فتاة آشورية بقيت لمدة عام اسيرة لدى تنظيم الدولة الإسلامية تروي قصتها

سألني كثيرون إن كنت أحس بأن عليّ الانتقام ممّن ألحقوا الأذى بعائلتي”. “لقد سلبوني كل ذكريات طفولتي (فمنزلها قد دمّر، و كذلك كنيسة القرية). لكني إن قابلت أحدهم لن يكون الانتقام هدفي فهؤلاء لا يعرفون شر
12 ديسمبر 2018 - 11:48 بتوقيت القدس
لينغا

في عام 2016 قالت جوزفين لآسيا نيوز:”لقد كان وقتا عصيبا، لا لأننا فقدنا حريتنا فقط، لقد كنا في خطر طوال الوقت. حاولوا فرض معتقداتهم الشريرة علينا، لكن الأسوأ من هذا كان حقيقة أننا مجبرون على العيش في بيئة لا ننتمي إليها. و كات الصلاة الشيء الوحيد الذي أعطانا القوة للحفاظ على ايماننا”.

جوزفين مارتن تمراس فتاة آشورية بقيت لمدة عام أسيرة في أيدي عناصر الدولة الإسلامية.

فقد كانت جوزفين واحدة من بين 230 مسيحيا ممن اختطفتهم الدولة الإسلامية من نهر الخابور قرب تل تمر في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا. بعد الاختطاف، أطلق الإرهابيون سراح أول مجموعة مؤلفة من 19 مسيحي بعد دفع فدية قدرها حوالي 1700 دولا عن كل منهم. ولاحقا، وبعد الوساطة، تم التوصل إلى اتفاق للإفراج عن جميع السجناء. لكن كمينًا استهدف قافلة نقل السجناء كان كفيلاً بإفشال كل شيء.

وقع هذا عندما قامت الدولة الإسلامية بشن هجوم على القرى الآشورية شمال شرق سوريا.  ثلاثة من الرهائن على الأقل قد أعدموا.

وبحسب مصادر لينغا، فإن لهذه المنطقة أهمية استراتيجية كبيرة لأنها تربط الأراضي السورية والعراقية الخاضعة للجهاديين الاسلاميين، كما أنها قريبة من تركيا فتكون بذلك ممرًا للأسلحة والمقاتلين. وكان من بين ضحايا الخطف زوج و حماة و ثلاثة أطفال و أفراد آخرين من أسرة كارولينا حزكور، رئيسة كاريتاس في الحسكة. عاشت لعدة أشهر في عذاب و قلق ورعب.

قبل بضعة أسابيع في 22 شباط، بعد سنة تماما من بدء هذا الكابوس، استطاعت معانقة أحبائها من جديد. و تتحدث ابنتها جوزفين عن تجربتها في أيدي داعش.

قالت:”لم يستخدموا العنف الجسدي لكن الألم النفسي الذي لحق بنا كان أقسى بكثير. على سبيل المثال، في أحد الأيام أتى أحد القادة واختار فتاة آشورية لم تبلغ السادسة عشرة لتكون عبدته. كان الرجل يبلغ من العمر 25 عاما. وحتى اليوم لا نعلم ما الذي حل بها. هذا ليس سوى مثالا واحدا فقط عما رأيناه في الأسر بين يدي الجهاديين”.

و أضافت جوزفين أن هدفهم كان “إدخالنا الإسلام”، و حتى يقوموا بهذا استخدموا “الأسلحة وحاولوا إضعافنا” نفسيا وجسديا. “لقد كانت صدمة بالنسبة لهم عندما قلت أني لن أتخلى عن إيماني.

“لقد كان من المستحيل أن نعرف متى يطلقون سراحنا”. “عندما كنا نسألهم، كانوا يجيبون بالمزيد من الأكاذيب. حتى عندما كنا في الحافلة التي تقلّنا إلى المنزل، لم نكن نعلم شيئا عن مصيرنا”. لكن “هذه التجربة قد علمتني الكثير. لقد علمتني أن أتحلى بالصبر، خاصة عندما يكون المرء وحيدا. لقد فصلوني عن إخوتي ووالدي في الحال، فمن وجهة نظرهم على الرجال والنساء أن يبقوا منفصلين”.

كما أثرت تجربة الخطف هذه على والدة جوزفين، كارولين حزكور التي ترأس مركز كاريتاس في الحسكة،  التي استطاعت تجنب التعرض للاختطاف ليلة 22 شباط 2015 بواسطة الحظ. فبدلاً من العودة إلى قرية تل جزيرة، قبلت نصيحة زملائها وبقيت في الحسكة. لكنها مرت بهذه التجربة العصيبة لمعرفة أن عائلتها قد وقعت في أيدي الدولة الإسلامية بينما عليها أن تواصل عملها مع كاريتاس والابتسامة تعلو وجهها والحماس كبير كما كان من قبل.

وقالت لآسيا نيوز:”لقد جعلتني هذه التجربة أدرك قوة الإنجيل”. فعندما كان يسوع مع تلاميذه وسط البحر الهائج ودعوه لينقذهم، وبخهم يسوع على قلة إيمانهم. “لقد استمديت القوة من هذه الكلمات وقررت أن أتحلى بالصبر، وأن أقوم بعملي بحب، و كلّي ثقة في أن الله بجانبي”. تابعت:”إن الصلاة لما شعرت بالسلام في أعماقي، كنت أعلم أن لا حاجة للخوف فقد كان الرب يسوع معي”.

والآن وقد عادت عائلتها، و جميع أقربائها بخير، هدفها هو ضمان مستقبل لأولادها بدءا من التعليم والمدرسة والجامعة. تقول:”قمت باستئجار شقة تتسع لجميع أفراد عائلتي، فنحن الآن نازحون، كالكثيرين في البلاد ممن فقدوا منازلهم”.

المهم الآن هو مساعدة العائلة للتغلب على الصدمة النفسية التي مروا بها، و خاصة الزوج “الذي كان بين من ارتدوا الزي البرتقالي (التي تلبسها الدولة الإسلامية لمن يحكم عليهم بالإعدام) ورأى بعينه إعدام ثلاثة من أصدقائه”. تأمل كارولين أن تعود سوريا كما كانت في السابق “مثالاً للتعايش والتآخي بين الأديان”.

عندما كانت عائلتي محتجزة، كنت أتفاوض من أحد الإرهابيين شخصيا للإفراج عنهم. بدأت بحوار معه حول الدين، بما في ذلك المسيحي، و حاولت أن أشرح له ما هي المسيحية. أرسلت له 5 نسخ من الإنجيل مع شرح، لأقدم له الإيمان المسيحي وأجعله يفهم أن نهجنا قائم على السلام.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
قد يهمك ايضا