مخرج قبطي ينتج فيلمًا وثائقيًا للرد على إنجازات مرسي

ردًا على كتاب إنجازات الرئيس المصري محمد مرسي بعد تسعة أشهر، قرر المخرج القبطي رفيق رسمي البدء في تصوير فيلم وثائقي عن كل ما وصفه بالإنجازات السلبية للرئيس المنتخب.
25 مايو 2013 - 20:27 بتوقيت القدس
إيلاف

ردًا على كتاب إنجازات الرئيس المصري محمد مرسي بعد تسعة أشهر، قرر المخرج القبطي رفيق رسمي البدء في تصوير فيلم وثائقي عن كل ما وصفه بالإنجازات السلبية للرئيس المنتخب.

وفي تصريحات خاصة لـ "إيلاف" قال رسمي: "من بين الإنجازات السلبية في عهد مرسي، أخونة وتدمير البنية المصرية، وانهيار الاقتصاد، ووجود نية مبيتة لبيع مصر، إذ يتم إلهاء الشعب بالدين والمشاكل بين المسيحيين والمسلمين وبين الطوائف الإسلامية المتعددة، لغضّ طرف الشعب عن المشكلة الجوهرية، وهي انهيار أبسط المفاهيم التقليدية للدولة".

وفي حديثه لـ "إيلاف"، أكد رسمي أنه على قناعة والشعب بأن الرئيس وعد وأخل بوعوده، ولم يحقق أي إنجاز على أرض الواقع، لاسيما أن المشروع الرئيس لجماعته وحزبه الحرية والعدالة "مشروع النهضة"، لم يتعدَ كونه وهمًا كبيرًا، لم يُحقق سوى جمع أكبر قدر من الأصوات في صناديق انتخابات الرئاسة، لمصلحة نظام ما بعد مبارك.

كلام ... لا تنفيذ
المخرج رفيق رسمي رئيس اللجنة الإعلامية لحزب المصريين الأحرار، ومخرج فيلم إنجازات الرئيس، يقول: إن أول جملة كتبتها في فيلمي هي آية من القرآن الكريم، يقول نصها: "وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون". فلم يقل الله في محكم آياته، أخطبوا أو تكلموا فسوف أرى كلامكم، والمدلول هنا أن الكلام شيء، وتنفيذه شيء آخر".

وأضاف: "من هذا المنطلق جاء فيلمي ردًا على كتاب الإخوان المسلمين، الذي يحمل عنوان "إنجازات الرئيس"، وسوف يوزّع هذا الفيلم على مستوى العالم، ليرى الرأي العام الدولي الإنجازات الحقيقية لجماعة الإخوان المسلمين والنظام المحسوب عليها". 
 

كما أوضح المخرج القبطي أن الفيلم يتناول إنجازات الرئيس السلبيّة منذ بداية توليه مقاليد الحكم، ولا يتجاهل إبراز الوعود التي قطعها، والتي لم يلتزم بالوفاء بمعظمها، والتي بدأت بقوله: "إنه لن تُمس أية قناة فضائية، ولن يُهان أي صحافي"، فقام رسمي  برصد أهم القنوات التي أغلقها رأس النظام المنتخب، والصحافيين أصحاب قضايا الرأي، الذين تنظر قضاياهم الآن أمام المحاكم.

دعموا الأزهر فانتقم منهم
يضيف رسمي في حديثه لـ"إيلاف"، أن العمل الوثائقي، الذي يدور الحديث عنه، يتناول على الجانب الآخر وعود مرسي بحماية الأقباط وعدم المساس بحقوقهم، وهذا ما رأينا عكسه تمامًا أثناء الاعتداء على كاتدرائية العباسية، "فأنا أرى أن الدولة متورّطة بنسبة مائة بالمائة في تلك الاحداث، وربما يعود ذلك في رأيي إلى أسباب عدة، يأتي في طليعتها الانتقام من الأقباط على خلفية مساندتهم ودعمهم لمؤسسة الأزهر الشريف، ومعاقبة الأقباط بعد دعمهم – وفقاً لترويج الأبواق الإخوانية – للفريق أحمد شفيق في انتخابات الرئاسة المنصرمة، إضافة إلى ترويج الأبواق نفسها لوقوف الأقباط وراء المظاهرات الحاشدة أمام قصر رئاسة الاتحادية وفي المقطم.

نسخة عن السلف
وأكد رفيق رسمي لـ"إيلاف" أن معاداة رأس النظام وجماعته لم تقتصر على الأقباط، وإنما شملت كل مؤسسات الدولة، بداية من القضاء والإعلام، وصولًا إلى الأزهر والكاتدرائية.

وأضاف: "من المضحك أن ممارسات جهاز أمن الدولة السابق، عادت لتفرض نفسها بعد الثورة، ولكن عبر بوابة الإخوان، ومن الغريب أن الأداء لم يتغيّر، لا بالنسبة إلى القوى الأمنية القمعية، ولا من ناحية القوى المدنية. الممارسات هي نفسها، والأخطاء هي عينها، وهذا يشبه الفكاهة، التي تقال كل يوم، وفي كل يوم نضحك عليها".
 
المشاكل الطائفية بحسب المخرج رفيق رسمي، مازال يجري التعامل معها بطريقة النظام البائد نفسها، وعن طريق إلقاء القبض على الشباب القبطي، في محاولة للضغط على الكنيسة، حتى تتنازل وتتراجع عن الكلام، مقابل الإفراج عن أولادها، كما لا يختلف ذلك عمّا حدث أمام مسجد عمر مكرم مع الشيخ مظهر شاهين أمام المسجد، ولعل هذه الصور تجسد أعنف الممارسات القمعية التي لا نزال نعيشها حتى الآن.

وتابع رسمي: أكثر شيء إستفزّني هو وجود كتاب تكلفته 50 مليون جنيه حول ما يوصف بإنجازات جماعة الإخوان المسلمين، وسوف يوزّع على الإخوان فقط. أما فيلمي فسوف يوزّع في مختلف بقاع العالم، وسوف يترجم إلى أكثر من لغة".
 
الفيلم التسجيلي، والكلام لا يزال على لسان المخرج القبطي، سيتضمن وعود الرئيس للقوى المدنية، التي ساندته في إعادة تشكيل تأسيسية الدستور، ومخالفة مرسي لتلك القوى حينما نكص على عقبيه في تشكيل حكومة ائتلافية وصياغة دستور يمثل كل طوائف وفئات الشعب من دون استثناء. ويستعرض الفيلم كل انتهاكات جماعة الإخوان، وعلى رأسها انتهاكات الرئيس مرسي لأساليب تداول السلطة في مصر ومحاولات أخونة الدولة.

تهديدات بالقتل 
وعن رصد ردود الأفعال المختلفة، يقول رسمي: "كان هناك العديد من السوابق، التي بدأت بتهديدي بالقتل، وانتهت بسرقة حسابي على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وهذا أخطر ما في الموضوع، لأنه بسرقة حسابي الشخصي على فايسبوك، يستطيع أي شخص أن يكتب كلامًا مسيئًا على حسابي وينسبه إلى شخصي أو مسيء إلى الدين الإسلامي، كما إنه من الممكن أن توجّه إليّ اتهامات بشعة، مثل ازدراء الأديان، وعلى خلفية ذلك، قمت بتقديم بلاغ في النيابة وحررت محضرًا لإثبات الواقعة، واتصلت بإدارة فايسبوك وإدارة مباحث الانترنت والاتصالات لإبلاغهم بالواقعة".
 
أما في ما يتعلق بشخصيات الفيلم، فسوف نقوم بالاستعانة ببعض الشخصيات المشهورة، والتي سوف تكون مفاجأة للجميع، وستعلق تلك الشخصيات على بعض المشاهد الحية، التي رصدتها الكاميرا في مواقع كثيرة".

يوجّه رسمي رسالة خاصة إلى جماعة الإخوان المسلمين قائلًا: "حلمتم عقودًا طويلة بالسلطة، وبذلتم من أجلها الأرواح والغالي والرخيص، وكنا نحلم معكم وبكم أن يعمّ العدل أرجاء البلاد على أياديكم بما يرضي الله، لأن العدل أساس الملك، كما كنا نظن أن الحكام الذين عذبوكم أنهم ظلموكم، فاكتشفنا بعد توليكم مقاليد البلاد، أنهم كانوا أكثر علمًا بكم، لأنه لو اجتمع كل أعداء الإسلام في ربوع الأرض كافة على مر التاريخ، فلن ينجحوا في الإبداع في تشويه الإسلام والمسلمين كما برعتم وأبدعتم.. فشكرًا جزيلًا لكم لأنكم أعطيتمونا درسًا عمليًا مكثفًا لن ينساه التاريخ ولا أي إنسان على وجه الأرض".

 

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
قد يهمك ايضا