإنجيلي الفوج السادس والسبعين

حفل تخرج طلاب مار يوحنا الإنجيلي الفوج السادس والسبعين

حفل تخرج طلاب مار يوحنا الإنجيلي الفوج السادس والسبعين

حفل تخرج طلاب مار يوحنا الإنجيلي الفوج السادس والسبعين

حفل تخرج طلاب مار يوحنا الإنجيلي الفوج السادس والسبعين

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا