الأعمال الصالحة تكفِّر عن الخطايا – ضلالة كبيرة

الكثير من الديانات، تعلم أن الأعمال الصالحة للإنسان تكفر عن خطاياه أو تمحيها. إن هذه ضلالة كبيرة ليس لها أي أساس من الصحة بحسب كلمة الله، الكتاب المقدس. وليس هذا فقط، بل هذه الضلالة لا تتماشى مع أبسط مبادئ المنطق والقانون.
28 يونيو 2011 - 12:18 بتوقيت القدس

الكثير من الديانات، تعلم أن الأعمال الصالحة للإنسان تكفر عن خطاياه أو تمحيها. إن هذه ضلالة كبيرة ليس لها أي أساس من الصحة بحسب كلمة الله، الكتاب المقدس. وليس هذا فقط، بل هذه الضلالة لا تتماشى مع أبسط مبادئ المنطق والقانون.
ولكي أوضح القصد سأورد مثالين:
ورث سعيد أبوه الذي كان من أغنى أغنياء العالم وهو في العشرين من عمره؛ وهو الابن الوحيد له. لقد كان سعيد أيضًا رجلا صالحًا ويحب الخير. فبنى أماكن عبادة عامة في البلد على حسابه الخاص؛ وأيضًا بنى: مستشفيات، ملاجئ، مدارس، جامعات، وعَبَّد شوارع؛ وعمل انقلابًا حضاريًا في البلد الذي كان يسكن فيه. وبعد أربعين عامًا من الأعمال الصالحة، اختلف سعيد مع شخص معين؛ وبساعة غضب، قام بقتله؛ فالسؤال الهام هنا:

هل القانون سيسامحه على هذه الجريمة، بناءً على رصيد 40 عام من الأعمال الصالحة ؟

أو إذا اختلس رجل 1000 دينار مثلاً، وقبضت عليه الشرطة متورطًا في الاختلاس؛ وقدمته للمحاكمة، وقال ذلك الرجل للقاضي: "هل ممكن أن أكفر عن ذنبي بتقديم تبرع للدولة بمقدار 100 مليون دينار؟"
هل سيسمح له القانون أن يكفر عن ذنبه بعمل صالح وتبرع سخي كهذا؟

اليست جميع حكومات العالم: العلماني، المسيحي، الإسلامي، الشيوعي، البوذي، الهندوسي...إلخ، يطبقون هذا المبدأ المسيحي في القانون والقضاء ؟؟؟
وعندما نُقَدِّم لهم حقيقة أن الأعمال الصالحة لا تكفر عن الخطايا، يستغرب معظم هؤلاء من هذا التعليم، وكأننا نتكلم عن قوانين من كوكب آخر !!!
أقول العكس تمامًا؛ إن ضلالة الأعمال الصالحة التي تكفر عن الذنوب، هي التي من كوكب آخر؛ وهي لا تتماشى أبسط المبادئ للقانون والقضاء والمنطق كما رأينا.

دعنا نلقي نظرة على المبادئ الإلهية بخصوص الأعمال الصالحة وعلاقتها بمغفرة الخطايا من حزقيال 33؛ وتماشيها مع قانون جميع حكومات العالم بكافة مذاهبها.

1-  بر الإنسان لا يؤدي إلى غفران خطاياه:
" 12 وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَقُلْ لِبَنِي شَعْبِكَ: إِنَّ بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ،... وَلاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ خَطِيئَتِهِ."
وهنا يوضح الكتاب أن بر الإنسان الصالح، وجميع أعماله الصالحة التي عملها، لا تنفعه عندما يخطئ.

2-   لا يوجد رصيد للأعمال الصالحة:
" 13 إِذَا قُلْتُ لِلْبَارِّ: حَيَاةً تَحْيَا. فَاتَّكَلَ هُوَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ، فَبِرُّهُ كُلُّهُ لاَ يُذْكَرُ، بَلْ بِإِثْمِهِ الَّذِي فَعَلَهُ يَمُوتُ."
أيضًا بدعة الرصيد السالف للأعمال الصالحة، هو شيء غير موجود وخدعة كبيرة. كذلك أي دولة في العالم، بغض النظر عن ديانتها أو مذهبها، سوف لا تكافئ إنسانًا ما بجائزة معينة لأنه لم يرتكب أي جريمة في آخر عشر سنوات مثلاً!!! فواجب الإنسان أن يسلك بالاستقامة؛ وسلوكه بالاستقامة لا يكسبه رصيدًا ومميزات أمام الله؛ وبالتأكيد لا يُحسب عندما يخطئ.

3-  الله بنعمته هو الطريق الوحيد إلى غفران خطية الإنسان:
" 12 .... وَالشِّرِّيرُ لاَ يَعْثُرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ رُجُوعِهِ عَنْ شَرِّهِ.... "
هنا يبرز الله أن الشرير ممكن أن ينال العفو عن شره؛ ليس بناء على صلاحه أو أعماله؛ لكن بناءً على توبته ورجوعه إلى الله. فالله هو الوحيد الذي يمنحه العفو بناء على توبته وكفارة الله، وليس بناء على كم هو إنسان صالح وبار؛ وكم له رصيد من الأعمال الصالحة.

طبعًا هذه المبادئ تتماشى مع مبادئ القانون في جميع حكومات العالم بمختلف دياناته؛ مما يعطي المسيحية المصداقية الأقوى بينها لأنها الوحيدة التي تعلم الغفران هكذا. طبعًا هذا لا يعني أن الله لا يكترث بأعمالنا الصالحة، بل يبارك ويكافئ الله الإنسان الصالح والتقي، ببركات أرضية كما تقول الكلمة: " لأَنَّكَ تَأْكُلُ تَعَبَ يَدَيْكَ، طُوبَاكَ وَخَيْرٌ لَكَ" (مزمور 128: 2). لكن أعمال الإنسان الصالحة، لا تكفر عن خطاياه كما تُعلم بعض الديانات.
هنا تظهر طبيعة الله في الكتاب المقدس كمخلص، وتميزه بطبيعته التي تسعى لرد الإنسان عن خطيته، منحه الغفران، وتغييره بنفسه ليصبح إنسانًا صالحًا. باقي الديانات تعلم أن الله ينتظر أن يغير الإنسان نفسه وسلوكه، وبعدها يقرر الله أن يقبله أم لا، لذلك حتى قضية الغفران ترتبط بعمل الإنسان وليس بعمل الله الكفاري عن الإنسان.

لقد هيأ الله خلاصًا وغفرانًا للإنسان عن طريق يسوع المسيح الذي بذل نفسه للتكفير عن خطايا الإنسان:
" يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ (الخالي من الخطية). 2 وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا." 1 يوحنا 2.
ولا يزال الله يطلق دعوة للإنسان للقدوم إليه ونيل الخلاص منه. كما قال الله على فم نبيه أشعياء قبل مجيء المسيح بأكثر من 700 عامًا:
" 22 اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرَ." أشعياء 45.

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا
التعليق على مسؤولية المعلق فقط وهو ليس بالضرورة رأي الموقع
1. ابوخالد 09 يوليو 2011 - 03:03 بتوقيت القدس
افتراض خاطيء افتراض خاطيء
لقد خلطت بين حق الله وحق الناس والدولة والمجتمع ان الله يغفر لمن يشاء الا الإشراك به حقوق الله قائمة على المسامحة اما حقوق العباد قائمة على المشاحة ولذلك لا يسقط الحق الا اذا سامح ولي الدم في حالة القتل وفي حالة توقيع العقوبة على القاتل تطهره وأمره بعد ذلك الى الله ان شاء عذبه وان شاء تجاوز عنه
2. شخص 28 يونيو 2011 - 17:41 بتوقيت القدس
ما هي الديانات التي تعلم هذا التعليم؟ ما هي الديانات التي تعلم هذا التعليم؟
أخي باسم، ما هي هذه الديانات التي تعلم هذا التعليم؟ وما هو إثباتك على ذلك من الوثائق الأولية لتلك الديانات؟
3. باسم أدرنلي 28 يونيو 2011 - 20:01 بتوقيت القدس
سؤال: سؤال:
قبل أن أجاوبك على هذا السؤال، ممكن أن أسألك سؤال: هل توافق مع المبادئ المطروحة في هذا المقال؟
4. شخص 29 يونيو 2011 - 08:49 بتوقيت القدس
لم أفهم لم أفهم
لم أفهم ما علاقة سؤالك بسؤالي... أولاً، لقد وضعت كفرضية أولية أن هناك ديانات تعلم تعليمًا معينًا. بلا إثبات لما قد وضعت، يصبح طرحك بلا أهمية... هل لديك إثبات؟ ثانيًا، أرجو أن تقتبس حزقيال بشكل أوفى (واضعًا السياق الأوسع) لكي يستطيع القارئ أن يحكم على تفسيرك لما تقتبسه، فأنت تقتبس جملة قصيرة وتسبقها بعنوان معطيًا القارئ الانطباع أن ما تقتبسه يدعم رأيك. ثالثًا، أوافق أن الخلاص هو نتيجة عمل نعمة الله، لكن يبدو لي أنك خلطت بين نعمة الله التي نراها في الصليب (موجهة نحو الجميع) وبين النعمة المتعلقة بالفرد (فعالة نحو من يثق بها)...
5. باسم أدرنلي 29 يونيو 2011 - 10:04 بتوقيت القدس
رد على 3 رد على 3
السبب لسؤالي هو أن لا نخرج عن موضوع المقال لمواضيع ليست تعبر عن توجهي أو توجه لينجا. هدف المقال هو أبراز أن الأعمال الصالحة لا تكفر عن الخطايا، فقط لا غير. لم أتكلم عن النعمة، بل ستكون موضوع للمقال الآتي، ولم أتكلم عن بركات الرب للإنسان الصالح، وهي كثير، وكم الأعمال الصالحة تحرك قلب الله، وخاصة تلك المنوطة بالتوبة. فالمقال اقتصر على موضوع محدد. لا أستطيع أن أورد نصوصًا كثيرة في مقال صغير كهذا، وعادة إذا وجدت وجهات نظر أخرى أو آراء مغايرة، تقدم كما فعلت، وعندها أورد ردًا عليها. أما طبيعة المقالات في لينجا هي قضيرة وليست أكاديمية، لو كانت كذلك، طبعًا من الضروري تدعيم الآراء بالقرائن والاثباتات. انما فيما يلي البعض منها: في اليهودية: قاد الحاخام يوحنان بن زكاي خروج اليهود من القدس بعد دمارها، عام 70 م، إلى يَفنة. استنادًا إلى آية: "أريد رحمة لا ذبيحة" (هوشع 6: 6). بعدها نجح بإقناع المجمع اليهودي بأن الصلاة، والأعمال الصالحة تسد عن الاحتياج إلى ذبيحة، (رابي نتان، أبوت 4). وتابع أيضًا هذا التعليم الجيل الثاني للتنَّائيم مؤكدين أن الأعمال الصالحة التي تتنج عن التوبة الداخلية والتي عبر عنها الحاخامات: "الصلاة، والتوبة، والأعمال الصالحة" تغفر الخطايا وتسد عن الذبيحة (توسفتا، طعنيت، الكتاب الثاني، الفصل الأول، 65 / ب) وهذه أقوال مدعمة من قبل حيا بار آبا، ورابي عكيبا وغيرهم. في الإسلام يوجد أكثر من 12 شيء ممكن أن يفعله المسلم لكي ينال الغفران منها الصدقة مثلا: قال الحديث الشريف: ” الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار“ وهو حديث قوي جدًا ذاتت إسناد مصدر أول أي عن شخص واحد: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أخبرني عن عمل يدخلني الجنة و يباعدني عن النار ؟ قال - لقد جئت تسأل عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه : تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت , ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جُنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار... تفسيير... ثم قال أي النبي صلى الله عليه وسلم - ألا أدلك على أبواب الخير؟ - يعني على ما تتوصل به إلى الخير , كأنه قال نعم , فقال النبي صلى الله عليه وسلم - الصوم جُنة - يعني أنه وقاية يقي من المعاصي في حال الصوم ويقيه من النار يوم القيامة ثم قال صلى الله عليه وسلم- والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار - الصدقة هي بذل المال للفقير المحتاج تقرباً لله سبحانه وتعالى وتقرباً وإحساناً إلى الفقير وهذه الصدقة تطفئ الخطيئة , أي ما أخطأ به الإنسان من ترك واجب أو فعل محرم - كما يطفئ الماء النار - وكلنا يعرف أن إطفاء المار للنار لا يبقي من النار شيئاً , كذلك الصدقة لا تبقي من الذنوب شيئاً . وأمور أخرى تندرج تحت الأعمال الصالحة مثل: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بر الواليدن، طاعة الزوجة للروج، حفظ عرض المسلم، أطعام الناس.
6. شخص 29 يونيو 2011 - 10:49 بتوقيت القدس
شكرًا شكرًا
شكرًا أخ باسم على التوضيح والدعم بأمثلة...
7. طارق 29 يونيو 2011 - 19:42 بتوقيت القدس
الأردن الأردن
سؤال مطروح كيف الأعمال الصالحة تكفر عن الخطايا؟ كما نعلم أن آدم كان يعيش في جنة عدن وطيلة معيشته هناك كان يعمل أعمال صالحة فقط لكنه بسبب خطيئة واحدة طرده الله من الجنة ألم تشفع له الأعمال الصالحة التي كان يعملها ليبقى في الجنة، ثم قصة قايين وهابيل نجد أن الله قبل تقدمة هابيل ألا وهي كبش لكنه لم يقبل تقدمة قايين آلا وهي ثمار الأرض ( أعمال حسنة ).