الملك عبدالله الثاني: المسيحيون لهم دور محوري في مستقبل الشرق الأوسط

ويساهم الأردن بشكل فاعل في عمليات الترميم التاريخي لأهم الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، بما في ذلك كنيسة القيامة. كما تربط أواصر المحبة والحرص مليارات المسيحيين حول العالم بالمدينة
30 مارس 2019 - 16:05 بتوقيت القدس
وكالات، لينغا

نشرت وكالة بترا الأردنية، ان الأب ماورو غامبيتّي حارس دير أسيزي سلم الملك عبد الله الثاني جائزة مصباح السلام، والتي تمنح لشخصيات عالمية تقديرا لجهودهم في تعزيز السلام والعيش المشترك، خلال فعالية نظمتها الرهبنة الفرنسيسكانية الكاثوليكية في كاتدرائية فرنسيس الأسيزي الواقعة في مدينة أسيزي الإيطالية.

وألقى الملك كلمة خلال الفعالية، بحضور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي وعدد من الشخصيات العالمية والقيادات السياسية والفكرية والدينية، استهلها بالطلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت استذكارا لضحايا الكراهية والتطرف في العالم.

كما تضمنت الفعالية كلمة للمستشارة الألمانية ميركل التي فازت بالجائزة العام الماضي، إضافة الى كلمة للأب غامبيتّي.

وجاء في كلمة الملك: أصدقائي، أتسلم جائزة مصباح السلام بامتنان وتواضع، باسم كل من يعملون من أجل مستقبل أفضل، وعلى الأخص، باسم شعبيَ الأردني، مسلمين ومسيحيين، وهم الذين يقدمون التضحيات كل يوم في سبيل مستقبل أفضل للجميع.

وأتقدم بالشكر للأب غامبيتي ولكل من ساهم في تنظيم هذا اللقاء. واسمحوا لي أن أحيّي (الرهبان) الفرنسيسكان الذين يعملون بجد وإخلاص في كل مكان، وليس فقط هنا في أسيزي، بل في جبل نيبو في الأردن وفي كل أنحاء العالم.

واسمحوا لي كذلك أن أعبّر عن عميق تقديري لرئيس الوزراء كونتي؛ فإيطاليا بلد صديق للأردن، وشريك مهم في جهود السلام، خاصةً في الشرق الأوسط.

وأود أن أشكر بشكل خاص الكاردينال باسيتي على ما تقوم به الكنيسة الكاثوليكية من جهود بالشراكة مع المسلمين للانخراط في حوار بين أتباع الأديان. فالمسلمون والمسيحيون يشكلون أكثر من نصف سكان العالم. وإننا في هذا الوقت أحوج ما نكون لتحقيق الوئام فيما بيننا.

علينا جميعا أن ندرك أن تأمين الوقود اللازم لإدامة هذا النور هو مهمتنا جميعا، وأن وقود السلام العالمي هو الاحترام والتفاهم المتبادلان. ولهذا، فإن تسلمي مصباح السلام من شخص بذل جهودا كبيرة في سبيل تحقيق التفاهم والاحترام بين الشعوب، الصديقة العزيزة المستشارة ميركل، هو أمر له مكانة خاصة لدي.

أصدقائي، إن مبادئ العيش المشترك والوئام بين الأديان جزء أصيل من تراث الأردن؛ الذي مثّل عبر التاريخ وطنا راسخا للمجتمعات المسيحية، يتعاون ويتشارك فيه مواطنوه في بناء أمة واحدة قوية. وما زال المسيحيون، منذ آلاف السنين، جزءا لا يتجزأ من نسيج مجتمعات الشرق الأوسط، ولهم دور محوري في مستقبل منطقتنا.

يرتكز دور الأردن في المجتمع الدولي على التزامه الراسخ بالوئام والسلام، ويتمثل ذلك في حربنا على الإرهاب والكراهية على مختلف الأصعدة ضمن نهج شمولي، وفي مساعينا للتوصل إلى حلول فاعلة للأزمات العالمية والإقليمية، وفي جهودنا المستمرة للتوصل إلى حل دائم للقضية المركزية في المنطقة، وهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة على خطوط 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دولة إسرائيلية تعترف بها الدول العربية والإسلامية حول العالم كجزء من المنطقة.

وليس هناك ما هو أهم في يومنا هذا من العمل من أجل حماية القدس. وكوني صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، فإنني ملتزم التزاما خاصا وشخصيا بواجبي تجاه أمن ومستقبل المدينة المقدسة.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
قد يهمك ايضا