المسيحيون في الخليج يواجهون عقبات في أداء شعائرهم الدينية

في كل يوم جمعة يتجمع ألفا مسيحي حتى تكتظ بهم كنيسة ذات 600 مقعد في الكويت أو يستمعون من الخارج للقداس يذاع من خلال مكبرات الصوت وهو ما يثير قلق أسقفهم الكاثوليكي خشية حدوث تدافع.
09 أكتوبر 2010 - 15:34 بتوقيت القدس

الكويت/دبي - في كل يوم جمعة يتجمع ألفا مسيحي حتى تكتظ بهم كنيسة ذات 600 مقعد في الكويت أو يستمعون من الخارج للقداس يذاع من خلال مكبرات الصوت وهو ما يثير قلق أسقفهم الكاثوليكي خشية حدوث تدافع.

ويقول الاسقف كاميلو بالين "اذا حدث ذعر فستكون كارثة... انها لمعجزة أنه لم يحدث شيء."

ولا يمثل هؤلاء المترددين على الكنيسة الا قلة من كثرة. ويقدر بالين عدد أتباع كنيسته في الكويت بنحو 350 ألفا من بين نصف مليون مسيحي على وجه الاجمال في البلاد.

ويعيش ما لا يقل عن 3.5 مليون مسيحي من كل المذاهب في منطقة الخليج العربية.

وحرية ممارسة الشعائر الدينية بالنسبة الى المسيحيين او اتباع أي دين اخر غير الاسلام ليست أمرا مفروغا منه دائما في الخليج وتتباين من دولة لاخرى. وتطبق السعودية أشد القيود في هذا الصدد.

وقال بيل شوارتز كاهن كنيسة العماد في الدوحة وهي كنيسة أنحليكانية تخدم البروتستانت من مذاهب مختلفة "في الخليج باستثناء السعودية موقف الحكومات اقرب الى التسامح الديني منه الى الحرية الدينية."

والمسيحيون في الخليج كلهم تقريبا من العمال الوافدين وأغلبهم كاثوليك من الفلبين والهند.

ويشعر الزعماء المسيحيون بالقلق لان قدرتهم على ممارسة الشعائر الدينية كثيرا ما يحد منها عدم القدرة على الوصول او عدم القدرة على توفير المكان وهي قضية سيثيرونها في الفاتيكان هذا الاسبوع خلال مؤتمر للاساقفة دعي الى عقده لمناقشة مصير الاقليات المسيحية في الشرق الاوسط.

ورفاه المسيحيين في السعوية قضية ملحة بالنسبة الى زعماء الكنيسة لكن التقدم بطيء حيث يتنازع الحكم الملكي مع المؤسسة الدينية الراسخة بخصوص الاصلاحات.

ويعتقد بعض رجال الدين الوهابيون في السعودية انه ينبغي منع غير المسلمين من دخول الجزيرة العربية وهو رأي تتفق معه القاعدة التي هددت بشن هجمات على المسيحيين في المنطقة.

ولا يتم اي شكل من اشكال ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين في السعودية الا في خفاء المنازل الخاصة. والتحول عن الاسلام جريمة عقوبتها الاعدام لكن من النادر ان تطبق هذه العقوبة.

وغالبا ما تقام القداسات واجتماعات الصلاة في بيوت الدبلوماسيين لكن الوصول اليها محدود للغاية لذلك يلتقي المسيحيون للعبادة في قاعات المؤتمرات في الفنادق وهي مخاطرة كبيرة.

وقال الاعلام السعودي هذا الاسبوع ان 13 فلبينيا اتهموا بالتبشير بعد مداهمة فندق في الرياض كان زهاء 150 شخصا يحضرون به قداسا كاثوليكيا خاصا. ويقول دبلوماسيون ان الكهنة والقساوسة يزورون المسيحيين بانتظام في السعودية. وبرغم ان تأشيرات دخولهم لا تنص على غرض الزيارة فالسلطات تعرف بوجودهم.

وحثت الكنيسة الكاثوليكية التي تقدر عدد اتباعها في السعودية بنحو 1.5 مليون شخص الرياض على رفع القيود على ممارسة الشعائر المسيحية والسماح ببناء كنائس كما يستطيع المسلمون بناء مساجد في البلدان الغربية.

وقد تكون وتيرة التغيير شديدة الفتور لكن المسيحيين ودعاة الحقوق يلاحظون بعض التحسن مع انفتاح المملكة ببطء على العالم واستجابتها للضغوط الدولية بشأن حقوق الانسان.

وقال ابراهيم المقيطيب رئيس جميعة حقوق الانسان أولا المستقلة في السعودية انه لو قال اي سعودي قبل عشر سنوات انه مسيحي لقطع رأسه.

وأضاف ان المشكلة ليست في الحكومة وانما هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

أما في أنحاء الخليج الاخرى بالامور أسهل لكن القيود مطبقة أيضا. ويقول الزعماء المسيحيون ان الحكومات تسعى جاهدة لايجاد توازن بين حاجات الوافدين الاجانب الذي يتزايد عددهم باستمر ومطالب مواطنيهم الاكثر ميلا الى المحافظة.

وفي الامارات العربية المتحدة لا يمكن للمسيحيين ممارسة شعائرهم الدينية الا في اماكن ذات ترخيص خاص. وتتحرك السلطات ببطء عند منح هذه التراخيص او التصريح ببناء كنائس جديدة.

وفي كل يوم جمعة يتزاحم الراغبون في أداء الشعائر على الكنائس والمجمعات المرخصة القليلة في دبي المركز المالي والسياحي في الحليج.

ويقول الاب ستيفن رايت كاهن كنيسة المسيح في جبل علي وهي كنيسة انجليكانية في مجمع على مشارف دبي يخدم أتباع ستة مذاهب اخرى "يكون لدينا في أيام الجمعة زهاء 16 الف سيارة تحاول ان تجد مكانا للانتظار حول المكان هنا."

وبجوار كنيسة المسيح مركز الكنيسة الانجليكانية في دبي وهو مجمع للكنائس الانجليكانية يضم قاعات كبيرة للصلاة وغرفا للاجتماعات ومكتبة وحوض معمودية في الهواء الطلق.

وقال روي فيريبس المدير الاداري للكنيسة المسيحية المتحدة في دبي وهو من جنوب افريقيا "كم نود ان يكون لنا كثير من الكنائس الصغيرة في شتى انحاء دبي بدلا من كنيسة واحدة كبيرة لكن للاسف لا يمكنك ان تفعل ذلك في دبي."

وهو يقول ان كنيسته بها 500 عضو لكن المجمع يجتذب نحو ثلاثة الاف مسيحي ايام الجمعة لحضور القداسات التي تقام بست لغات على الاقل من بينها الفلبينية والكورية والنيبالية والصينية.

وقالت مسيحية فلبينية تعمل خادمة منزل في دبي ذكرت ان اسمها جيري دون ان تفصح عن اسم عائلتها "لو لم يكن هذا المكان هنا لما تمكنا من البقاء هنا. انه بالنسبة الي أهم شيء لنا نحن المؤمنين."

ويقول فيريبس ان اعضاء كنيسته لا يحاولون دعوة مسلمين الى اعتناق دينهم مضيفا "نحن نحترم الحدود التي يضعونها لنا ونعمل في اطارها." لكنه اضاف أن كنيسته تشجع اعضائها مع ذلك على التحدث مع الناس بشأن المسيحية.

وقال العديد من الزعماء المسيحيين ان المسيحيين الانجليكانيين الذي يمارسون التبشير ينتهي بهم الامر الى خلق صعوبات لكل الكنائس حيث تحمل السلطات الغاضبة على الجميع.

ومعظمهم راضون بقدر الحرية المحدود المتاح. ويقول شوارتز في قطر "ما من دعم مالي لكن في غير ذلك لا استطيع انتقاد الحكومة بأنها لا تساعد."

من ديانا الياس ورئيسة كاسولوفسكي

رويترز / شارك في التغطية أولف ليسينح في الرياض وتمارا وليد في دبي وريجان دوهرتي في الدوحة

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
قد يهمك ايضا