سلمى المصري - الجريدة
أثار خبر تحويل رواية «عزازيل» للكاتب يوسف زيدان إلى فيلم سينمائي سخط الكنيسة في مصر، مؤكدة اعتراضها على تلك الخطوة باعتبارها تسيء إلى الديانة المسيحية وتساعد على تشويه صورتها.
الرواية والتي فاز كاتبها بجائزة «بوكر» العربية فتحت مجدداً باب الحديث عن تدخل الكنيسة في الأعمال الفنية والأدبية، علماً أن مصير فيلم «المسيح» للسيناريست فايز غالي ما زال معلقاً، كذلك أثارت روايته «العذراء» القلق نفسه عشية الإعلان عن تحويلها إلى عمل سينمائي.
يقول زيدان: «القصور واضح في أداء رجال الدين في مجتمعنا بدليل الانهيار الخلقي العام الذي نعيشه، لذا أنصحهم بأن ينتبهوا لمهمتهم الأصلية ويتركوا الأدب للنقاد».
ويكمل زيدان معلقاً على اعتراض الأنبا بيشوي على الرواية، قائلاً: «إنه من كبار اللاهوتيين في العالم وأغلب الظن أنه لم يقرأ الرواية بتأنٍّ قبل أن يعطي رأيه فيها، علماً أنني أرفض إبداء عالم دين رأيه في رواية أو عمل فني».
أما عن أسباب الضجة التي أثيرت حول الرواية، فيؤكد زيدان أن النص يحمل رؤية فلسفية تسببت في إثارة الجدل.
إنفتاح الرقابة
أما خبير الماكياج محمد عشوب والذي يشارك في إنتاج «المسيح» (يشهد تجسيد السيد المسيح في سابقة هي الأولى من نوعها)، فيقول: «أحضّر لهذا المشروع منذ أكثر من ستة أعوام ولم أتخذ خطوات فعلية في تنفيذه إلا بعد أن أصبحت الرقابة في مصر أكثر تفتحاً».
يضيف عشوب: «ليس لديَّ مشكلة في أن تقرأ الكنيسة نسخة السيناريو، فهذا حقها طالما أن العمل يتناول حياة السيد المسيح، لكنني أتمنى ألا يواجه الفيلم عقبات تحول دون خروجه إلى النور، خصوصاً بعد أن وافقت الرقابة على عرض «آلام المسيح» في مصر وهي خطوة تحسب لها وشجعتني على إنتاج الفيلم».
الكاتب فايز غالي والذي أعلن عن نيته تحويل روايته «العذراء» إلى عمل سينمائي بعنوان «المسيح والآخر»، يرى بإعلان الكنيسة الأرثوذوكسية موافقتها على العمل تجاوزاً للأعراف الفنية المتعارف عليها، «فبأي صفة تبدي الكنيسة اعتراضها أو موافقتها على عمل فني أو أدبي؟».
يؤكد غالي أنه توقع أن تثير الرواية صدى كبيراً، نظراً إلى أنها تتناول قضيّة لاهوتية مسيحية، لكنه فوجئ بموافقة الكنيسة، ويتساءل هل سيلقى الفيلم المصير نفسه؟
اعتراضات
يُذكر أن عدداً كبيراً من الأفلام التي تناولت شخصيات مسيحية لاقت اعتراضات كثيرة وهجوماً على صناع العمل بمجرد الإعلان عنها أو عرضها في أحيان أخرى، وفي مقدمها «بحب السيما» لهاني فوزي، وأخيراً «واحد - صفر» لكاملة أبو ذكري، فكل منهما لاقى هجوماً حاداً من الكنيسة والمؤسسات المسيحية، حتى أن البعض نجح في إيقاف الأول وما زالت الدعاوى القضائية تلاحق الثاني.
يرى المنتج هاني فوزي، الذي عانى الأمرّين لعرض فيلمه «بحب السيما»، أنه لا يحق لأي مؤسسة دينية إسلامية كانت أو مسيحية التدخل في الأعمال الفنية أو الأدبية. ويضيف أنه على صناع الأدب والفن في مصر محاربة التدخلات في سبيل إخراج أعمالهم إلى النور.
يخجل البعض من لجوئه إلى هذه المؤسسات لضمان الموافقة على أعمالهم، مثلما حدث مع النجم عادل إمام الذي نفى بشدة استشارته البابا شنودة في إمكان تجسيده دور القس في «حسن ومرقص»، مؤكداً أنه زاره ليحصل على رأيه الديني في خلع القس ملابسه الكنائسية.
بعد تعامل الزعيم مع الأمر بمنطق الخجل وإصراره على نفي نية وجود أي رقابة دينية على الفيلم، نسأل: هل تحوّلت الرقابة الدينية على الأعمال الفنية إلى واقع يصعب التخلّص منه؟
صورة من فلم <<واحد - صفر>>