تشير دراسة عبرية اكاديمية أعدها البروفيسور الاسرائيلي يارون فريدمان، خريج جامعة السوربون بباريس ومحاضر للعلوم الاسلامية في جامعة الجليل، الى ان صعود التيارات الاسلامية الى الحلبة السياسية، ادت الى هجرة مجموعة كبيرة من المسيحيين في الشرق الاسط الى اوروبا والولايات المتحدة، وان انسحاب القوات الاميركية من العراق وهيمنة الاسلاميين على البرلمان المصري وازدياد نفوذ حزب الله في لبنان ادى الى ازدياد وتيرة الهجرة في العراق ومصر ولبنان.
وقال البروفيسور فريدمان ان هجرة المسيحيين تعتبر المقياس الافضل لتقدير قوة وهيمنة الاسلاميين على مناطق الشرق الاوسط.
ومع انه في الاونة الاخيرة ترددت اصوات شخصيات بارزة في العالم المسيحي مثل بابا الفاتيكان، تحذر من مطاردة المسيحيين في الشرق الاوسط من قبل التيارات الاسلامية الراديكالية، الا ان معدل عدد الاقباط الذين يطلبون الهجرة الى الولايات المتحدة واوروبا ارتفع في اعقاب فوز الاحزاب الاسلامية في البرلمان المصري.
ويعلق البروفيسور فريدمان الى ان المؤسسات الاسلامية الرسمية منعت المساس بالمسيحيين مؤكدين ان ذلك يخالف تعاليم الاسلام، غير ان حركات اسلامية مثل تنظيم القادة والجماعات السلفية وحركات جهادية اخرى صعدت من استهدافها للمسيحيين، مثل اضرام النار في العديد من الكنائس واغتيال مسيحيين.
وبحسب الدراسة فان عدد المسيحيين في الشرق الاوسط يتقلص، فازديادهم الطبيعي اقل بكثير من المسلمين، وفي الاونة الاخيرة ازدادت نسبة هجرتهم للخارج.
وقال البروفيسور الى ان انسحاب القوات الاميركية جعل المسيحيين من دون حماية امنية في العراق واصبح استهدافهم سهلا من قبل تنظيم القاعدة الارهابي، وان تعاظم النفوذ الشيعي في لبنان الممثل بحزب الله زاد من ارتفاع هجرة المسيحيين من لبنان، وان الاموال القادمة من ايران ساهمت في شراء بيوت واراضي المسيحيين المهاجرين لصالح الشيعة.
اما في فلسطين فقد تصاعدت موجه هجرة المسيحيين مع بداية الانتفاضة وكان تحصن بعض الفلسطنيين في كنيسة المهد سنة 2002 ذروة المساس بالرموز المسيحية، اما مسيحيو قطاع غزة فقد هاجروها في اعقاب سيطرة حماس على القطاع.
ويتسائل البروفيسور فريدمن: "هل ستخلو منطقة الشرق الاوسط من المسيحيين، الذين شكلوا معظم سكان المنطقة منذ اكثر من 1000 عام؟". ويجيب: "اذا تحقق الحلم الراديكالي باقامة شرق اوسط اسلامي فسيتم اغتيال الوجود المسيحي الذي اعطى للمنطقة فكرة القومية وهي نفسها الايدلوجية التي تحطمت مع قدوس الامبريالية الاسلامية".