نفت مصادر كنسية بالمغرب وجود اي نشاط تبشيري في البلاد تزامنا مع إعلان السلطات عن ابعاد خمسة مبشرين خارج البلاد.
وفي رد فعل على النقاش الدائر حول ما اعتبر هجوما تبشيريا، استبعد كل من أسقف الرباط، المنسنيور فانسنت لاندل، ورئيس الكنيسة الانجيلية بالمغرب جان لوك بلان، امس الاثنين، وجود أي نشاط 'تبشيري' في المغرب، مبرزين الدور الأساسي الذي تقوم به 'الكنائس الرسمية' في مواكبة المسيحيين الذين يعيشون في المغرب في بحثهم عن 'الملاذ الروحي'.
وذكر بلاغ وقعته الشخصيتان الكنسيتان أن 'الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانية (الانجيلية) المتواجدتين في المغرب منذ أكثر من قرن من الزمن، قد تعلمتا مع مر السنين، العيش في تناغم مع البلد وسكانه، ويشعران بأنهما شريكان في تاريخه وفي تحولاته'.
وأفاد بلاغ لوزارة الداخلية المغربية الاحد أن 'الشرطة بالدار البيضاء قامت بإبعاد خمسة مبشرين خارج التراب الوطني، كانوا قد قدموا من الخارج'.
وأوضحت الوزارة أنه تم إيقاف هؤلاء الأشخاص السبت خلال عقدهم اجتماعا للتبشير كان يحضره مواطنون مغاربة.
وأضاف المصدر أنه تم حجز العديد من الوسائل الدعائية التبشيرية بمكان انعقاد الاجتماع، من ضمنها كتب وأشرطة فيديو باللغة العربية،وأدوات طقوسية أخرى.
ولوحظ حرص وزارة الداخلية المغربية على الاشارة الى ان المبشرين المبعدين وهم 4 اسبان ومواطن فرنسي قدموا من الخارج للتأكيد على انه لا يوجد مبشرون للتنصير في المغرب فيما تقول التقارير ان جماعات تبشيرية تنشط منذ عدة سنوات في القرى والمناطق النائية بالمغرب وانها خلال السنوات الماضية نجحت في تنصير اكثر من 60 الف مواطن مغربي. وان هؤلاء المبشرين ينشطون بعيدا عن الكنائس الرسمية في المغرب.
واقترح كل من أسقف الرباط المنسنيور فانسنت لاندل ورئيس الكنيسة الانجيلية بالمغرب جان لوك بلان في بلاغهما المشترك أن هناك رهانا أساسيا آخر للكنيستين الكاثوليكية والبروتستانية المتواجدتين بالمغرب، ويتعلق الأمر بـ'الحوار بين المسيحيين والمسلمين، وهو حوار يلغي أصلا كل عمل تبشيري'.
واضافا ' إننا اليوم نؤمن بثراء التلاقي بين الديانات السماوية التي لا يمكنها إلا أن تستفيد من التعرف أكثر على بعضها البعض وأن تتفاهم أكثر، وترى كل من الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأنجيلية في المغرب، أن الحوار هو من صميم مسؤوليتيهما'.
وحسب موقعي البلاغ، فإن 'هذا الحوار بطبعه يلغي أصلا النشاط التبشيري، وله بعد ثقافي ولاهوتي، ولكنه موجود أيضا في المجال الثقافي والاجتماعي.' و'إن المسيحيين ملتزمون في مختلف الأنشطة إلى جانب المسلمين ويشاطرونهم نفس القيم ونفس الأهداف، ولا يخشون الاعتراف باختلافهم'.
وأوضح محام مغربي ان إجراء ترحيل المبشرين الاجانب إلى بلدانهم مخالف للقانون المغربي الذي يعاقب على أي فعل يشكل زعزعة لعقيدة المسلم. وقال الحبيب حجي انه كان على الشرطة أن تنجز محضرا بالواقعة وتحيل الملف إلى النيابة العامة ثم تقدم المعتقلين للمحاكمة، حيث ان المحكمة هي المخولة باتخاذ قرار ترحيلهم أو غيره.
وأوضح حاجي أن وزارة الداخلية قامت بمهمة القضاء في هذه الحالة.
وتتباين الأرقام حول عدد المبشرين بالمغرب فبعض المصادر قدرت عددهم بالعشرات بينما تحدد مصادر أخرى عددهم بـ500 منصر واخرى بـ800 ينتمون لجل البلدان الأوروبية والولايات المتحدة الامريكية، وتقول بعض المصادر إن معظمهم من الامريكيين البروتستانيين المسجلين رسميا بالكنيسة الإنجيلية بالمغرب.
ونقلت صحف مغربية عن الدكتور سعيد شبار وهو باحث في قضايا التنصير ورئيس المجلس العلمي ببني ملال إنه لم يعد بالإمكان السكوت عن عدد من الظواهر التي أصبحت تتجه نحو الظهور العلني، بعد أن كانت من قبل ضعيفة وتشتغل في سرية كاملة مثل التنصير والتشيع والشذوذ الاخلاقي، منوها بما قامت به السلطات الأمنية من اعتقالها لعدد من المبشرين، واعتبر شبار أن هذا الإجراء في محله لأن الظاهرة تحتاج إلى مقاربة أمنية للحد منها إلى جانب المقاربة الفكرية والثقافية.
وأشار شبار إلى الدعم الذي تتلقاه جماعات التنصير من جهات ومراكز ومؤسسات تنشط في الغرب ولا تتردد في استغلال الفراغات التي يعاني منها المجتمع مثل الفقر والأمية والأمراض وغير ذلك.
وشدد على أن المقاربة الأمنية ينبغي أن تستمر وأن تواكب بعمل فكري وثقافي لتوعية عموم المواطنين بعدد من الظواهر التي أصبحت تهدد تدينهم، مشيرا إلى أنه إذا استمر التنصير من جهة والتشيع والانحلال الخلقي والشذوذ من جهة أخرى، سيصبح مجتمعنا مهددا في وحدته وتماسكه وارتباطه بثوابته الدينية التي اختارها تاريخيا، وسيصير عبارة عن تشكلات تخضع لمنطق الأقليات، حيث تحتاج كل أقلية إلى دعم وحماية خارجية، معتبرا أن في هذا تهديدا لأمن ووحدة المغرب الروحية والسياسية والاجتماعية وغيرها.
عن القدس العربي