تم التحقيق مع اثنين من الرعاة ينتمون إلى كنيسة في مقاطعة قانسو الصينية بعد أن اتهمتهم السلطات المحلية بإقامة معسكر صيفي مسيحي غير قانوني للشباب.
وذكرت وكالة أنباء محلية أن نحو 80 طفلا تتراوح أعمارهم بين 10 و 14 عاما كانوا يجتمعون في اجتماع للشبيبة الناشئة لمدة أسبوع عندما أغارت الشرطة على المخيم في مدينة تيانجين الشمالية وأغلقته.
وقال مصدر لإحدى وكالات الأنباء المسيحية "هناك أشخاص في الحكومة يريدون الخروج من الوضع الحالي. لا يسمحون للكنيسة أن تكون موجودة ويجب أن تكون مضيّق عليها".
ويواجه المسيحيون في الصين في هذه الفترة موجة غير مسبوقة من الإضطهاد بينما تشن الحكومة حملة ضد المؤمنين الإنجيليين بحسب مصادر لينغا.
في الأشهر الأخيرة، تم إغلاق المئات من "كنائس المنازل"، وحظر الكتاب المقدس، وتم منع الأطفال من حضور خدمات الكنيسة وتقطيع صور المسيح واستبدالها بملصقات للرئيس الشيوعي الصيني.
ووفقًا لمنظمة التضامن المسيحي العالمية (CSW)، فقد اضطرت بعض الكنائس إلى "غناء الأغاني الوطنية والمؤيدة للشيوعية في خدمات الكنيسة".
وقال الرئيس التنفيذي للمنظمة: "إننا نشعر بقلق بالغ إزاء القيود المفروضة على مسيحيي الكنائس المسجلين وغير المسجلين في الصين، وندين كذلك الإعتقال التعسفي للمواطنين فيما يتعلق بدينهم أو معتقدهم، بما في ذلك المسيحيون وأتباع الديانات الأخرى".
وتقول الأبواب المفتوحة، وهي منظمة تتعقب الإضطهاد الديني، ان الصين أصبحت الآن ضمن أفضل 50 دولة حيث يصعب فيها ممارسة المسيحية. وقالت "كل المسيحيين يتعرضون للإفتراء وهو ما يبدو أنه يؤيد الإعتقاد السائد بأن الحزب الشيوعي يعتمد على هوية ثقافية صينية موحدة للحفاظ على سلطته"، وأضاف أن المسيحيين، على وجه الخصوص، يتم التحوط عليهم من قبل السلطات، فالمسيحية هي أكبر قوة اجتماعية في الصين لا تسيطر عليها الدولة ".
تأتي حملة القمع الشعبية في الوقت الذي يستمر فيه عدد السكان المسيحيين في الصين في النمو السريع. ويتوقع فنغانغ يانغ ، خبير الصين في جامعة بوردو، أن الدولة الشيوعية يمكن أن تصل إلى 160 مليون مسيحي بحلول عام 2025 و 247 مليون بحلول عام 2032، مما يجعلها أكبر دولة مسيحية في العالم.
وكتب إيان جونسون، مؤلف كتاب "أرواح الصين: عودة الدين": "مهما يكن الرقم الدقيق، فإن الحقيقة هي أن المسيحية الإنجيلية أصبحت جزءًا ديناميكيا من المشهد الديني في الصين، خاصة في أكبر مدنها وفي أوساط شعبها الأكثر تعليما".
ويقول المراقبون الصينيون إن هذه الأرقام تثير الإنزعاج لدى السلطات في بكين التي تنظر بشكل متزايد إلى نمو المسيحية كتهديد لأمن وثقافة الصين الوطنية.
يذكر أنه منذ أن تولى الرئيس الصيني شي جين بينغ السلطة، ازدادت رقابة الحكومة على المسيحيين، مما دفع 34 كنيسة في بكين إلى إصدار بيان مشترك في أواخر يوليو حث السلطات على احترام الحرية الأساسية وحقوق المواطنين المتدينين.