تقرير ختامي لجمعية مغربية يرصد انتهاكات ضد المسيحيين

وأضاف أن مواطنين تقدموا بشكاية إلى الدرك الملكي بدعوى أنه مسيحي ويقوم بالتبشير، كما أن عون سلطة بالملحقة التي يسكن فيها قد طلبه بالتوجه إلى مركز الشرطة
16 يوليو 2018 - 12:33 بتوقيت القدس
لينغا

رصد تقرير ختامي لجمعية مغربية انتهاكات واضحة مؤخرًا ضد المسيحيين وغيرهم من الأقليات في المغرب، وقد قمنا في لينغا بوضع التقرير كما هو، وهذا نصه: 

الجمعية المغربية للحقوق والحريات الدينية Association marocaine pour les droits et libertés religieux 

الناظور في: الأحد 15 يوليو 2018

تقرير اللقاء التواصلي بين الأقليات الدينية ومسؤولي المنظمات الحقوقية بالناظور

في إطار الجولة الوطنية التي تنظمها الجمعية المغربية للحقوق والحريات الدينية، وبعد اللقاء التواصلي مع الأقليات الدينية بكل من طنجة تطوان، تم تنظيم لقاء تواصلي مفتوح مع الأقلية المسيحية والشيعية بحضور حقوقيين عن الهيئة المغربية لحقوق الإنسان والجمعية المغربية لحقوق الإنسان وأعضاء المكتب التنفيذي للجمعية المغربية للحقوق والحريات الدينية بالناظور يوم الأحد 15 يوليوز 2018 بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالناظور انطلاقا من الساعة الثانية عشر إلى حدود الساعة الثالثة زوالا.

وحضر هذا اللقاء عدد 30 شخصا ينتمون للأقلية المسيحية والشيعية في الناظور والحسيمة والدريوش، كما تميز هذا اللقاء بتعيين مندوب الجمعية المغربية للحقوق والحريات الدينية بالناظور ـ الحسيمة والاستماع لمعاناة المكونات الدينية غير المعترف بها وتقوية جسور التواصل بين هذه الفئة والحقوقيين مسؤولي المنظمات الحقوقية بالمنطقة.

بعد افتتاح اللقاء من طرف السيد رئيس الجلسة، تدخل السيد حكيم الباني، في إطار جلسة للاستماع لمعاناة المنتمون للأقليات الدينية، وقال في مداخلته إن اعتناقه للديانة المسيحية عرضه لمجموعة مـن المضايقات أبرزها عائلية ومجتمعية وأخرى صادرة عن المؤسسات الأمنية كالدرك الملكي وأعوان السلطة.

ووفقا لهذا المواطن المسيحي منذ 5 سنوات والبالغ من العمر 27 سنة، فإن أخوه قام بقطع كتبه الدينية المسيحية، منها الكتاب المقدس، وتعنيفه بالزجاج ما أدى إلى فقدان عضلات أصابعه اليمنى، وإجراء عملية جراحية بدعم من بعض أصدقائه المسيحيين، كما أنه لم يعد باستطاعته العمل، وتم طرده من طرف عائلته الموجودة بالدريوش، وتحديدا منطقة العسرة بن طيب، وهو حاليا يعيش مع أحد أصدقائه بالناظور. حسب مداخلته  

وكشف المتحدث أن السلطات الأمنية قد طردت صديقه المسيحي الأمريكي المسمى "روبيرت" في غشت سنة 2016، وهو الشخص الذي كان ينظم صلوات مسيحية في كنيسة منزلية يحضرها مجموعة من المسيحيين، وأشار حكيم أن شرطة الحدود المحسوبة على الأمن الوطني قد سبق وقامت بتعريض شخصه للإهانة في مركز تابع لها بحدود مليلية، وذلك بسبب حمله لصليب مسيحي.

وقال في مداخلته إنه تعرض للتهديدات بالقتل وتعنيفه من طرف محسوبين على عائلته بدعوى أن إيمانه بالمسيحية قد أساء للنشاط التجاري الذي تقوم به العائلة وذلك بعد حملة تشهير قادتها شخصيات غير معروفة ضد تجارتهم بسبب دين إبنهم الصغير.

وأضاف أن مواطنين تقدموا بشكاية إلى الدرك الملكي بدعوى أنه مسيحي ويقوم بالتبشير، كما أن عون سلطة بالملحقة التي يسكن فيها قد طلبه بالتوجه إلى مركز الشرطة للتحقيق معه، ما جعله يهرب نحو الناظور خوفا من الاعتقال وتنفيذ التهديدات التي توصل بها.

وحسب حكيم، فقد تعرض للعنف على يد مواطن بمقهى بالمنطقة التي يسكن فيها، باستعمال عصى حديدية، والسب باستعمال عبارات عنصرية لها علاقة بمعتقده، كما تعرض للسب بعبارات "تفو المسيحي".

وقال حكيم إن هذه المضايقات والعنف الذي تعرض له قد أصابه بأمراض نفسية وعصبية خطيرة، وهو الأن عاطل لا يستطع العمل بسبب الضرب الذي تعرض له بالزجاج في يده.

من جهته، قال عبد المجيد الشلخة، وهو مسيحي الديانة وعضو الجمعية المغربية للحقوق والحريات الدينية، إن صديقه المسمى محمد يولال الساكن بالدريوش، اعتنق المسيحية عن طريق حكيم الباني، قد انتحر شنقا سنة 2016 بسبب ضغوطات عائلية ومجتمعية طلبته بالرجوع لاعنتاق الديانة الإسلامية، كما أن أشخاصا محسوبين على أسرته قد عرضوه للعنف الجسدي.

وأبرز عبد المجيد في مداخلته أن محمد قيد حياته كان يشتكي من الخوف والعنف والسب الذي يتعرض له بسبب إيمانه وتصريحه أنه سيتبع المسيح.

من جهة أخرى، قال كشف عبد المجيد عن مسيحيين مغاربة يوجدون حاليا في مـليلية بمركز اللجوء (سيتي)، بعدما تعرضوا للعنف وامتهان الكرامة، أبرزهم جواد وكريم من أصول منطقة بريد شينو الموجودة ببني أنصار. وتعرف عليهم في كنيسة توجد بمليلية تسمى "هوكاردي ديليبروس". وفق مداخلته

وعن حالة كريم، قال إنه تعرض للاحتجاز داخل منزل وتم الضغط عليه لاعتناق الاسلام وإعلان التوبة، وتم تخديره بأقراص (نورداز) الخاصة بمرضى الأعصاب، قبل أن يتمكن من الهروب نحو مليلية وتقدم بطلب لجوء سياسي. 

من جهته، قال جواد الحامدي، رئيس الجمعية المغربية للحقوق والحريات الدينية، أنه سيقوم في الأيام المقبلة بالتواصل مع عائلة محمد يولال الذي قيل إنه انتحر بمنطقة "إعداويين" التابعة للدريوش، بسبب ضغوطات ذات الصلة بمعتقداته، للتأكد من هذا الأمر من خلال نتائج التحقيق الذي أجرته النيابة العامة

وقال رئيس فرع الهيئة المغربية لحقوق الإنسان بزايو، أن موضوع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة على أساس الدين تعتبر جديدة على الحقوقيين بصفة عامة، ولم يسبق للهيئة أن اشتغلت عليها.

وأضاف، نحن في فرع الهيئة مستعدين تماما للتواصل مع هؤلاء الضحايا وتعزيز الحريات الدينية في الجهة، مشيرا أن سبب هذه الانتهاكات هو غياب الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلاد بشكل عام.

أما رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الناظور، فقد أكد أن جمعيته مع حرية المعتقد باعتبارها مرجعية حقوقية نؤمن بها، ومستعدين لمتابعة أي خروقات في هذا الجانب والمؤازرة لضحايا الاتنتهاكات وتوفير المحامين لهم. مشيرا أن الحقوقيين بالـamdh  لا يوجد ما يمنعهم لرصد أي انتهاك ضد أي مواطن بسبب دينه أو معتقده أو فكره وغيره.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا