صحيفة التلغراف: "تسلط الميليشيات وغياب الأمن" سيفرغ العراق تماما من المسيحيين

يخشى قادة الكنيسة أن يغادر الجميع فلا يبقى مسيحي واحد في العراق، ويتمنون أن تتوقف هذه الهجرة الجماعية بعد هزيمة داعش وتحسن الظروف الأمنية تدريجيا في بغداد.
03 فبراير 2020 - 14:32 بتوقيت القدس
لينغا

من جديد قامت صحيفة صندي تلغراف البريطانية بنشر تقرير كتبه، كولن فريمان، عن أحوال المسيحيين العراقيين المتبقين في بلادهم.

يستهل كولن التقرير بقوله إن كنيسة سانت جوزيف الكاثوليكية الكلدانية في بغداد تبذل ما بوسعها لحماية شعبها من الخطر الذي يهددهم في عراق اليوم، حيث تستعين بكاميرات المراقبة ودوريات الشرطة المسلحة.

وبحسب ما نقلت لينغا عن التقرير أيضا، فإن من بين 500 عائلة لم يتبق إلا 50 عائلة بعد هجرة جماعية إلى أوروبا وأمريكا خلال 10 أعوام الأخيرة.

ويضيف الكاتب أن تناقص رواد كنيسة سانت جوزيف، واحدة من الكنائس القليلة في بغداد، مؤشر على هجرة المسيحيين العراقيين الجماعية بسبب غياب سلطة القانون وتفشي الطائفية منذ سقوط نظام صدام، فقد غادر البلاد معظم المسيحيين البالغ عددهم آنذاك 1.5 نسمة.

ويقول كولن إن بغداد معروفة بتعدد نسيجها الاجتماعي ولكنها لا تزال مهددة باندلاع العنف الطائفي فيها، مثلما حدث منذ 10 أعوام إذ تعرضت العديد من الكنائس للتخريب.

وعندما يدعو القساوسة ورجال الدين في بغداد المسيحيين إلى البقاء في بلادهم والمحافظة على تراثهم يُتهمون بالنفاق، حيث ان "الكثير من القساوسة أرسلوا عائلاتهم وأقاربهم إلى الخارج".

القس نذير داقو، كاهن كنيسة سانت جوزيف في بغداد، قال بعد انتهاء قداس صباح يوم الاحد الذي جذب 25 مصليا فقط بعد ان كان يستقطب اكثر من 1000 سابقا: "انهم يشعرون بانه ليس هناك سلام او سلطة قانون او عدالة، وان بلدنا قد تحول الى ساحة مجاميع مسلحة ."

داقو كان قد رجع توا الى بغداد بعد تنسيبه لمدة ست سنوات في كنيسة أيلنغ للرومان الكاثوليك في غرب لندن حيث كثير من المسيحيين العراقيين يعيشون الآن في المنفى هناك. اتباعه هناك يفوقون الـ350 عائلة أكثر من عدد العوائل الباقية في بغداد بمرتين. ويضيف انه عندما يسمع الموجودون هنا روايات عن مدى أفضلية العيش في بريطانيا او السويد او الولايات المتحدة فانه من الصعب ان لا يتلهفوا او يفكروا بالهجرة. الامر لا يتعلق فقط الخوف من الاضطهاد او المضايقات بل من امور معيشية دنيوية مثل غياب وجود مدارس محترمة مرموقة كأبسط شرط.

ويتابع قائلا "عندما عدت الى هنا بعد غياب ست سنوات في لندن، شاهدت مدى التدهور الذي وصل اليه مستوى التعليم في جميع مدارس الابتدائية تقريبا في بغداد. الجيل الجديد لم يعد له امل بمزاولة حياة مرفهة هنا."

أخيرا القس داقو كان متشائما حيث قال "يا ترى هل سيبقى هناك مسيحيون في بغداد بحلول العام 2050؟ انه امر يصعب التنبؤ به."

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا