1 واحد
لو جلست هذا الصباح حتى المساء لأكتب ما أعرف عن الرقم 1 فلن تسعفني الذاكرة، لأن لهذا الرقم معانيَ كثيرة لا حصر لها ولا أعرف بماذا أبدأ؛ هل بوحدانيّة الإله (خروج 3:20) أم بالثلاثة الذين هُم واحد (1 يوحنّا 7:5) أم بالثلاثة الذين في الواحد (1 يوحنّا 8:5) أم بالإثنين اللذين يصيران جسدًا واحدًا (متّى 5:19 ومرقس 8:10 وأفسس 31:5 وتكوين 24:2) أم بواحد الرياضيّات، أم بالعدد الذري للهيدروجين، أم بالهدف الوحيد الذي سجّله لاعب الكرة في مرمى الخصم والذي كان كافيًا لإسعاد مشجّعي فريقه الحاضرين ألوفًا إلى الملعب، أم بالقصيدة اليتيمة المنسوبة إلى الشاعر دوقلة المَنبجي، وإن نُسِبَت أيضًا إلى الشاعر ذي الرُّمَّة وأربعين غيره، التي مطلعها– على وزن مجزوء بحر الكامل:
هَلْ بالطُّلولِ لِسائِل رَدُّ * أَمْ هَل لَها بتَكَلُّم عَهدُ
أم بواحد الوجود في الفلسفة الأفلاطونيّة، أم بالرجُل الأوّل في حكومة العراق، أم بالسيّدة الأولى في لبنان؟ أم بالحلّ الوحيد لكارثة الجهل، أم بصورة الرَّجُل التي تشبه صورتي عن بُعد، أم بغير ما تقدّم؟ فكلٌّ مما ذكرت يستحقّ في تقديري موضوعًا لوحده، مستقلاًّ عن الآخر، والوحدة موضوع أيضًا.
40 أربعون
أمّا الرقم 40 فقد أحتاج إلى مراجع كثيرة للكتابة عنه؛ لكنّ القسم العربي في ويكيبيديا صدمني بمعلومة كارثيّة يتيمة خصّ بها هذا الرقم وإن بدت أنها ليست من جعبة المحرّر، إنّما مترجَمة عن السطر الأوّل المدوَّن في القسم الإنكليزي، فلم يكلّف محرر القسم نفسه بترجمة المزيد: “أربعون هو عدد طبيعي يلي العدد 39 ويسبق العدد 41” ما شاء الله! ما يدلّ على علم المحرر المسبّق بأن غالبيّة العرب أمم لا تقرأ فما من داع لأيّة ترجمة. بل يتعدّى الأمر إلى قيام السلطات العربيّة ولا سيّما الدينيّة منها بحظر وسائل تنوير العقل وخصوصًا الكتاب المقدّس، لأنّه الكتاب الأكثر جاذبيّة بين كتب العالم كلّها. وقد يسأل سائل أو يتساءل: ما هو مركز جاذبيّة هذا الكتاب أو ما محورها؟ والجواب الذي أصبح معلومًا للداني والقاصي ببساطة: السيّد المسيح له المجد؛ فما عرفت شخصيّة جذبَتْ إليها قلوبَ الناس التي تقرأ وعقولَها التي تفكّر وتبحث وتحلّل في مستوى السيد المسيح، بل أقلّ بكثير. وبالمناسبة فقد صام المسيح 40 يومًا وليلة (متّى 2:4) وظهر للرُّسُل 40 يومًا بعد قيامته من الموت (أعمال الرسل 3:1) وقبِل الرسول بولس 40 جلدة من اليهود إلاّ واحدة 2 كورنثوس 24:11) أمّا تفاصيل الرقم 40 فكثيرة في القسم الإنكليزي وسائر الأقسام الأخرى، سواء في الديانات والرياضيات والفلك والرياضة وفي التاريخ وتحديدًا السّومري.
الفنّان أحمد أبو سلعوم
أمّا بعد فإنّ أهمّ ما في حياة الإنسان هو خلاصه. والخلاص لا يزال الشغل الرئيسي الشاغل الناس ولا سيّما المفكّر والحكيم والمتواضع. هذا لا يعني إلغاء الاهتمامات الثانوية كطلب العلم والحكمة والرياضة والفنّ والأدب؛ فقد سرّني اهتمام العرب ببرامج مثل محبوب العرب “عرب آيدل” شأنهم شأن سائر الأمم، بل كنّا في الدار من المتابعين (والمتابعات) تفوّق الفنان الفلسطيني م. عسّاف ومن المعجبين بأدائه أغانيَ متنوّعة لكل من الموسيقار وديع الصافي والمطربين الكبار عبد الحليم حافظ وراغب علامة ووائل كفوري وغيرهم. كما سرّتنا رؤية إقبال الشباب الفلسطيني على برنامج مخصّص لمواهب جميلة بثّته فضائيّة “معًا” الفلسطينية في أعقاب فوز عسّاف باللقب. وبالمناسبة؛ لفتت الحبيبة سارة انتباهي إلى فنّان فلسطيني معروف ومحترم كان ضمن لجنة التحكيم في القناة المذكورة، إنّه الفنّان أحمد أبو سلعوم. أمّا اللافت أكثر في قولها فهو: تعال لترى كيف يشبهك هذا الفنان. فنظرت فإذا صحّة كلام سارة! لكنّه يشبهني عن بعد، لا أكثر :-) ولِمَ لا؟ أليس في الأمثال ولا سيّما المصريّة: “يخلق من الشبه أربعين” فليكن إذًا هذا الفنّان واحدًا من بين الأربعين- إذا جازت المقولة وصحّ المَثَل. علمًا أنّ هذا الفنان ليس الوحيد الذي يشبهني من شكله ومن نوعه؛ فمن ناحية الشكل كان الصِّبْية أيّام الصِّبا يلقّبونني بالكوري لصغر مساحة عينيّ، والأمّة الكوريّة بنصفها الجنوبي تزيد على 50 مليون نسمة وهو تقريبًا ضعف عدد سكّان النصف الشمالي. أمّا من ناحية النوع فلشخصيّة هذا الفنان خصائص أخلاقية وأدبيّة وفنّيّة تُشبه في الظاهر عددًا من خصائص شخصيّتي، لكني أيّام المسألة الكوريّة كنت أردّد مقولة لا أعرف أحدًا سبقني إليها: “قد يُشبهني الكثير لكنّي لا أشبه أحدًا” وبالمناسبة أيضًا فقد شاع بين شريحة كبيرة من المثقّفين موضوع الشَّبَه بين الإنسان والقرد منذ زمن داروين حتّى اختلف الكثير على نظريّته، إنها في نظري جديرة بالاهتمام لأنها تبحث في مراحل تطوّر الأحياء بشكل عام.
ثلاثة أسئلة حول نظرية داروين
سبق لي منذ زمن بعيد أن اشتريت من إحدى دور الكتب “أصل الأنواع” لعالِم التاريخ الطبيعي البريطاني تشارلز داروين، لكني لا أتذكر الآن ما كنت قرأته بعناية أم مررت عليه مرور الكرام، لذا اقتطفت من الموسوعة الحرّة، ويكيبيديا، ما يأتي:
Humans share common ancestry with apes and that the mental and moral faculties of humanity have the same types of natural causes as other inherited traits in animals.
أي- بتصرّف- يقترح مفهوم تطور الإنسان: إنَّ لدى الإنسان أسلافًا مشتركة مع القِرَدَة العُليا، أي الفصيلة الحيوية المتضمنة الإنسان والغوريلا والشمبانزي وغيره، وإنّ قوى الإنسان العقلية والأخلاقية تعود لنوع المسببات الطبيعية نفسه الذي شكّل السِّمات الوراثية في الحيوانات. انتهى.
وفي محادثة جرت بيني وبين أحد الأقارب؛ أثار قريبي هذا الموضوع قبل بضعة أشهر وكان على قناعة شبه تامّة بهذه النظريّة، ففوجئ بأسئلتي البسيطة والمنطقية، بعيدًا عن الدين وقصص الخليقة: 1. ما الذي انتظرتِ القرودُ طوال الحِقب الزمانية الماضية حتّى اليوم لكي يتطوّر قرد ما إلى إنسان؟ 2. ما الذي يمنع عودة الإنسان في أسوإ ما يمكن أن يمرّ به من ظروف جغرافية وغيرها إلى الأصل المشترك المقترح من داروين، في ضوء عودة المياه إلى مجاريها؟ 4. هل عثر أحد العلماء في أي مكان من الأرض على قرد عاقل ولو بشكل استثنائي؟ فضَحِكَ القريب ولم يردّ بشيء. عِلمًا أن الله بحسب الكتاب المقدّس قد خلق جميع الحيوانات قبل عمليّة خلق الإنسان، حتّى رأى الله أنّ كلّ ما عَمِل {حَسَنٌ} أمّا بعد خلق الإنسان فقد رآى الله أنّ كلّ ما عمل {حَسَنٌ جدّا} – تكوين، الأصحاح الأوّل، لذا وجب التنويه.
An 1871 caricature following publication of The Descent of Man was typical of many showing Darwin with an ape body, identifying him in popular culture as the leading author of evolutionary theory- Wikipedia: Charles Darwin