استعادت قوات النظام أجزاء واسعة من بلدة معلولا شمال دمشق، وما زالت تواصل، اليوم الخميس، مطاردة مقاتلي المعارضة في "بؤر صغيرة" متبقية، بحسب ما ذكر مصدر امني لوكالة فرانس برس.
ونقلت الوكالة عن المصدر أن "قوات الجيش تواصل تقدمها في معلولا، من أجل القضاء على المسلحين"، مشيرا إلى وجود "بؤر صغيرة لا يزال المسلحون يتحصنون فيها وقناصون"، كما لفت إلى صعوبة المهمة نظرا لكون "المنطقة معقدة جغرافيا".
ونفذت القوات النظامية، أمس الأربعاء، هجوما مضادا على معلولا، التي كانت مجموعات معارضة سيطرت عليها ليلة السبت، وحققت "تقدما كبيرا"، وتجاوزت الساحة الرئيسية للبلدة وصولا إلى دير مار تقلا في سفح الجبل، بحسب ما أكد الإعلام السوري الرسمي والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبث التلفزيون السوري صورا من داخل البلدة الخالية تقريبا من السكان، منذ بدء المعارك الأربعاء الماضي، وظهر في الصور جنود وسيارات عسكرية.
ونقلت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطة، عن مصادر شهدت المعارك "أن المسافة التي تفصل بين وحدات الجيش وفندق سفير معلولا، الذي يتحصن به المسلحون، باتت أقل من 500 متر"، موضحة أن "وحدات الجيش مصممة على دخول كل شبر في البلدة، وإعادة الأمن والاستقرار إليها وتطهيرها من المسلحين".
وتقع معلولا المعروفة بآثارها المسيحية القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر، في منطقة القلمون على بعد حوالي 55 كلم من دمشق.
وبدأت المعارك فيها إثر تفجير رجل أردني من جبهة النصرة، نفسه في حاجز للقوات النظامية عند مدخل البلدة. وحصل كر وفر بين الطرفين المتقاتلين.
وتعتبر البلدة من أقدم المناطق المسيحية في العالم، وتقع على خارطة المواقع السياحية البارزة في سوريا، وهي المكان الوحيد في العالم الذي لا يزال سكانه يتكلمون اللغة الآرامية، لغة المسيح.