الف عام على اعتماد الديانة المسيحية رسميا في روسيا

تحتفل روسيا اليوم بمناسبة عيد "معمودية روسيا"، بمناسبة مرور الف عام على اعتماد المسيحية للديانة الرسمية في روسيا.ففي عام 988 بحسب الكتابات المتناقله اعتمد امير روسيا فلاديمير سفياتوسلافوفيتش الذي أسماه المؤرخون "بالكبير"
29 يوليو 2011 - 14:06 بتوقيت القدس

احتفالات في روسيا بمناسبة عيد "معمودية روسيا" في ذكرى اعتماد روسية المسيحية كديانة رسمية لها.

تحدثت انباء موسكو الروسية عن الاحتفالات القائمة اليوم في روسيا بمناسبة عيد "معمودية روسيا"، حيث يحتفل اليوم الروس بمرور الف عام على اعتماد المسيحية كديانة رسمية في روسيا.

ففي عام 988 بحسب الكتابات المتناقله اعتمد امير روسيا فلاديمير سفياتوسلافوفيتش الذي أسماه المؤرخون "بالكبير"، وفي اليوم المعين شهدت كييف معمودية جماعية عند ملتقى نهري الدنيبر وبوتشاينا.

اما قصة المعمودية فكانت كالتالي:
بعد ان برزت شخصية الامير فلاديمير خلال سنوات حكمه الستة الاولى من حكمة وثنيه وحبه للسهرات والاعياد الصاخبة، ان حادثة وقعت معه في عام 983 شكلت منعطفا حادا في حياته وفي تاريخ روسيا والتي اثرت عليها الى يومنا هذا.

تقول الرواية ان الامير قرر في ذلك العام ان يضحي بتضحية بشرية للآلهه الوثنية التي كانوا يعبدوها بعد حملة عسكرية ناجحه، وقد تم الاختيار بالقرعة على شاب لعائلة مسيحية اسمه يوان اي يوحنا، ولكن والد الشاب كان مسيحيا مؤمنا بالمسيح ورفض ان يقدم ابنه تضحية لآلهه الوثن، وبدأ بمناقشة الوثنية ويشيد بالايمان المسيحي مما دفع بالوثنيين الغاضبين الى قتله هو وابنه يوان وكانا اول شهيدين مسيحيين في الامبراطورية الروسية.

هذه الحادثة والتنديد العلني بالوثنية وانتقادها دفعت الامير فلاديمير بالتفكير اكثر بمعتقداتها، وقرر البحث بعمق على الديانه التي يريد ان يعتمدها في امبراطوريته رسميا، وبحسب الروايات تعرض الامير الى عدة ديانات منها الاسلامية واليهودية والمسيحية، ولكنه اختار المسيحية.

ان اختيار المسيحية لم يكن بالامر البسيط، فقد اختار الامير فلاديمير المسيحية بعد تفكير طويل حسب ما تناقلته الكتابات وفي عام 988 تعمد رسميا.

وبالنظر الى الابعاد التاريخية لمعمودية روسيا، يمكن القول ان لهذا القرار كان العديد من الاسباب التي تقف من ورائها، فمن اجل مصلحة الوطن ومصلحة الامير، كان من المفضل ان يتبع جميع الشعب ديانه واحدة بدل السير في تيارات وثنية كثيرة، فتكون دوله موحدة يحكمها امير واحد يؤمن باله واحد فوق الجميع. وفضلا عن هذا، كانت اوروبا باكملها قد اعتنقت المسيحية ولا يجوز ترك روسيا في الخلف لوحدها مع الحفاظ على وثنيتها.

هذا وفي عصرنا الحاضر وفي الاول من شهر حزيران/يونيو 2010 وقع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف على تعديل المادة 11 من القانون الفدرالي الروسي، وضم يوم "معمودية روسيا" الى قائمة الاعياد الروسية الرسمية ليُحتفل به في يوم 28 تموز/يوليو من كل سنة.

ويذكر ايضا ان الكنيسة اطلقت على الامير فلاديمير سفياتوسلافوفيتش لقب "القديس من مرتبة الرسل" ولقبه الشعب بـ"فلاديمير الشمس الحمراء". وكانت والدة الأمير فلاديمير وجدّته قد اعتنقتا المسيحية في القسطنطينية.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا