مسيحيو سوريا يعانون القلق وانعدام الأمن

يشكل المسلمون الفئة العظمى من الشعب السوري الذي يبلغ عدده 22 مليون شخصاً، لكن فئة المسيحيين متواجدة وبشكل رئيسي في جميع مستويات المجتمع السوري، سواء في الحكومة، أو مجال التجارة والأعمال، أو المجال العسكري.
13 مايو 2012 - 17:57 بتوقيت القدس

هاني سرحان مسيحي من سوريا يصر على أن لا أحد من أقاربه لديه علاقة بنظام الرئيس بشار الأسد أو يعمل لديه. ويقول إنه سمع بعض المتظاهرين يهتفون مع بداية الثورة أن على المسيحيين الذهاب إلى بيروت، والعلويين إلى القبر، ما جعل المسيحي السوري يفكر في الهدف الحقيقي لهذه الثورة.

وبسبب ما سمعه، ولأنه يخاف على حياته، اضطر هاني أن يعلن تأييده للرئيس الأسد. وتعود جذور المليوني مسيحي في سوريا إلى المجتمعات القديمة، وعايشوا العصور القديمة تحت حكم القيادات المسيحية للعديد من الدول العربية.

وتمرد مئات الآلاف من المسلمين ضد نظام الأسد فأشعلوا الثورة في آذار (مارس) 2011، لكن المجريات اليومية لم تشهد تخلي المسيحيين عن دعمهم للعلويين، الطائفة التي ينتمي اليها الأسد والتي تسيطر على سوريا منذ عقود.

وفي هذا السياق، أشار موقع "يو اس آي توداي" أن المسيحيين ما زالوا ضمن الفئة الصامتة إزاء الحملة العنيفة التي شنتها قوات الأسد عندما دكت المدفعية المدن والبلدات التي يتمركز فيها الثوار، ما أسفر عن مقتل نحو 10 آلاف شخص وفقاً للأمم المتحدة.

ولا يزال الكثير من المسيحيين في سوريا يقفون إلى جانب النظام، ليس بسبب دعمهم للأسد، إنما خوفاً من حرب أهلية قد تنشب في البلاد في حال سيطرت المعارضة، أو ما هو أسوأ مثل سيطرة الإسلاميين وإقامة حكومة إسلامية معادية للأقليات الدينية.

تقع بلدة قطنا 20 ميلاً الى الجنوب الغربي من دمشق، وهي موطن لمجتمع مسيحي من عدة مئات من العائلات. وأدت الاحتجاجات فيها إلى توغلات عسكرية واشتباكات بين الجنود المنشقين والجيش النظامي.

وعند نقاط التفتيش المحيطة بالمدينة، يتوقف بعض المسيحيين للدردشة مع ضباط الأمن العلويين، ويقدم البعض منهم المياه والويسكي. ويؤمن المسيحيون إيماناً راسخاً بأن النظام العلوي يحافظ على أمنهم وحمياتهم.

وبما أن الكنيستين في المدينة تقعان في الأحياء المسلمة السنية، تجنب المسيحيون لعدة أشهر الحضور إلى للصلاة. على الرغم من أن أحد المعلمين في مدرسة البلدة المسيحية يعتقد أن الحياة لآن أفضل من ذي قبل.

ويقول المدرس الذي رفض الكشف عن هويته خوفاً من تعرضه للعقاب أو الثأر إن "الأزمة انتهت تقريباًن وأن الحضور كان كاملاً يوم الاحد في عيد الفصح بعد أن كانت المقاعد فارغة في العام الماضي. واستطعنا التجول في احتفال الفصح في جميع أنحاء المدينة، بينما في العام الماضي بالكاد استطعنا الخروج أمام الكنيسة".

لكن الطوائف المسيحية في أماكن أخرى شهدت اضطرابات كثيرة، فكنيسة أم الزنار في مدينة حمص تضررت بشدة خلال القصف الذي استمر لمدة شهر من قبل الجيش النظامي في شباط/فبراير.

وقال المسيحيون في حمص إن الكنيسة تعرضت لهجوم من قبل "عصابات مسلحة مدعومة من الخارج"، كما بث التلفزيون السوري مقابلات مع المدنيين الذين قالوا إن الصاروخين أُطلقا من الجبال التي تفصل بين سوريا ولبنان، حيث يقوم الثوار بتهريب الاسلحة.

ولم تقتصر الأضرار على الكنائس، فالثورة أيضاً انعكست سلباً على معيشة المسيحيين، إذ تضررت السياحة في حي باب توما المسيحي في دمشق المركزية، بعد أن كانت منطقة جذب سياحي تتميز بأزقتها الضيقة والفنادق التقليدية على الطراز العربي والكنائس القديمة.

في العام 2010، أدى تدفق السياح القادمين من الخليج العربي وأوروبا وأميركا الشمالية إلى ضخ 8 مليارات دولار في الاقتصاد السوري. لكن منذ بدء التمرد، تراجع قطاع السياحة في سوريا بنسبة 60٪، وفقاً لوزارة السياحة، والأعمال التجارية المسيحية هي الأكثر تضرراً.

في هذه الأيام، معظم الأحاديث التي تدور في المجتمعات المسيحية تصف الثورة السورية بالمعارضة التي تتحول الى "أزمة"، فيما تشاهد العائلات النشرات التلفزيونية العربية لمتابعة تصريحات بعض المتطرفين مثل الشيخ السلفي عدنان العرعور الذي يدعو للجهاد ضد الأسد وقتل أولئك الذين يدعمون النظام.

ويتحدث المسيحيون عن الرسائل التي يبعثها البعض إلى الكنيسة، معربين فيها عن خوفهم من أن يكونوا مستهدفين بعد الأسد، ويلقون باللوم على الثوار على خلفية تفجير انتحاري في الدير التابع لبلدة صيدنايا المسيحية، شمال دمشق.

وهناك القليل من الأدلة على أن المتمردين هم المسؤولون عن هذه الأفعال، كما يقول بعض المسيحيين أن العرعور لا يحظى بالكثير من الدعم. لكن أصابع الإتهام بتنفيذ التفجيرات الانتحارية الأخيرة غالباً ما تتجه إلى تنظيم القاعدة الذي يسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية على الجميع.

ايلاف

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. جورج 13 مايو 2012 - 16:12 بتوقيت القدس
حقوق الانسان حقوق الانسان
لو طبقت حقوق الانسان ال30. لما حدث ما يحدث الان. المسلمين يطالبون بتطبيق الشريعة والمسيحين يطالبون بالعودة الى الكتاب المقدس. أما انا أطالب بتطبيق حقوق الانسان واحترامها لأنه وقتها فقط سوف نعيش في سلام. ليس بتطبيق شرائع دينية إنما بتطبيق حقوق الانسان.
2. جورج 13 مايو 2012 - 16:28 بتوقيت القدس
اتمنى اتمنى
اتمنى ان لا يؤخذ ما قلته في التعليق السابق عن "ليس بتطبيق شرائع دينية" كإهانة. لكننا نعلم جميعا ان العالم الان أصبح عالم منفتح. لا يوجد بلد في العالم لا يوجد فيها مسلمين ومسيحين ويهود وملحدين...الخ. لذلك عندما تطبق الشريعة الاسلامية في بلد يحتوي عددا من غير المسلمين. فهو ظلم لهذه الاقليات. ونفس الحال مع دول مسيحية تطبق الكتاب المقدس بغض النظر عن الاقليات الغير مسيحية لديها وهكذا. فلذلك الحل الوحيد هو تطبيق حقوق الانسان التي لا تميز بين البشر على أي أساس.
3. يوسف 13 مايو 2012 - 18:18 بتوقيت القدس
المسيحيين مستهدفين المسيحيين مستهدفين
المسيحيين مستهدفين في الاحداث التي تشهدها سوريا وان اعمال العنف والارهاب الحالية هي اعمال ارهابية طائفية تقودها السعودية ودولة قطر الللتان تقودان التيار السلفي والاخواني وتنظيم القاعدة ويدعون الى قتل او تهجير واضطهاد المسيحيين والطائفة الشيعية من المسلمين المطلوب كشف خطر هاتين الدولتين امام الاعلام العالمي والامم المتحدة
4. جورج 13 مايو 2012 - 20:11 بتوقيت القدس
ردا الى الاخ يوسف ردا الى الاخ يوسف
عزيزي يوسف. حكومات الدول الغربية عالمة بكل ما يحدث، وتعلم ان قطر والسعودية تدعمان مخططا لتهجير المسيحين ونشر التيار السلفي لكن لا يهتمون. العلاقات الاقتصادية أهم من حقوق الانسان. لكن مؤخرا أصبحت أشعر بأن هنالك مخططا ما يجري، المخطط هو ان تصل الدول العربية الى مرحلة التطرف، أي بوصول التيارات السلفية، حتى يتسنى للدول الغربية ان تحتل الدول العربية بعد عشرة او عشرين عاما بحجة محاربة الارهاب.
5. جاك 13 يونيو 2012 - 17:55 بتوقيت القدس
ليش ليش
ليش الحكي عن حقوق الانسان والاقليات والمسلمين وكلنا نعرف يلي عم يصير وكان حدا رح يسمع لهذا الكلام وعم ننس انو نحن مسحيين وعندنا قوه ما موجوده بهالعالم ولا النعمه \الروح القدس \ ما موجوده بداخلنا او نحن خائفين انا ماعم افهم اعطوني حل
قد يهمك ايضا