وارتّجت المدينة...مرّة أخرى

ها هي مدينة أورشليم تلبس حلّة فرح وابتهاج وهي تحتقل بذكرى دخول الرب يسوع المسيح "على جحش ابن أتان". صادف البارحة يوم أحد الشعانين وفق التقويمين الشرقي والغربي، وما من مكان أفضل من مدينة القدس للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة!
14 ابريل 2014 - 22:41 بتوقيت القدس
غريس الزغبي، لينغا

"ولما قرب عند منحدر جبل الزيتون، ابتدأ كل جمهور التلاميذ يفرحون ويسبحون الله بصوت عظيم،لأجل جميع القوات التي نظروا، قائلين "مبارك الملك الآتي باسم الرب! سلام في السماء ومجد في الاعالي." لوقا 19: 37-38.

ها هي مدينة أورشليم تلبس حلّة فرح وابتهاج وهي تحتقل بذكرى دخول الرب يسوع المسيح "على جحش ابن أتان" وهو "عادل ومنصور" و"وديع ومتواضع القلب." صادف البارحة يوم أحد الشعانين وفق التقويمين الشرقي والغربي، وما من مكان أفضل من مدينة القدس للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة! نعم، لم يكن يسوع موجوداً في الجسد كما كان قبل ألفي عامي، ولكنّ حضوره في حياة المؤمنين المسبّحين وفي قلوبهم كان مشهداً يستحق الذكر. إذ بدأت الجماهير تتوافد إلى كنيسة بيت فاجي منذ الصباح، وعند منتصف النهار انطلقت المسيرة بصلوات وترانيم بقيادة لفيف من الكهنة والآباء والرهبان والشمامشة بحضور البطريارك فؤاد الطوال.

شارك في المسيرة الآلاف من المسيحيين الذين جاءوا من مختلف بلدان العالم، من كل "أمّة وقبيلة ولسان"، وقد كان مميّزا حضور المؤمنين من كافة الكنائس على اختلاف طوائفها "فهوذا ما أجمل وما أحلى أن يسكن الإخوة معاً، هناك أمر الرب بالبركة." انطلقت المسيرة من بيت فاجي، المكان التقليدي لبدء مسيرة دخول يسوع الانتصاري إلى اورشليم القدس ثمّ إلى جبل الزيتون، ومروراً بالمكان الذي بكى فيه يسوع على اورشليم القدس قائلا: " يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا.هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَني مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!"ومن ثم استمرّت المسيرة عبر وادي قدرون وانتهت في كنيسة القديسة حنة. وقد حمل الجماهير صغاراً وكباراً سعف النخيل وأغصان الزيتون والورود فرحاً وابتهاجاً بذكرى دخول ملك الملوك ورب الأرباب إلى هذه المدينة القديمة.

 اليوم، وبعد مضي أكثر من ألفي عام على دخول يسوع إلى أورشليم، تبقى كلماته ترنّ في آذان الجميع: "وإن سكت هؤلاء، فالحجارة تصرخ" يا ليتنا لا نسكت، بل نصرخ مع الحجر والشجر والبشر، احتفالاً بدخول المخلّص، ملك المجد الذي سيأتي ثانية إلى أورشليم و "ستبصره كل عين" "آمين تعال أيها الرب يسوع...مبارك الآتي باسم الرب".

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا