خلال تجوال الشخص في المدن الاسبانية، تشد انظاره الطوابير الطويلة امام الكنائس و مقرات بعض الجمعيات، في مشهد يعبر عن معاناة المهاجرين من مختلف الجنسيات خاصة الافريقية والجزائرية و المغربية، ومعظمهم مسلمون، حيث يتجمع هؤلاء لأخذ نصيبهم من المعونات المتمثلة في الملابس والمواد الغذائية لمواجهة البطالة التي يعاني منها الجميع بسبب غياب وثائق الاقامة الضرورية للحصول على عمل.
ومن أهم الجمعيات التي تقدم مساعدات للمهاجرين في اسبانيا:
جمعية "كاريتاس" وجمعية "لاس الوس ناسيونيس" وجمعية "لايودا" الخيرية المسيحية.
ويتهم المهاجرون المسلمون من شمال افريقيا سلطات بلدانهم بعدم الاهتمام بهم ويشتكون من الدور المحدود للمساجد والجمعيات الاسلامية التي لا تهتم بمعاناتهم بل بالعكس يطلب ائمة المساجد كل يوم جمعة من المصلين التبرع بالمال، تحت تبرير توسيع المسجد او شراء سجاد او كذا او كذا.
وفي مشهد يدعو إلى الدهشة، احتشد امام كنيسة بوسط مدينة "اشبيليا"، جمع من المهاجرين يفوق عددهم 600 شخص، في طابور طويل ينتظرون دورهم لاستلام المعونة الغذائية المقدمة من قبل جمعية "كاريتاس" المسيحية، والتي هي عبارة عن كيس به زيت، أرز، حليب، سكر، حلويات، عصائر، وبسكويت...
تقارير عديدة افادت ان الكنائس خاصة الانجيلية تشجع هؤلاء المهاجرين على الاقبال الى الايمان المسيحي، من خلال تقديم دروس عن المسيحية، وعقد لقاءات متابعة شخصية فردية، ومنح المساعدات الغذائية".
وحول اسباب عزوف الجمعيات الاسلامية والمساجد بدور تضامني وحملات مساعدة لهؤلاء، يقول المراقبون بحسب ما تتبعت لينغا، ان "الجمعيات الاسلامية والمساجد تابعة للجهات التي تقدم لها الدعم، وفي اسبانيا تجد جمعيات ومساجد تابعة للجزائر وللمغرب وللعربية السعودية وللإمارات وللكويت وغيرها من الدول، ولهذا فان كل جمعية او مسجد يخضع لسياسة داعمه".