انعدام الأمن يهدد المسيحيين في العراق

في مقابلة مع الجمعية الخيرية الدولية "عون الكنيسة المتألمة"، أكد الأسقف أن آمال المؤمنين في المستقبل معرضة للخطر بسبب ما وصفه بتفاقم الأوضاع الأمنية.بالإشارة إلى أن المسيحيين أصبحوا "أهدافاً سهلة للمجرمين" نظراً لانعدام الحماية التي يجب أن توفرها القوى ال
01 سبتمبر 2009 - 02:23 بتوقيت القدس

في مقابلة مع الجمعية الخيرية الدولية "عون الكنيسة المتألمة"، أكد الأسقف أن آمال المؤمنين في المستقبل معرضة للخطر بسبب ما وصفه بتفاقم الأوضاع الأمنية.بالإشارة إلى أن المسيحيين أصبحوا "أهدافاً سهلة للمجرمين" نظراً لانعدام الحماية التي يجب أن توفرها القوى الأمنية، سطر رئيس الأساقفة هجرة المزيد من المؤمنين.

توجد حالياً 300 عائلة مسيحية في جنوب العراق وأقل من 400000 مؤمن في كل أنحاء البلاد مقارنة بالـ 750000 الذين كانوا موجودين خلال العقد الماضي، حسبما ذكر المونسنيور ساكو الذي وجه انتقادات لاذعة إلى جهاز الأمن في البلاد واصفاً إياه بـ "غير الفعال" و"غير المحترف".

وأقر قائلاً: "إنني متشائم أكثر من أي وقت مضى. ولا أرى أي بوادر أمل للمستقبل"، مضيفاً "إننا نعيش أياماً صعبة جداً إذ تنشط كل مجموعة ملتزمة بالعمليات الإجرامية".
وحذر من أن "الحكومة والشرطة تقومان بما في وسعهما ولكنهما غير قادرتين على السيطرة على الوضع".
كما أعلن أن انعدام الأمن يؤثر في كل أنحاء العراق. "ففي كل يوم، تحصل انفجارات في بغداد والموصل وفي مواقع مختلفة". في الأيام الأخيرة، قتل رب عائلة مسيحي واختطف طبيب خلال عودته من العمل. وخلال الشهر الفائت، قام متشددون بتنظيم اعتداءات على سبع كنائس في بغداد، مسببين وقوع عشرات القتلى والجرحى، فيما قتل حوالي 100 شخص وجرح أكثر من 500 في يوم واحد فقط من الأسبوع الفائت الذي حصلت خلاله اعتداءات في مواقع مختلفة في العاصمة العراقية.

ولفت رئيس الأساقفة ساكو إلى أن "العراق ينزلق نحو هاوية الإسلام المتطرف"، مضيفاً أن المسيحيين أصبحوا أهدافاً للأصوليين ليس فقط بسبب دينهم وإنما بسبب عدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم.
وأشار: "في هذه الأجواء، تشعر الجماعة المسيحية بالخوف. إنها قلقة حقاً. وعلى الرغم مما نقوله للأهالي لتشجيعهم على البقاء، إلا أنهم يرغبون في المغادرة".
كذلك أضاف أن الشعب خائب الأمل بسبب رجال السياسة أيضاً. ورأى أنه يجب أن تضغط بلدان الغرب على الجماعات السياسية العراقية للمصالحة وتخفيف حدة الصراع وإعادة النظام والقانون.
وأعلن أنه "لا وجود للأمن من دون مصالحة حقيقية" وأن "المستفيدين من هذا الوضع الراهن هم المجرمون فقط. لذا لا بد من حصول تغيير". كذلك أشار رئيس الأساقفة إلى أهمية العمل بين الأديان الذي يعتبر أساسياً من أجل التعايش بين المسيحيين والمسلمين.

إن المبادرات الدينية التي يشارك فيها في كركوك – كعشاء رمضاني في هذا الأسبوع – لا تتكرر في مناطق أخرى من البلاد. وهذه التجارب لا تضم جماعات كبيرة وإنما أفراداً.
ختاماً اعتبر المونسنيور ساكو أن المسؤولين الكنسيين ورجال السياسة المسيحيين لا يبذلون جهوداً كافية في سبيل التعاون من أجل حل المشاكل المشتركة.
زينت  

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
قد يهمك ايضا