رغم تهديدات القاعدة... "سيدة النجاة" العراقيّة تكتظ بالمصلين

تحدّى مسيحيّو العراق تهديدات تنظيم القاعدة بعد ان تجمّع كثيرون لاداء قداس الميلاد في كنيسة سيدة النجاة التي شهدت مجزرة مؤخرا. وتجمع اكثر من 300 شخص لاداء قداس الميلاد في كنيسة سيدة النجاة التي شهدت ابشع مجزرة قبل نحو شهرين اسفرت عن مقتل 44 مسيحيا وكاهنين.
25 ديسمبر 2010 - 20:30 بتوقيت القدس

بغداد: في تحد للتهديدات الجديدة التي اطلقها تنظيم القاعدة، تجمع اكثر من 300 شخص لاداء قداس الميلاد في كنيسة سيدة النجاة التي شهدت ابشع مجزرة قبل نحو شهرين اسفرت عن مقتل 44 مسيحيا وكاهنين.

والغى مجلس الكنائس في العراق الاحتفالات في جميع انحاء البلاد واختصرها بقداس روحي وصلاة حزنا على مجزرة كنسية النجاة.

وقال عدي عبدال ان "العيد هذا العام مختلف عن الاعوام الماضية".

واضاف عبدال (28 عاما) الذي فقد شقيقه في مذبحة كنيسة سيدة النجاة احدهم الاب ثائر "في العام الماضي كنا نجتمع كلنا انا وامي واخوتي والاقارب والاصدقاء".

وتابع حابسا دمعته وهو يرتدي السواد "بينما في هذا العيد لا يوجد احد منهم، فأخواي الاب ثائر ورائد ماتا في الكنيسة وامي حاليا في فرنسا للعلاج".

واضاف "عدت مساء امس من العمل الى المنزل ووجدته فارغا فأغلقت الباب وتركت المنزل وبكيت طول الليل".

وكان شقيقه الاب ثائر (32 عاما) يقيم القداس مع صديقه الاب وسيم صبيح (27 عاما) عندما اقتحم مسلحون ينتمون لتنظيم القاعدة كاتدرائية سيدة النجاة وقاموا بقتلهما بالاضافة الى 44 مصليا.

واقدموا بعد قتل الاب ثائر على قتل شقيقه رائد، فقامت والدتهم هدى متي بالقاء نفسها على جثته فاطلق المسلحون ثلاث طلاقات على ظهرها وساقها.

وجلس المصلون على كراسي من البلاستيك واخرى حديدية فيما لاتزال اثار الدمار على جدران الكنيسة.

ووضعت صور شهداء الكنيسة امام المذبح وتغطيها الورد.

وقال توماس رافو (40 عاما) بعد انتهاء القداس "نحن اليوم هنا، حتى يدعم بعضنا البعض، لندعم عائلات الضحايا، ولنتحدى الارهاب".

واضاف "نحن لا نخشى ابدا، ومصرون على القدوم لاداء الصلاة والقداس في الكنيسة على الرغم من التهديدات".

وتابع "نشعر بالاسى والحزن بسبب الهجوم ولايزال هذا الالم في قلوبنا بسبب فقدان احبتنا".

وقال المطران متي متوكا رئيس اساقفة السريان الكاثوليك لفرانس برس "رسالتنا للناس ان لا يستسلموا ويكون لديهم رجاء في هذه الحياة".

واضاف "لدينا رجاء لان المسيح معنا كل الوقت، وخلال كل المصاعب التي نواجهها".

لكنه اشار الى الحزن الذي يرافق المصلين بسبب الهجوم على الكنيسة قائلا "هناك جرح عميق في قلب هذه الكنيسة".

واحيا العراقيون المسيحيون السبت قداس عيد الميلاد وسط تدابير امنية مشددة اثر تهديدات جديدة بالقتل اطلقها تنظيم القاعدة

بدوره، قال فكرت باك (52 عاما) "لست خائفا من المجيء الى الكنيسة ولا الخروج للشارع، وانا مطمئن في داخلي"، مضيفا ان "العراقيين تعودوا على مواجهة التهديدات والهجمات".

وتابع "لدينا حزن كبير، وليس خوف، اذا بقينا نخاف ستكون الكنيسة بالتالي فارغة، لذلك انا هنا اليوم".

وقالت رانيا ميخائيل (35 عاما) "انا خائفة لكن على الرغم من ذلك حضرت قداس اليوم".

وتابعت "يجب علينا ان نكون هنا اليوم، لانه عيد مولد السيد المسيح".

واضافت "لانستطيع ان نشعر بالسعادة بسبب الدموع في عيوننا، ولان احباءنا ليسوا معنا".

بدوره، قال الشيخ فرحان الحسيناوي ممثل التيار الصدري الذي حضر القداس "جئنا هنا اليوم لنعبر عن تضامننا مع الشهداء الذين سقطوا في الهجوم، وكذلك لتقديم التهاني لاخواننا المسيحيين بمناسبة اعياد الميلاد".

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعا السبت المسيحيين في العراق الى التمسك بوطنهم والمشاركة في بنائه، مؤكدا وقوفه بحزم ضد محاولات افراغ البلاد منهم.

وقال المالكي الذي هنأ الطائفة المسيحية بمناسبة اعياد الميلاد في بيان "نجدد التأكيد على اعتزازنا باخواننا المسيحيين في العراق باعتبارهم اخوة وشركاء لنا في الوطن والمصير وجزء اساسي من التنوع الذي يفتخر به الشعب العراقي على مر التاريخ".

واضاف "ندعوهم بقوة الى البقاء في وطنهم والتمسك به والمشاركة في بنائه وإعماره اسوة بباقي ابناء الشعب العراق".

واضاف "جميعنا اخوة في الانسانية واخوة في هذه الامة ونشعر بالمعاناة التي لحقتهم".

كما دعا رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي في كلمة امام مجلس النواب السبت المسيحيين الى عدم ترك ارضهم.

وقال بعد ان قدم التهاني لهم "ندعو احبتنا واشقائنا الى عدم الانسياق وراء الابواق التي تقتل القتيل وتمشي بجنازته والى المكوث في منازلهم ومناطقهم فان الدولة معنية بامنهم واستقلالهم وعلى اعطائهم حريات كاملة غير منقوصة".

وتابع ان "العراقيين بدون استثناء لا يريدون لاجراس الكنائس ان تخفت وللتراتيل ان تسكت، ويريدون لصوت الطاعة لرب العالمين صداحا بالسلام والمحبة، ويرفضون رفضا كاملا ان تتحول بيوتات اغصان الزيون الى ثكنات او قلاع".

وحصنت جميع الكنائس بعد حادثة سيدة النجاة بجدران اسمنتية عالية.

ا ف ب

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا