اكتشاف موقع غرق السفينة التي كانت تقل الرسول بولس الى روما في مياه جزيرة مالطا

كورنيوك جند مجموعة من أفضل الرجال يعرفون البحر في مالطة ، وهم صيادي مالطة ، وبدأ بالبحث مع الصيادين الذين يعرفون الطقس والتيارات وتضاريس المحيط، فأخذوه معهم وشرحوا له كل الأماكن المحتملة لغرق سفينة بو
02 يوليو 2018 - 21:34 بتوقيت القدس
لينغا

حوالي العام 60 بعد الميلاد، كان الرسول بولس في طريقه إلى روما من جزيرة كريت، وفي تلك الرحلة حولت ريح شديدة السفينة عن مسارها، وهذا نص الكلام الموجود في سفر أعمال الرسل أصحاح 27  من 27 إلى 44 عن هذه الحادثة:


"فلما كانت الليلة الرابعة عشرة، ونحن نحمل تائهين في بحر ادريا، ظن النوتية، نحو نصف الليل، انهم اقتربوا الى بر. فقاسوا ووجدوا عشرين قامة. ولما مضوا قليلا قاسوا ايضا فوجدوا خمس عشرة قامة. واذ كانوا يخافون ان يقعوا على مواضع صعبة، رموا من المؤخر اربع مراس، وكانوا يطلبون ان يصير النهار. ولما كان النوتية يطلبون ان يهربوا من السفينة، وانزلوا القارب الى البحر بعلة انهم مزمعون ان يمدوا مراسي من المقدم، قال بولس لقائد المئة والعسكر:«ان لم يبق هؤلاء في السفينة فانتم لا تقدرون ان تنجوا». حينئذ قطع العسكر حبال القارب وتركوه يسقط.وحتى قارب ان يصير النهار كان بولس يطلب الى الجميع ان يتناولوا طعاما، قائلا:«هذا هو اليوم الرابع عشر، وانتم منتظرون لا تزالون صائمين، ولم تاخذوا شيئا.  لذلك التمس منكم ان تتناولوا طعاما، لان هذا يكون مفيدا لنجاتكم، لانه لا تسقط شعرة من راس واحد منكم».ولما قال هذا اخذ خبزا وشكر الله امام الجميع، وكسر، وابتدا ياكل. فصار الجميع مسرورين واخذوا هم ايضا طعاما. وكنا في السفينة جميع الانفس مئتين وستة وسبعين.
 ولما شبعوا من الطعام طفقوا يخففون السفينة طارحين الحنطة في البحر. ولما صار النهار لم يكونوا يعرفون الارض، ولكنهم ابصروا خليجا له شاطئ، فاجمعوا ان يدفعوا اليه السفينة ان امكنهم. فلما نزعوا المراسي تاركين اياها في البحر، وحلوا ربط الدفة ايضا، رفعوا قلعا للريح الهابة، واقبلوا الى الشاطئ. واذ وقعوا على موضع بين بحرين، شططوا السفينة، فارتكز المقدم ولبث لا يتحرك. واما المؤخر فكان ينحل من عنف الامواج. فكان راي العسكر ان يقتلوا الاسرى لئلا يسبح احد منهم فيهرب. ولكن قائد المئة، اذ كان يريد ان يخلص بولس، منعهم من هذا الراي، وامر ان القادرين على السباحة يرمون انفسهم اولا فيخرجون الى البر، والباقين بعضهم على الواح وبعضهم على قطع من السفينة. فهكذا حدث ان الجميع نجوا الى البر".

في خليج القديس بولس في مالطا توجد بقعة يعتقد الكثيرون أن سفينة الرسول بولس جنحت هناك قبل ألفيّ سنة ، ولكن عندما زار المحقق الجنائي السابق في لوس أنجلوس "بوب كورنيوك" مالطا، وجد أن سرد الإنجيل لا يتطابق مع موقع القديس بولس، فأمضى عشر سنوات يبحث عن الموقع الحقيقي لغرق السفينة، بدأ بوب بحثه من صفحات الإنجيل، لب القصة تمحور حول المراسي الأربعة، فهل بالإمكان العثور عليها؟ 

يقول بوب: بحثت في الإنجيل وقلت هل يمكن أن أجد الحل كما لو أنها جريمة؟ هل يمكنني اعتماد الدليل الموجود في الإنجيل وإيجاد المراسي المفقودة؟  
في الفصلين الأخيرين من أعمال الرسل تفاصيل كثيرة، فسجل بوب 4 عوامل يجب أن تتطابق معاً لإيجاد الموقع الحقيقي، وهي: 
 - خليج مع شاطىء 
- ما يسمى "ريف رملي" حيث يلتقي بحران
- قاع البحر بعمق حوالي 90 قدماً 
- مكان سوف لا يعتمده البحارة 

كورنيوك جند مجموعة من أفضل الرجال يعرفون البحر في مالطة ، وهم صيادي مالطة ، وبدأ بالبحث مع الصيادين الذين يعرفون الطقس والتيارات وتضاريس المحيط، فأخذوه معهم وشرحوا له كل الأماكن المحتملة لغرق سفينة بولس إستناداً إلى السرد الموجود في الإنجيل.

ولإيجاد الجانب الأكثر معقولية، اتصل كورنيوك بغراهام هات خبير عواصف البحر الأبيض المتوسط ، الذي درس العواصف وتقلبات الطقس في البحر المتوسط على مدى ثلاثين عاماً ،خبرة هات ساعدت في فهم قرائن سفر أعمال الرسل ، فتبين أن السفينة انحرفت نحو الشمال الغربي، والخليج الوحيد المطابق لبحث هات، يدعى خليج القديس توما.

وفي أحد الأيام اكتشف بوب أمراً مثيراً بالصدفة، عن طريق غوّاص أخبره قصة مدهشة، حيث قال له أنه في أواخر الستينات وأوائل السبعينات، قام هو وآخرون بانتشال 4 مراسي من قاع البحر بعمق حوالي 90 قدماً، المكان بالتحديد هو خارج خليج القديس توما بالقرب من ريف رملي يدعى Muxnar  ، قدمت المراسي لاحقاً للمتحف البحري الوطني، وتحليل الخبراء أكد أنها من العصر الروماني. 

يختم بوب: عندما ذهبت ورأيت المكان الذي وجدوا فيه المراسي، رأيت أن الشاطىء مطابق تماماً لوصف الإنجيل، كان هناك خليج مع شاطىء، وأيضاً ريف حيث يلتقي بحران، ركعت وشعرت بالرهبة اني ألمس هذا الجسم الذي جاء إلينا من صفحات الإنجيل. 

اليوم هذه المراسي مركونة في زاوية في متحف باليتا البحري.  

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا