عرب كركوك يطالبون بإيقاف هجرة المسيحيين ويؤكدون: يجب الصبر على الضيم والعودة من المنافي لبناء البلد

وقال رئيس المجلس عبد الرحمن منشد العاصي، إن "موقف عرب كركوك النابع من الإطار الوطني والحرص على وحدة العراق والعلاقة التاريخية مع جميع المكونات خاصة المسيحيين الذي نشهد لهم بإنسانيتهم ووطنيتهم"
18 نوفمبر 2013 - 19:43 بتوقيت القدس
وكالات

طالب المجلس السياسي العربي، يوم الأحد، بإيقاف هجرة المسيحيين من العراق، وفيما بيّن أن موقف المجلس يقف بالضد من التهجير الداخلي في كثير من أحياء بغداد وحزام ديالى، وفيما أكد أن عمليات التهجير جاءت نتيجة إحتلال العراق الذي يعد "جريمة العصر"، دعا جميع اطياف الشعب العراقي ومنهم المسيحيين الى"الصبر على الضيم والعودة من المنافي".

وقال رئيس المجلس عبد الرحمن منشد العاصي في حديث الى (المدى برس)، إن "موقف عرب كركوك النابع من الإطار الوطني والحرص على وحدة العراق والعلاقة التاريخية مع جميع المكونات خاصة المسيحيين الذي نشهد لهم بإنسانيتهم ووطنيتهم" .

وأضاف العاصي أن "موقف المجلس السياسي العربي يقف أيضا بالضد بوجه التهجير الذي يطال حاليا العراقيين في كثير من أحياء بغداد وحزام وديالي في أغلب أماكنها"، مبينا أننا "نناشد كل أطياف العراقيين من مسلمين ومسيحيين التمسك بأرضهم والتشبث بالبيت والسكن".

وبيّن رئيس المجلس السياسي العربي أن "ماخلفه الإحتلال لم يكن مسبوقا في العراق والكل يعلم أي بلد يطاله الأحتلال تظهر الكثير من الظواهر المرفوضة في حياة الشعوب الآمنة وجريمة العصر هي إحتلال العراق التي ستبقى شاخصة أمام ذات المحتل".

وتابع العاصي "لنقف في وجه التهجير ونقول للجميع خاصة المسيحيين  لاتتركوا البلد للطارئين ولنتمسك بوحدة العراق ولتتوقف هجرة العوائل ونرفع صوتنا مع الأصوات الخيرة ونصبر على الضيم بل ونطالب كل أهل العراق في المنافي بالعودة لنعمر البلد مجددا بإعادة كل الكفاءات والخبرات لتأخذ مكانها ونضبط وقتنا للبناء الذي يضيع بالأشهر من خلال الإصلاح والتوعية لعمل الأحسن".

وخاطب رئيس المجلس السياسي العربي المسيحيين قائلا "عودوا لعراقكم وعودوا الى بغداد والبصرة والعمارة والموصل وكركوك ودهوك ولنعمل كلنا من أجل عراق أمن وسالم".

وكان رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، البطريرك مار لويس ساكو الأول دعا ، في 14 من تشرين الاول 2013 ، المسيحيين العراقيين إلى التمسك بأرضهم وتراثهم، وفي حين دعا المهاجرين منهم إلى العودة لوطنهم الأم، أكد أن ذلك يسهم بجعلهم أصحاب ثاني ديانة وثالث قومية في البلاد.

يذكر أن رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم البطريرك مار لويس ساكو الأول، طالما دعا المسيحيين إلى التمسك بالأرض وعدم مغادرة البلاد، ليصبحوا مهاجرين وأجانب في الشتات، وآخرها خلال زيارته الأسقفيات المشتركة والكنائس في قرى مناطق زاخو والعمادية، في محافظة دهوك،(460 كم الى الشمال من العاصمة بغداد)، خلال آب 2013.

وكان عدد المسيحيين في العراق انخفض بعد حرب سنة 2003، بحسب إحصاءات غير رسمية، من 1.5 مليون إلى نصف المليون، بسبب هجرة عدد كبير منهم إلى خارج العراق وتعرض العديد إلى الهجمات في عموم مناطق العراق، خصوصاً في نينوى وبغداد وكركوك.

ويتعرض المسيحيون في العراق إلى أعمال عنف منذ سنة 2003 في بغداد والموصل وكركوك والبصرة، من بينها حادثة خطف وقتل المطران الكلداني الكاثوليكي بولس فرج رحو في آذار 2008، كان أبرزها حادثة اقتحام كنيسة سيدة النجاة من قبل مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة في سنة 2010.

وتعرضت كنيسة سيدة النجاة التي تقع في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد، لاقتحام من قبل مسلحين ينتمون إلى تنظيم القاعدة، في الحادي والثلاثين من تشرين الأول 2010 الماضي، احتجزوا خلالها عشرات الرهائن من المصلين الذين كانوا يقيمون قداس الأحد، وأسفر الاعتداء عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 125 شخصاً، وقد تبنى الهجوم تنظيم ما يعرف بـ"دولة العراق الإسلامية" التابع لتنظيم القاعدة، مهدداً باستهداف المسيحيين في العراق مؤسسات وأفراد.

وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمائة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم في الثمانينيات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى الخارج بعد أحداث غزو العراق.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا