الجهاديون يقتلون المسيحيين في موزمبيق في سعيهم إلى إقامة "حكم الشريعة"

بحسب منظمة العفو الدولية، فإن استيلاء حركة الشباب على موكيمبوا دا برايا هو "تتويج لفشل مأساوي من جانب الحكومة الموزمبيقية في حماية الناس في هذه المنطقة المضطربة".
18 ابريل 2020 - 18:12 بتوقيت القدس
لينغا

تتركز أعين المتشددين الإسلاميين في دولة موزمبيق ذات الأغلبية المسيحية على إقامة الشريعة الإسلامية، حيث قتلوا المئات وشردوا الآلاف في المنطقة الواقعة جنوب شرق إفريقيا سعيًا وراء تحقيق هذه الغاية.

على مدى العامين الماضيين، نزح أكثر من 100.000 شخص من منازلهم ومزارعهم في مقاطعة كابو ديلجادو الشمالية بسبب تزايد المذابح التي يرتكبها الإرهابيون.

وبحسب مصادر لينغا، فإن المديرية العامة الأوروبية للحماية المدنية وعمليات المساعدة الإنسانية الأوروبية، ذكرت انه تم إحراق مئات القرى أو تم التخلي عنها بالكامل بعد أن نفذ الجهاديون "حملة إرهاب عشوائية".

أفادت "صوت أمريكا نيوز" أنه في الأسابيع الأخيرة، استولى الجهاديون على المباني الحكومية، وسرقوا البنوك، وسدوا الطرق ورفعوا أعلامهم بالأبيض والأسود فوق البلدات والقرى في جميع أنحاء المقاطعة.

وأفادت وكالة الأنباء الأمريكية أن المسلحين نشروا أيضًا مقطع فيديو دعائيًا بعد هجوم أخير شوهد فيه جهادي يخبر السكان الخائفين "نريد من الجميع هنا تطبيق الشريعة الإسلامية".

في الفيديو الذي تم إصداره مؤخرًا، لا يغطي الجهاديون وجوههم.

ونقل عن متشدد قوله في الفيديو بلغة الكيمواني المحلية "لا نريد حكومة من الكافرين، نريد حكومة من الله".

يعطي الفيديو لمحة عن هويات المسلحين الذين ظلوا سريين ومخبئين إلى حد كبير. ويعتقد أنهم أعضاء في جماعة تسمى أهل السنة والجماعة. المجموعة معروفة محليًا باسم حركة الشباب ولكن لا يعتقد أن لها أي ارتباط بالفصيل المتطرف الناشط في الصومال وكينيا والذي يحمل نفس الاسم.

وقال المطران لويز فرناندو لشبوا، من أبرشية بيمبا، للفاتيكان نيوز: "إن العدو الخفي ليس له وجه ولا محاور يمكن للمرء أن يتحدث معه".

وبدا أن الفيديو تم تصويره في بلدة موسيمبوا دا برايا الساحلية، حيث شن المسلحون هجومًا في أواخر مارس. المدينة هي نفسها أيضا حيث شن المسلحون عليها أول هجوم لهم في عام 2017 على الشرطة وقواعد عسكرية. المنطقة غنية بمشاريع الغاز بمليارات الدولارات.

حذرت منظمة "كريستيان كونترنشال إنترناشونال"، ومقرها في الولايات المتحدة، من أن المسلحين يبدو أنهم يحملون هدف تطبيق "الشريعة الكاملة لتوجيه الحكومة" في المنطقة.

وبحسب المنظمة غير الربحية، هذه هي المرة الأولى التي يطالب فيها المسلحون في موزمبيق "بجدول أعمال سياسي".

وبحسب ما نقلت لينغا، حذرت المحكمة الجنائية الدولية في تقرير يوم 14 أبريل/ نيسان من أن ذلك سيكون سيئا بالنسبة للمسيحيين الذين سيصبحون بالتأكيد مواطنين من الطبقة الدنيا ومن المحتمل أن يتعرضوا للاضطهاد بسبب عقيدتهم.

تشير المحكمة الجنائية الدولية إلى أن الدولة الإسلامية شكلت في الآونة الأخيرة خلية في مقاطعة في جمهورية إفريقيا الوسطى وأعلنت مسؤوليتها عن عدة هجمات.

إذا حصلت جماعة الشباب على دعم من شبكة إرهابية أكبر بكثير، تؤكد المحكمة الجنائية الدولية على أنها قد تكون مصدر دمار وخراب هائل  للسكان المحليين.

وقالت موليا موانانياندا ، نائبة مدير منظمة العفو الدولية للشرق والجنوب الأفريقي، في بيان: "منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، تهاجم الجماعات المسلحة القرويين حول كابو ديلجادو، مسببة معاناة إنسانية لا حصر لها دون مساءلة". ومما يضاعف من آثار هذه الهجمات المستمرة حقيقة أن حكومة موزمبيق تمنع الصحفيين والباحثين والمراقبين الأجانب من الوصول إلى المنطقة لتقييم الوضع.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا