كشفت مصادر في الكنيسة المصرية، عن أن عدد الأقباط الذين تقدموا بطلبات للهجرة نحو الولايات المتحدة الأميركية، مستخدمين شبكة المعلومات الدولية "انترنيت"، بلغ ما يقارب 700 ألف مصري قبطي، وأن الرقم في ازدياد، في ظاهرة، وصفتها المصادر بأنها "غير مسبوقة في تاريخ مصر".
ونقلت صحيفة "اليوم السابع" المصرية المستقلة اليومية، عن مصادر بالكنيسة قولها إن غالبية الراغبين في السفر إلى "جنة الولايات المتحدة الأميركية يفضلون ولاية نيوجيرسي بالذات، وأن الظاهرة لا تخرج عن حلم النزوح شبه الجماعي الذي يراود المصريين منذ فترة ليست بالقصيرة، مسلمين وأقباطا على السواء للعمل".
ونوهت المصادر الكنسية المصرية، بأن الولايات المتحدة تفتح أبوابها للهجرة طوال أيام العام "وتعطى ما يشبه التسهيلات لأقباط مصر، هي ودولة أخرى مثل كندا، ولكن إجراءات الهجرة أصبحت مشروطة منذ أحداث 11 أيلول/سبتمبر بتقارير أمنية .. وأن الكنيسة تساعد الراغبين في الهجرة طبقاً للقواعد والقوانين الأميركية المنظمة لها، ولكنها لا تستطيع أن تتدخل في حالة الرفض الأمني من جانب الأجهزة الأميركية".
وأشارت المصادر الكنسية لوجود عدد من الكنائس أبرزها كنيسة العذراء بالمعادى بالقاهرة، و "مارجرجس" في الإسكندرية تنتشر فيهما أجهزة الحاسوب ومتطوعون لملء الاستمارات الكترونياً للهجرة مجاناً ودون تحصيل أي رسوم، وملء استمارة الهجرة التي تبدأ بسؤال عن سبب الهجرة "وأغلب الأقباط يلعبون على وتر الإحساس بالظلم والاضطهاد والمعاناة من الآخر لتكون البوابة الذهبية للحصول على تأشيرة الهجرة وهناك أسباب أخرى منها سوء الأوضاع الاقتصادية من غلاء وبطالة وفساد".
وقالت المصادر أنه رغم العراقيل الموجودة في الشروط فإن 4317 مسيحياً نجحوا عبر برنامج الاختيار العشوائي، أو السفارة الأميركية في القاهرة مباشرة في السفر إلى أميركا.
بيد أن مصدر كنسي، رفض ذكر اسمه، نفى أن يكون للكنيسة دورا في مساعدة الأقباط على الهجرة وقال "إن دورنا ينحصر في إرشاد المهاجرين إلى أماكن الكنائس القبطية الموجودة بالولايات المتحدة، والتي تتركز في نيوجيرسي".
ويفسر القمص عبد المسيح بسيط -أستاذ اللاهوت- سر الزيادة في طلبات هجرة الأقباط إلى الولايات المتحدة بما اعتبره "معاناتهم وإحساسهم بالاضطهاد وزيادة وتيرة الفتن الطائفية، وهم لا يرون بارقة أمل أمامهم فيلجؤون للهجرة بسبب مخاوفهم، مما قد يحمله المستقبل لهم" ، فيما يقول القمص مرقس عزيز -كاهن كنيسة العذراء المعلقة- إن "الأقباط مضطهدون ويحلمون بعالم جديد بعيد عن التعصب العنصري والديني، وسط غياب النظام الحاكم عن أداء دوره".
ويشكك نبيل لوقا بباوي، عضو مجلس الشورى وعضو الحزب الحاكم في رقم الـ700 ألف قبطي، محذراً من أنه "مجرد شائعة، ليس إلا، هدفها خلق حالة من الاحتقان" مؤكدا إن الهجرة ليست بالسهولة التي قد يتصورها البعض، إذ أن السفارة الأميركية بالقاهرة لا توافق على الطلبات المقدمة إليها، إلا في حالات قليلة وبشروط صعبة.