بابا الأقباط في الإجتماع التأسيسي لمجلس الكنائس: الكنائس الخمسة كأصابع اليد الواحدة، قوتها في التنوع

أقيم اليوم الإثنين الاجتماع التأسيسي لمجلس كنائس مصر في المقر البابوي الأنبا رويس بالعباسية .حيث تم الإتفاق على تأسيس مجلس كنائس مصر الخمسة، برئاسة البابا تواضروس الثاني...
18 فبراير 2013 - 23:43 بتوقيت القدس
موقع لينغا

أقيم اليوم الإثنين 18/2/2013 الاجتماع التأسيسي لمجلس كنائس مصر في المقر البابوي الأنبا رويس بالعباسية .حيث تم الإتفاق على تأسيس مجلس كنائس مصر الخمسة، برئاسة البابا تواضروس الثاني. وقد أصدر رؤساء الكنائس بيانًا مشتركًا قالوا فيه:"  إن تأسيس مجلس لكنائس مصر هو حلم راودنا لسنوات قديمة، وأكدوا أن المجلس الكنسي سيعمل على خدمة الكنائس والمجتمع والوطن، وسيتعاون مع كل المجالس المسكونية المتفق عليها من الجميع."
يذكر أن هذا الإجتماع يعتبر إجتماعًا تاريخيًا، حيث وقع  كل من البابا تواضروس الثاني- بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، والبابا ثيودوروس الثاني- بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس، والبطريرك إبراهيم إسحاق،- بطريرك الأقباط الكاثوليك، والقس صفوت البياضي - رئيس الطائفة الإنجيلية، والمطران منير حنا -رئيس الطائفة الأسقفية على ميثاق مجلس كنائس مصر.

فيما يلي كلمة رئيس المجلس في الإجتماع، الأنبا تواضروس الثاني: 
"أشعر أن هذه الخطوة كانت يجب أن تكون منذ سنوات، فعندما يكون عندنا مجلسًا فيمكن للمجلس أن يشترك في مجالس الشرق الأوسط او المجلس العالمي للكنائس او مجلس كنائس كل افريقيا. لكن نشكر الله أن هذه الفكرة كانت مع المتنيح الأنبا شنودة قبل سنتين  تناقش فيها مع بعض رؤساء الكنائس، نشكر الله أن هذا الحلم يتحقق في هذا اليوم.
انا أرى ان هذا المجلس له ثلاثة ابعاد: أول بعد المحبة وبعد الخدمة وبعد المساندة
بُعد المحبة: ممارسة المحبة والمحبة الأخوية تعبير وشهادة من أجل المسيح وهذه مسؤولية لنا جميعًا، ففي الأمثال المصرية يقولون: البعد جفاء، ولكن عندما نقترب لبعضنا بعض بمحبة ربنا يسوع المسيح، هذا يفرحه ويفرح قلبه، كما قرأنا في القراءات الإنجلية وتفضلتم بإلقائها. هذا بعد المحبة وتفعيل هذه المحبة.
الأمر الثاني او البعد الثاني هو بعد الخدمة، وأقصد بالخدمة، كيف نعبر عن محبتنا بطريقة عملية. من خلال وسائل خدمة نشترك فيها جميعًا بروح المسؤولية، مسؤولية كل كنيسة ومسؤولية كل إجتماع نقيمه. مسؤوليتنا وأعيننا على السماء، نخدم على الأرض ونجتهد في مشروعات، في مشروعات التعليم، مشروعات الصحة أو في مشروعات  التكوين الروحي، كل هذه جيدة مع إحتفاظ كل كنيسة بالخصوصية الخاصة فيها وبإيمانها، لكن عمل الخدمة هو تعبير عن المحبة بكل أشكاله. واتمنى أن  هذا الأمر يمتد الى رعيتنا. نحن نمارس الحوارات اللاهوتية المتعددة بين كنائسنا والكنائس الأخرى، على كل مستوى، كنائسنا المحلية وكنائسنا الإقليمية وكنائسنا على مستوى العالم وكله في شخص السيد المسيح. لكن نحن في مصر نحتاج جدًا المشاركة بالخدمة، مشاركة مسؤولة بحيث لا يظهر من أي كنيسة ما يؤلم كنيسة أخرى وهذا في غاية الأهمية. الخدمة هي احترام الخصوصية واحترام المشاعر واحترام الإيمانيات، واستخدام التعبيرات التي لها الروح المسيحية في هذه العلاقة.
البُعد الثالث، بُعد المساندة. كنائسنا  تتنوع في حجم الرعية، في الحدود الجغرافية، في مقدار الانتشار فبالتالي نحتاج أن نتساند معًا. وايضًا كما سمعنا في القراءات الإنجيلية نحتاج من أجل المساندة تكوين الفكر الواحد والرأي الواحد في المسائل التي تتطلب ذلك. هذه المساندة ضرورية وقوية. تنوعنا نحن الكنائس الخمسة كأصابع اليد. أصابع اليد لا تتشابه معًا، تتنوع في شكلها وتتنوع في وظائفها، لكن هذه الأصابع تتماسك معًا. لو كانت اصابع اليد متشابهة لما كانت اليد تعمل جيدًا. قوة اليد في هذا التنوع.

نشكر الله الذي أعطانا هذه الفرصة لتكوّن هذا المجلس لأجل خدمة مصر هذا الوطن الحبيب. وظيفة الكنيسة الأولى هي وظيفة روحية ووظيفتها الثانية هي وظيفة إحتماعية، نخدم المجتمعات التي نعيش فيها.
أكرر ترحيبي بكل المشاركين وأفرح أن يكون لقاؤنا الأول يجمعنا جميعًا بهذه المحبة التي أصلي أن تدوم.
لإلهنا كل كرامة ومجد الى ابد الآبدين آمين. "

شارك المقالة:
هل لديك سؤال عن الإيمان المسيحي؟ نحن مستعدون لاجابتك راسلنا