فايننشيال تايمز: مسيحيو لبنان يدمرون أنفسهم بالخلاف حول الرئيس

حذرت صحيفة الفايننشيال من "استمرار أزمة الرئاسة في لبنان حيث لا يزال المنصب شاغرًا منذ أكثر من عام"، مشيرة إلى "أن لبنان البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي يشترط أن يكون الرئيس مسيحيًا".
02 يونيو 2015 - 19:45 بتوقيت القدس
ام.سي.ان

علم لبنان

حذرت صحيفة الفايننشيال من "استمرار أزمة الرئاسة في لبنان حيث لا يزال المنصب شاغرًا منذ أكثر من عام"، مشيرة إلى "أن لبنان البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي يشترط أن يكون الرئيس مسيحيًا".

وقالت الصحيفة البريطانية، في تقرير على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين، "إن بالنظر إلى وضع المسيحيين الذي يزداد هشاشة في منطقة الشام؛ إذ أنهم يقعون في مرمى النيران الطائفية للصراع الملتهب بين السنة والشيعة، فإن استمرار الفوضى بشأن انتخاب الرئيس يعني دمارًا ذاتيًا، فضلًا عن أهمية الأمر لتماسك ذلك البلد الهش".

وأشارت إلى "أن ذلك البلد الذي عانى غياب رؤساء ورؤساء وزراء من قبل، نتيجة للاغتيالات، نادرًا ما كان قادرًا على إجراء انتخابات في موعدها".

وتلخص الصحيفة أزمة الرئاسة في "الانقسامات المسيحية بين العماد ميشال عون والقادة المارونيين". وتوضح "أن عودة الجنرال ميشال عون بعد 15 عامًا في المنفى في باريس عام 2005 - عقب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري - كان سببًا في انسحاب القوات السورية من لبنان، لذا يعتبره مؤيدوه شارل ديجول اللبناني. لكن اتجه عون للتحالف مع حزب الله، الشيعي الحليف المقرب من سوريا والمدعوم من إيران".

وعلى الجانب الآخر يقف القادة شبه العسكريين السابقين، الذين ينتمون للطائفة المارونية، والمتحالفون مع الكتلة السنية برئاسة سعد الحريري، رئيس الوزراء السابق، وهم يرفضون الطموحات الرئاسية لعون.

وأشارت إلى "أن حزب الله كان يقف وراء الفراغ الرئاسي عام 2007، وكذلك الفراع الحالي بعد مشاركته في الحرب السورية منذ عام 2013 لمساندة الرئيس بشار الأسد. حيث سعى للإطاحة بالحكومة لإحكام قبضته على الأجهزة الأمنية في لبنان".

والحكومة اللبنانية الحالية هي مؤقتة، لأن الانتخابات التي كانت مقررة فى 2013 لم تجر، إذ لم يتمكن النواب من التوافق على قانون الانتخابات الذي يؤمن إعادة انتخابهم، وهؤلاء هم نفس النواب غير القادرين على التوافق على رئيس جديد، في مواجهة عدم اكتمال النصاب القانوني بسبب مقاطعة كتلة عون وحزب الله".

وتتابع الصحيفة "أن الانقسام المسيحي يناسب حزب الله، الذي يريد إعادة فتح اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية ووزع المناصب السيادية مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، إذ ترغب تلك الجماعة الشيعية في تقسيم التمثيل إلى ثلاث أثلاث متساوية بين المسيحيين والسنة والشيعة".

وتخلص الفايننشيال تايمز محذرة من "أن حالة الفوضى المسيحية في لبنان بسبب الرئاسة، التي تشكل منبع الشرعية السياسية لهم ومنارة للمسيحيين العرب أمام التهديدات التي يواجهونها في أنحاء المنطقة، تحمل مقومات تدمير الذات". ونقلت عن دبلوماسي أوروبي على اطلاع بشئون المنطقة قوله: "أعتقد أنهم يقومون بانتحار جماعي، إنهم ببساطة غير مستعدين للصالحة فيما بينهم".

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
قد يهمك ايضا