البطريرك ساكو: إذا استمرت الهجرة على هذا النحو فمصيرنا سيكون مثل مصير اليهود

إننا نحتاج الى أفعال وليس الى ثرثرة المنتقدين الطارئين وغريبي الأطوار غير المسؤولة. على المسيحيين داخل العراق وخارجه تحمل مسؤولياتهم التاريخية من خلال الحوار الصادق والحكمة والرؤية. نحن ككنيسة نبقى
02 ابريل 2019 - 14:37 بتوقيت القدس
وكالات، لينغا

أتمنى أن تهبّ روح منعشة على واقعنا “الرمادي” المُقلِق والمُخيف، لتُعيننا على مواجهة التحديات المهدِّدة لوجودنا التاريخي. كلنا نتحمل  هذه المسؤولية  المصيرية.

وهنا اُنوِّه بقوة الى ما عبَّرت عنه العديد من الدول الكبرى من اهتمام بالمسيحيين وحرصٍ على بقائهم في أوطانهم ودعمهم لحقوقهم كاملة كمواطنين متساويين في الحقوق والواجبات. وأذكر على سبيل المثال: أمريكا وروسيا وفرنسا وانكلترا  وألمانيا وإيطاليا  واسبانيا  والنمسا وهنغاريا  فضلا عن الفاتيكان. الخ.

ببساطة، إني  أعزو هذا الدعم الى ما عاناه المسيحيون ولا يزالون من أعمال العنف والاضطهاد وإلارهاب؛ وأيضا الى  تأكيد الغالبية المسلمة على ضرورة بقاء المسيحيين في بلدهم واستمرارهم في العيش ضمن مجتمع متعدد، بعيدا عن التطرف والطائفية والمحاصصة، خصوصا انَّ المسيحيين هم سكان البلد الأصليين.

لقد نخرت الهجرة الجسم المسيحي لأسباب واقعية، واخذت أعدادهم تتضاءل بشكل مخيف، وإذا استمرت الهجرة والتشظّي وضبابية الرؤية على هذا النحو، فمصيرنا سيكون مثل مصير اليهود عام 1948. اني أحترم القرار الشخصي في الهجرة والشخص هو من  يتحمل مسؤولية قراره، لكنني لست الشخص الذي يطلب من أية جهة تسهيل ذلك،  لأني اؤمن أن الهجرة سوسٌ ينخر الجسم المسيحي، بسبب التشتت هنا وهناك والضياع في ثقافات ومجتمعات جديدة وغريبة عن تراثنا وثقافتنا، سوس ينخره معنويا حتى لو بقي  البدن حيا!

لذا اُجدد دعوتي  للمسيحيين العراقيين إلى التغيير في رؤياهم وفي سلوكهم بدلا من الانتقادات غير النافعة والصراعات من أجل مصالح ضيقة: فالموصل فرِغَت من مسيحيّيها، وهناك ضغوطات على بلدات سهل نينوى من أجل تغيير ديموغرافيتها، والتأثير السلبي على من عاد إليها، والكل يعلم أن معظم الأحزاب المسيحية مختَرَقة، واجنداتها السياسية لا تأخذ بعين الاعتبار الوجود المسيحي، وتشهد على ذلك الانتخابات الاخيرة. لذا فالمسؤولية الملقاة على عاتقنا كمسيحيين تتطلب منا أن نتحد ونشكّل مرجعية بمستوى المأساة، وإلا فإن القادم أسوأ.

أجل، بات ضروريا الآن، أكثر من أي وقت مضى، رفض حالة الشؤم واليأس، والتحرك السريع  لجمع الشمل، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لأن القواسم مشتركة وهي عديدة والمصير واحد؛ وثمة ثقافة مسيحية مشتركة لا تقبل التقسيم؛ وبعيدا عن تجاذبات التسمية وصراع المصالح، ينبغي الآن وليس غدا، تشكيل “خلية أزمة” من كلا الجنسين: من أشخاص مخلصين  لهم قدرات فكرية وعملية واضحة وقراءة وتنظير للواقع، والعمل على تأسيس مكتب رصد (مرصد مسيحيّي العراق) لمتابعة الانتهاكات بحقهم، بجدية تامة، خصوصا قانون الاحوال الشخصية.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. ابرتهيم حنوش الياس 03 ابريل 2019 - 01:21 بتوقيت القدس
اربيل عنكاوة اربيل عنكاوة
بارخمور سيدنا بعد التحية الحل الافضل من جعل مجلس كنسي واحد مجلس مطارنة واحد ان تكون قرعة لمسوول كنسي واحد الغاء جميع الاحزاب ودمجها بحزب واحد تحت تسمية حزب الديمقراطي المسيحي المحافظ ابعاد رجال الدين من كهنة واساقفة عند ابداء الراي في السياسة وان تكون حصرا للبطاركة ويخول من المجمع المسبحي بالتصريح تشكيل مجلس عسكري من ضباط اكفاء ومن ثم قوة لحماية سهل نينوى تسهيل عمل منظمات المجتمع المدني باعمار المناطق المسيحية وعدم السماح لرجال الدين بتدخل بهكءت شوون لان تلك الاعمال تبعدهم عن اعمالهم الكنسبة وتعطيهم ثفة مدنية او سياسية الاتفتق مع الدولة بابعاد الحشد الشعبي من المنطقة وجعلها تدار من قبا سكانها واهل المنطقة حصرا
2. لبنى 04 ابريل 2019 - 04:30 بتوقيت القدس
مسيحيوا الشرق مسيحيوا الشرق
الواقع القائم يقول بانه لا تلاقي بين الطموحات السياسيةللاكثرية المسلمة و الاقلية المسيحية. واضح بان الاكثرية المسلمة لا ترى بديلا عن دولة الخلافة. تلك هي طموحاتها السياسية. اما الاقلية المسيحية فلا ترى ذلك. فهل يريد المسيحيون الوقوف في وجه طموحات الاكثرية و ارسالها؟ و اذا هم فعلوا ذلك؟ الا يجعلون من انفسهم اعداء لطموحات الاغلبية؟ و اذا ارتضوا بان يكونوا اعداء، الا يستتبع ذلك ان يتم التعامل معهم اعداء؟ واضح بان المسيحيون هم امام ثلاثة خيارات احلامها مر. الخيار الاول، و هو المعمول به حاليا، الوقوف في وجه مشروع الخلافة و العيش في حالة عداء مع الاغلبية. الخيار الثاني هو التماهي مع المشروع الاسلامي و عدم مقاومة دولة الشريعة و العيش في كنف المسلمين كما كان عليه الحال قبل الغزو الاوروبي المشرق، مع ما ينطوي عليه ذلك من امكانية الانحلال و الضباع. الخيار الثالث هو الهجرة. لكن ذلك الخيار غير متاح بسبب عدم رغبة البلدان المسيحية في استقبال المسيحيين لانها تفضل بقائهم في البلدان المسلمة لاستخدامهم في اغراضها الخاصة. مع ان المسلمين يرغبون في بقاء المسيحيين في ديارهم بغية دعوتهم الى الاسلام، الا ان ذلك، على الاغلب، لن يدفعهم الى التخلي عن طموحاتهم السياسية لذلك الهدف.