هامبورغ، الرياض، صنعاء - د ب أ- كشفت مجلة «دير شبيغل» في موقعها على الانترنت، امس، عن دوافع عملية خطف السياح الاجانب الـ 9، وقتل ثلاثة منهم في شمال غرب اليمن، خلال الأيام الماضية.
وذكر تقرير المجلة أن أسباب عملية الخطف تبدو انتقامية، حيث وقعت مشاحنات قبل أشهر، بين أحد المسلمين ومهندس الماني يدعى يوهانس اتش. وطالبت مجموعة من المسلمين، المهندس، بوقف محاولات التبشير المسيحية التي يقوم بها، وهددته برفع الأمر الى القيادات الدينية.
وأضاف التقرير أن المهندس الذي يتحدر من ولاية سكسونيا، ذكر في خطاب لزملائه أنه تعرف في محافظة صعدة على أحد المسلمين وخاض معه نقاشات حول «أمور دينية» وشجعه على قراءة الانجيل، لكنه فوجئ بحضور شقيق المسلم الى المستشفى في صعدة حيث يعمل المهندس مع زوجته الألمانية سابينا. وأوضح أن شقيق المسلم أخطره أن مسألة قيامه بأعمال تبشيرية أصبحت معروفة في المساجد، وطالبه بالتوقف فورا عن هذه الأعمال، وهدده باخطار القيادات الدينية، وهو الأمر الذي لم يهتم به المهندس وزوجته وأطفاله الثلاثة.
وأشار التقرير الى عثور جهات التحقيق على كتابات تبشيرية لدى الألمانيتين اللتين عثر على جثتيهما بعد قتلهما بالرصاص على أيدي المجموعة الخاطفة من المتمردين الشيعة.
وألمح الى أن فريق متابعة الأزمات في الخارجية الألمانية يعلم بالنشاط التبشيري للمهندس وزوجته، حيث سبق وأن عملا لمنظمة في المانيا تدعى «العمل العالمي من أجل المسيح»، فضلا عن عضويتيهما في جماعة تبشيرية انجيلية.
وأفاد بأن المعلومات المتوافرة لدى هيئة مكافحة الجريمة في حول عملية الاختطاف، تظهر أن الأجانب التسعة الذين اختطفوا يوم الجمعة قبل الماضي، كانوا في زيارة لأحد الأطباء في صعدة، وأن مجموعة من المسلحين أوقفتهم في طريق العودة، وقتلت ثلاثة منهم بعد ذلك.
واختتم التقرير بشرح الغموض الذي يكتنف الجماعة الخاطفة، بعدما نفت جماعة الحوثي أي مسؤولية عن عملية الاختطاف.
وفي صنعاء، صرح وزير الداخلية مطهر رشاد المصري، امس، بان السلطات اليمنية تبحث كل الاحتمالات. وأكد مجددا الاتهامات، بان مجموعة الحوثي الشيعية المتمردة، هي المسؤولة عن عملية الاختطاف. واضاف ان «الحوثيين هم المستفيدون من مثل هذا العمل الارهابي، حيث انهم يريدون تشوية صورة اليمن، ومع ذلك فان كل الاحتمالات مفتوحة».
واضاف انه «اذا لم يكن الحوثيون هم الجناة، فان من المحتمل ان يكونوا قدموا دعما للخاطفين». واكد ان «ايا كانت هوية الجناة، فان هؤلاء المجرمين لن يفلتوا من العقاب».
وكان تم اختطاف اسرة المانية من خمسة افراد ومهندس بريطاني، مع طالبين المانيين يدرسان العلوم الدينية ومدرسة من كوريا الجنوبية، تحت تهديد السلاح، بينما كانوا يقومون برحلة في عطلة نهاية الاسبوع في محافظة صعدة المضطربة في 12 يونيو الجاري.
وبعد مرور ثلاثة ايام، عثر على جثث بها آثار اعيرة نارية لسيدتين المانيتين وسيدة كورية جنوبية في منطقة اكوان في منطقة وادي النشور شرق صعدة. ويقع وادي النشور قرب محافظة الجوف التى يتواجد فيها تنظيم «القاعدة» ومجموعات ارهابية اخرى.
وغالبا ما يقوم رجال قبائل بخطف سياح غربيين في اليمن في محاولة للضغط على السلطات، لاطلاق أقارب لهم.
وتطلق غالبية الأجانب، من دون أذى، لكن نرويجيا قتل عام 2000 في تبادل للنار، كما قتل أربعة غربيين خلال عملية فاشلة لتحريرهم من قبضة متشددين اسلاميين خطفوا 16 سائحا.
وفي مارس الماضي، خطف رجال القبائل هولنديا وزوجته تحت تهديد السلاح، لكن أطلقا بعد ذلك بأسبوعين من دون أن يلحق بهما أذى.
ولم تعلن حتى الان اي مجموعة قبلية او سياسية، المسؤولية عن عملية الاختطاف او تتقدم بطلبات.
في سياق آخر، يصل نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الى جدة، اليوم، في زيارة للمملكة يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وذكرت «وكالة الأنباء السعودية»، امس، انه «سيتم بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، اضافة للقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».
وتأتي زيارة نائب الرئيس اليمني للسعودية، ضمن جولة على دول مجلس التعاون الخليجي.