أحمد الجار الله: شكرا لكم يا أقباط مصر

شكرا يا أقباط مصر، شكرا يا من أحبطتم مخطط الفتنة الإخوانية في أرض الكنانة، فهذا عهدنا بكم منذ الفتح الإسلامي، طلاب وحدة، حماة وطن، مؤمنون بالتعايش الوحدوي بين أبناء الشعب من دون تفرقة
18 أغسطس 2013 - 19:01 بتوقيت القدس
مصطفى عنبر / اليوم السابع

تصدرت افتتاحية صحيفة السياسة الكويتية يوم السبت مقالا لرئيس تحريرها، أحمد الجارالله، الكاتب المعروف، يثني فيه على موقف المسيحيين في مصر الذي وصفه بـ"التاريخي" تجاه المحاولات الإخوانية الأخيرة لإثارة الفتنة الطائفية، خاصة بعد قيام مسلحين بحرق عدد من الكنائس في عدد من محافظات مصر.

نص المقال:

شكرا يا أقباط مصر، شكرا يا من أحبطتم مخطط الفتنة الإخوانية في أرض الكنانة، فهذا عهدنا بكم منذ الفتح الإسلامي، طلاب وحدة، حماة وطن، مؤمنون بالتعايش الوحدوي بين أبناء الشعب من دون تفرقة، تتعالون على جراح يتسبب بها جهلة متطرفون حاقدون على الإنسانية، وليس فقط على من يخالفونهم الرأي.

شكرا لك سيادة البابا تواضروس الثاني، فأنت على خطى مار مرقس الذي نشر المسيحية في مصر منذ 1900 عام، تسير في طريقه التي عبّدها بالمحبة والوحدة، بمجاورة المسجد والكنيسة على الإيمان بالله الواحد ولهذا معكم نصلي "بحق الإله الواحد الذي نعبده جميعاً من أجل كل مواطن مصري ليكون درعاً لحماية الوطن من كل إرهاب ومن كل عنف"، كما معكم" نصلي من أجل أن يسود الهدوء والسلام بقاع مصر المحروسة في يد الله القوي والقادر والذي لا يعسر عليه أمر".

مرة أخرى تتجلى الصورة المصرية الحقيقية بالموقف البابوي الذي فوّت على الفتنويين الفرصة في شق الصف، فالاعتداء على بيوت الله، أيا كانت هويتها هو اعتداء على البشرية جمعاء، ومن يقدم القرابين على مذابح الوطنية برصّ الصفوف، لن يحصد إلا الخير الوفير، وهو خير بشرنا به، أتقياء حملوا رسالة سلام ووطنية صادقة على مر العصور، فكانوا خير حراس لوطنهم.

لقد أدركتم قصد الإرهابيين الإخوانيين من حرق الكنائس فقدمتموها قربانا على مذبح وحدة الوطن، ولم تأخذكم حماسة الانتقام ولا الإحساس بالضعف، بل كنتم ومازلتم أقوياء بوطنكم المحتاج اليوم إلى أصوات الحكمة والعقل التي تجلت في موقفكم المتنزه عن كل مآرب، غير التشبث بأرض استمدت اسمها منكم، ولم تنزلقوا في لعبة الأمم التي تريد جماعة الفسق والقتل والتخريب زج مصر بها عبر استدراج تدخلات خارجية تحت يافطة حماية الأقباط والأقليات، لإيمانكم أن الانتماء إلى الوطن لا يحتاج إلى حماية الخارج الساعي إلى تنفيذ مخططاته وتحقيق أهدافه على حساب الدم المصري.

في موقفكم التاريخي هذا وضعتم النقاط على الحروف، وأظهرتم للعالم أجمع أن هدف "الإخوان" ليس وحدة أرض الكنانة، ولا استقرار هبة النيل، إنما التقسيم والخراب والدمار، وهو للأسف ما لم تدركه بعض القوى التى لا تزال ترفع لواء الدفاع عن جماعة إرهابية يزدحم تاريخها بالدم والاغتيالات، وحاضرها مليء بالتآمر والخيانة، ورغم ذلك فان بعض السلطات الغربية والعربية تكيل بعشرات المكاييل، فلا هي تتخذ موقفا أخلاقيا أو سياسيا محقا، ولا رأت ما فعلته أيدي عصابة الكذابين القتلة من قتل وتخريب طوال الأشهر الماضية في مصر، بل وقفت ضد العالم، المسيحي والمسلم، المؤيد للشعب المصري في انتفاضته على حكم مرشد التكفير والإرهاب، فهل حافظت فرنسا على ثوابت ثورتها في الحرية والعدالة والمساواة، أم كانت بريطانيا في تحيزها إلى جانب الآتين من كهوف القرون الوسطى تناصر الديمقراطية، أم أن الولايات المتحدة الأميركية المتأرجحة مواقفها كالزئبق رأت ملايين المصريين الرافضين لتلك الظلامية الإرهابية التي حاول "الإخوان" تكريسها، أم كانت قطر تؤيد التضامن والاستقرار حين دعمت وحدها تلك الجماعة؟

وإذا كنا لا نستغرب موقف رجب طيب أردوغان لأنه مجبول بالطينة الإخوانية نفسها، إلا أننا نمقت من يدعون أنهم عالم حر مناصر لحقوق الإنسان الذين غضوا نظرهم عن المجرزة التي ارتكبها ضد التظاهرات المعارضة له في إسطنبول وأنقرة، واليوم يستنكرون فرض سلطات الدولة الشرعية الأمن وتنفيذ القانون، وتفريق اعتصام بلطجية وإرهابيين عاثوا في مصر فسادا.

لا تفسير لمواقف تلك الدول غير أنها تسعى إلى تمكين الجماعات الإرهابية من حكم مصر والعالم العربي، تنفيذا للخطة الصهيونية اليهودية القائمة على أساس واحد لا غير، وهو تمزيق العالم العربي إلى دويلات ومعسكرات طائفية ومذهبية.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. تهانى نور 18 أغسطس 2013 - 19:36 بتوقيت القدس
صلوا من اجل مصر ومن اجل سوريا صلوا من اجل مصر ومن اجل سوريا
شكرا لكاتب المقال وشكرا لكل البلاد العربيه لوقوفهم جمبنا ف الحنة ديه واحنا كمسيحيين مصريين بنموت ف تراب بلدنا ومش هنسمح لاى حد يتدخل ف شئون بلدنا وربنا موجود هيخدلنا حقنا.كمان المسلمين المعتدلين بان معدنهم الاصيل وخصوصا الشيخ احمد الطيب هو اسمه طيب اسم على مسمى.واحفظ بلادنا يارب وارويها من خيرك
قد يهمك ايضا