العلم الماليزي بالقرب من الكنيسة الكاثوليكية في كوالامبور، تصوير AFP
صادرت السلطات 321 نسخة من الكتاب المقدس من جمعية الكتاب المقدس في ماليزيا يوم الخميس واستوجبت اثنان من المسؤولين المسيحيين في مركز الشرطة المحلّي.
وصرّح رئيس جمعية الكتاب المقدّس في ماليزيا بأنّه تم إخبار اثنين من المسؤولين في الجمعية بأنّه يتم استجوابهما في مركز الشرطة المحلّي وفقاً للقانون المحلّي الذي يمنع استخدام كلمة الله من قبل غير المسلمين.
وأضاف قائلاً إنّ الكتب المقدّسة مكتوبة بلغة المالاي وتمّ استيرادهما من اندونيسيا حيث يتم التحدّث بهذه اللغة هنالك أيضاً. كانت بعض الكتب المقدّسة مكتوبة بلغة الإبان وهي لغة يستخدمها سكّان ماليزيا الأصليين. وحسب قوله: "لطالما استخدمنا الكتب المقدّسة منذ انشئت الجمعية عام 1985، حتّى قبل ذلك. وهذه هي المرّة الأولى التي تتم مداهمة المكان لدينا."
بالرغم من أنّ السلطات الإسلامية أخبرت رئيس الجمعية بأنّ لديهم النفوذ لمداهمة وحجز الكتب المقدّسة التي تحتوي على"كلمة الله" في داخلها، إلا أن مجلس الكنائس في ماليزيا أصدر تصريحاً قائلاً إنّ القادة المسلمين ليس لديهم الحق في فعل ذلك.
الاغلبية المسلمة: كلمة الله حصرية للمسلمين، تصوير BBC
وأيضاً بأنّه يجب أن يقوم رئيس الوزراء والمشرّعين المسيحيين بالتصرّف فوراً من أجل إيقاف هكذا أفعال ومداهمات أخرى. ودعا المجلس الكنائس لتحافظ على هدوئها وأن تصلّي بأن تتصرّف السلطات بكل حكمة وحساسية وتحمي الحقوق الدينية كما جاءت في الدستور الفدرالي.
لقد استمرّ الجدال حول استخدام كلمة "الله" لعدّة سنوات في ماليزيا. في عام 2009، هدّدت وزارة الداخلية بإيقاف عمل صحيفة كاثوليكية إذا استمرّت في استخدام كلمة الله للتعبير عن الإله. يجادل المسلمون بأنّ استخدام المسيحيين لكلمة "الله" قد يسبب الإرتباك والتحويل المحتمل من الديانة الإسلامية إلى المسيحية، بينما يجادل المسيحيون بأن كلمة "الله" هي الترجمة الأكثر صحّة للإله في لغة مالاي وتمّ استخدامها لعدّة عقود.
وفي النهاية، حكمت المحكمة العليا بإلغاء هذا المنع الذي يحظر استخدام كلمة "الله" من قبل غير المسلمين. هذا ويشكّل المسيحيون ما نسبته 9% من الكثافة السكانية من ماليزيا التي يبلغ عدد سكّانها 28 مليون.