احتج عشرات المسيحيين الاندونيسيين، من دون جدوى، ضد تدمير كنيستهم في بيكازي قرب جاكرتا، معتبرين انه عمل يرتبط بتعصب متنام في هذا البلد المسلم. وقد انفجر اتباع الطائفة البروتستانتية "فيلادلفيا باتاك" بالبكاء، وهم يشاهدون حفارة تدمر كنيستهم. "الحكومة تجرّم ديانة"، يقول رئيس الطائفة القس ادفانت نابابان، قبل ان يدعو الاتباع الى "عدم الانجرار الى العنف".
بثياب سود كأنهم في حداد، انشد المتظاهرون اناشيد دينية، بينما حمل اولاد لافتات كتب عليها: "نرجوكم، لا تدمروا كنيستنا". "ما نقوم به هنا هو الصلاة فقط. لا نرتكب اي جريمة"، تصرخ امرأة باكية، بينما تستغرق فتاة صغيرة في الصلاة مغمضة العينين: "آه يا رب، احم كنيستنا".
على نحو نصف كيلومتر، ابقت الشرطة حشدا من المسلمين على مسافة من المكان. كانوا يهتفون: دمروا الكنيسة فورا". على مكبر الصوت، يصرخ احدهم: "انهم خونة. لقد بنوا كنيستهم من دون اذن".
تقول السلطات بان البناء ليس شرعيا، لانه بُنِي من دون اذن. غير ان المدير المساعد لـ"معهد سيتارا من اجل السلام والديموقراطية" بونار نايبوسوس يرى في الاتهام مجرد "ذريعة". "المشكلة هي ان الحكومة لم تظهر اي ارادة سياسية لمنع اعمال التعصب تلك".
الدستور الاندونيسي يضمن حرية العبادة لاكثر من 240 مليون من الاندونيسيين، 90% منهم مسلمون. غير ان عدد حوادث التعصب الدينية تضاعفت في الاعوام الماضية، لاسيما ضد الكنائس والاقليات المسلمة التي لا تعترف بها الاكثرية المسلمة.
في بيكازي، يصلي مسيحيون من اعوام في الهواء الطلق، بعدما رفضت السلطات المحلية تطبيق قرار وطني يسمح ببناء الكنائس. كذلك يتعرضون في شكل منتظم للرشق بالبيض الفاسد او باكياس البول خلال اقامتهم الصلاة. ووفقا لنايبوسوس، قد تتعرض كنائس اخرى في بيكازي للتدمير في المستقبل، لان 10 فقط من 39 كنيسة نجحت في الحصول على اذن.
الحكومة الاندونيسية تدمّر الكنيسة
النساء يبكين على دمار الكنيسة