مع اهتزاز الفكرة القومية وتنامي الحركات الاصولية الرافضة للاخر عادت مشكلة الاقليات الى دائرة التفاعل والاهتمام.
أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان أن تراجع عدد المسيحيين في الشرق يعود إلى العنف والصراع العربي ـ الاسرائيلي وتوالي الانتكاسات على عدة أصعدة. وقال سليمان يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول في كلمة له خلال رعايته "المؤتمرالعام الأول لمسيحيي المشرق" إن "تضاؤل عدد المسيحيين الى نسبة ستة بالمئة في الشرق، هو نتيجة الاعمال العنفية واندلاع الصراع العربي الاسرائيلي وتوالي الانتكاسات على اكثر من صعيد، بالرغم من النهضة الادبية والعربية".
واعتبر سليمان أنه "مع اهتزاز الفكرة القومية وتنامي الحركات الاصولية الرافضة للاخر عادت مشكلة الاقليات الى دائرة التفاعل والاهتمام"، مشيرا إلى أن "الأخطار التي تهدد مسيحيي الشرق أصبحت معروفة وأهمها تقلص في الوجود وتراجع الدولة في القرار السياسي والاقتصادي واندلاع المسألة الدستورية بشأن مدى الفصل بين السلطة والمؤسسات، بالتزامن مع الحراك الشعبي".
كما أشار الرئيس إلى أن "ما يدعو الى تبديد القلق ان التحولات العاصفة لم تكرس في اي بلد الفكر الاحادي المطلق، وروح التسامح والاخآء التي طالما سادت على مساحة العالم العربي ووحدت الشعوب والقلوب"، معتبرا أن"معركة الدساتير الجديدة يجب أن تركز على ما يخدم وحدة المجتمعات والكرامة الانسانية على قاعدة ما توصلت اليه البشرية من مكتسبات بغض النظر عن عرقه او دينه".
وشدد سليمان على أن "نموذج الاستثناء اللبناني المميز قد يشكل منطلقا لنظام سياسي مشرقي جديد يؤدي الى انشاء دولة المواطنة الحقيقية، وقد رعى الكيان اللبناني حماية الاقليات الدينية وجميع الاقليات شكلت مكونات ثقافية وحضارية متنوعة في اطار من الوحدة والاغناء المتبادل"، مؤكدا أن "مستقبل المسيحيين لا يكون بالتقوقع والانعزال ولا يكون بالحماية العسكرية الاجنبية لانها مشروع بائد ومستفز، ولا يكون بالتماهي مع الانظمة غير العادلة والمتسلطة ويتناقض مع الظلم بل يكون بتعزيز منطق الاعتدال والانفتاح".